المرجعية الإسلامية لهذه البلاد توفر لها كل التميز في التعامل من خلال مبادئ وتعاليم في شتى المجالات ومنها أدب التناصح مع الاخوة الأشقاء والأصدقاء.. وسمو ولي العهد وهو يتناول مسألة هامة مثل العلاقات مع الولايات المتحدة، في أجواء دولية شديدة التعقيد كان كعهده أميناً مع مبادئه ومعبراً عن فطرته الإسلامية السليمة وهكذا جاءت كلماته لتعكس موجهات تلك التعاليم الخالدة التي تنبذ النفاق والتواري خلف الأكاذيب فيما تثمن عالياً مباشرة الأمور بكل الصدق والموضوعية والواقعية..
إن إبراز وجهات النظر بطريقة لا لبس فيها تعين كثيراً في إصلاح عالم تكتنفه الكثير من التعقيدات.. وقد جاءت تصريحات سمو ولي العهد لصحيفتين أمريكيتين لتضع النقاط فوق الحروف حيث أشار سموه إلى أهمية أن تقوم علاقات الصداقة على الصدق وقال مشيراً لأمريكا: «ولأنها دولة صديقة أجد من واجبي تقديم النصيحة عند الحاجة» وقال: «وبتقديمي النصيحة، أشعر بأنني قمت بواجبي كصديق».
ومن هنا جاءت نصيحة سموه إلى واشنطن في دعوته اياها إلى مراعاة ضميرها في رفض القمع مشيراً إلى أن واشنطن أغضبت العرب بتغاضيها عن القتلى الفلسطينيين..
كلمات سمو ولي العهد في المقابلة عبرت عما يجيش في نفوس الملايين في العالم العربي والإسلامي وهم يرون آلة الحرب الإسرائيلية تحصد أرواح الأشقاء الفلسطينيين وتدمر مكتسباتهم، بعد اغتصاب أرضهم، بينما القوة العظمى الولايات المتحدة تشجع هذا العدوان من خلال ضغوطها على سلطة الرئيس عرفات ومباركتها للقمع الإسرائيلي باعتبار انه حرب على الارهاب، وأيضا بتجاهلها لأسس الحل التي تسندها قرارات دولية موثقة ومعروفة.إن الأزمات هي التي تبرز المواقف الحقيقية لهذا الطرف أو ذاك كما انها تكشف عن معدن مختلف أصحاب القرار وهي بالتالي أدعى لمعرفة وادراك الكثير من الحقائق التي يمكن ان تساعد كثيراً في اتخاذ القرارات.
وموقف المملكة من قضية فلسطين موقف ثابت وواضح ويجري التأكيد عليه دوما وعلى الاطراف الأخرى ان تسلك وفقا لمنطق الحق والصدق وإلا فإن الركون إلى قوة السلاح وحدها لن يقنع هذا الطرف أو ذاك بالخضوع والاستسلام إذا ما ظلت الحقوق مستلبة حتى وإن بقيت السيوف مسلطة على الرقاب..
ان حرص المملكة على علاقاتها مع الولايات المتحدة تحكمه إلى جانب المصالح المشتركة مكانة البلدين وتأثيرهما على مجمل الشؤون الدولية، ومن المؤكد ان هذه الصداقة ستتعزز كثيراً من خلال العمل المشترك الذي يراعي ظروف كل منهما فضلاً عن الأحوال في المحيط الحيوي لكل من البلدين بكل ما يمكن ان ينطوي عليه من مصاعب ومنغصات وأحلام وتطلعات وحقوق مشروعة لا يمكن أن تحجبها بأي حال من الأحوال كل مظاهر الجبروت مهما اشتدت وأمعنت في الظلم.
|