* عمان الجزيرة:
اختار المؤتمر العالمي للحفاظ على المدن الإسلامية الذي اختتم أعماله في العاصمة الأردنية «عمان» مؤخراً مدرسة السلط الثانوية.. باعتبارها المدرسة الأقدم والأعرق في الأردن، لاعلان ادارجها على قائمة التراث العالمي.
المدرسة المذكورة تأسست في مدينة السلط «30 كيلومتراً الى الغرب من عمان العاصمة»، في موقع مطل على الضفة الغربية، مطلع القرن الماضي، وارسى حجر الأساس آنذاك الملك عبدالله الأول، مؤسس المملكة الأردنية الهاشمية.
وخرجت تلك المدرسة التي تعتبر احد أهم المعالم العمرانية التراثية القديمة في الأردن، وأبرزها في مدينة السلط، معظم رجالات الدولة الأردنية، ومنهم من اشغل مناصب رؤساء وزارات ووزراء ومناصب مهمة أخرى سابقاً وحتى اليوم.
ومن هؤلاء رئيس الوزراء الراحل وصفي التل، ورئيس الوزراء الأسبق احمد اللوزي، وآخرون وعشرات الوزراء والأعيان والنواب وغيرهم.
وباعتبارها كانت المدرسة الثانوية الوحيدة في الأردن في حينه، فقد كان الطلبة يؤمونها من مختلف أنحاء البلاد، وليس أمامهم سوى الإقامة في مدينة السلط، أمام صعوبة المواصلات وندرة الطرق ووسائط النقل في الأردن آنذاك.
ويتندر الأردنيون عادة باستذكار اسم احد المطاعم القديمة المشهورة في مدينة السلط «مطعم العمد» وهو المطعم الذي كان طلبة المدرسة من غير أبناء مدينة السلط، يرتادونه لتناول وجبات الطعام، ضمن اجواء أسرية محببة تسمح لبعض الطلبة بتناول الوجبات دون الدفع المقدم، على ان يسددوا ما في ذممهم لاحقاً، بعد عودتهم خلال العطل المدرسية الى مناطق سكناهم واحضار النقود المطلوبة، ومن هؤلاء اردنيون اصبحوا فيما بعد رؤساء حكومات ووزراء واستمر صاحب المطعم الذي توفاه الله قبل عدة سنوات، يحتفظ بدفتر قديم مدونة فيه قيم الديون المترتبة على هؤلاء، والتي لا تتجاوز في الغالب بضعة قروش على كل منهم.
وكان صاحب المطعم الى ان توفاه الله صديقاً حميماً للعديد من رجال الدولة الذين سبقوا وكانوا من رواد مطعمه أيام دراستهم في مدرسة السلط الثانوية.
جدير بالذكر ان مدينة السلط الأردنية، ذات طراز معماري خاص، فمبانيها المصممة من الحجر القديم المائل لونه الى الاصفر الفاتح، ونظام الأقواس الذي يشكل الطابع العام لتلك المباني، يشد انظار زائريها من السياح والأجانب الذين تستهويهم رائحة التاريخ.
|