* واشنطن أ.ش.أ:
أبرز تزايد الوجود العسكري الأمريكي في الفلبين طبيعة العلاقات الغامضة بين الولايات المتحدة والفلبين التي ظلت مستعمرة امريكية حتى بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية كما أدى إلى انقسام الرأي العام الفلبيني حول وجود هذه القوات، وعليه فقد أوضحت صحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية الثلاثاء الماضي أن وصول الطائرات الأمريكية وعلى متنها قوات وأسلحة أمريكية لخوض الحرب ضد الارهابيين الذين تربطهم علاقات بتنظيم القاعدة في جنوب الفلبين قد أثار حفيظة اليساريين والقوميين الذين قاموا بمظاهرات حاشدة وهتفوا بشعارات معادية لهذا الوجود العسكري مطالبين بعودة القوات الأمريكية إلى بلادها.
وأضافت الصحيفة قائلة ان تعزيز الوجود الأمريكي في الفلبين يؤدي في الواقع إلى تعزيز أواصر الائتلاف القديم الذي يضم اليساريين والقوميين وسياسيي المعارضة الذين ينتهزون أية فرصة لتوجيه الانتقادات للرئيسة الفلبينية جلوريا ماكاباجال اوريو.
وذكرت صحيفة «واشنطن تايمز» أن الوجود الأمريكي الذي يعد اكبر انتشار للقوات الأمريكية على أرض اجنبية في اعقاب الحرب الأفغانية يعد رسميا جزءا من مناورات تستمر ستة اشهر على التدريب المشترك مع القوات الفلبينية إلا أن معظم الفلبينيين يرون في هذا الوجود ما هو أكثر من ذلك وأن التعزيزات الأخيرة هدفها هو تعاون القوات الأمريكية مع القوات الفلبينية لاستئصال الارهابيين التابعين لجماعة ابوسياف. وقالت الصحيفة إن المظاهرات المعادية لأمريكا أصبحت أمراً مألوفا في الشوارع الفلبينية رغم أن معظم الصحف الفلبينية ترحب في عناوينها بالأمريكيين وتقف إلى جانب ارويو التي ترى أن دستور البلاد يسمح بهذا الوجود الذي سيصل عندما يكتمل إلى 650 جنديا أمريكيا. ويقول ماكس سوليفن وهو كاتب عمود شهير وصاحب جريدة «فلبين ستار/ان» سياسيونا بدأوا يدركون أن معظم الفلبينيين قد ضاقوا ذرعا بالمشكلة التي يثيرها أبو سياف وأنهم يشعرون بالارتياح لوصول الأمريكيين لتخليصهم من هذه المشكلة التي أدت إلى تدمير صناعة السياحة وهروب المستثمرين الاجانب. ولفتت صحيفة «واشنطن تايمز» إلى أن هيئة محطات الرصد الاجتماعي في الفلبين وهي هيئة استطلاع للرأي العام غير حزبية وتلقى احتراما بين الكثيرين، وجدت في استطلاع أخير أجرته أن 80 في المائة من كل الذين شاركوا في استطلاعها قد اعربوا عن ثقتهم في الولايات المتحدة في مقابل 8 في المائة لا يثقون في أمريكا.
وذكرت الصحيفة انه عندما اجبر مجلس الشيوخ الفلبيني الذي كان يسيطر عليه القوميون قاعدتين أمريكيتين كبيرتين على الجلاء قبل اكثر من عشر سنوات شعر معظم الفلبينيين بحجم الخسارة التي سيتعرضون لها نتيجة لذلك القرار.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيسة الفلبينية تدرك أن معركتها للدفاع عن الوجود الأمريكي لن تكون مع الجماهير العريضة أو مع اليساريين ولكنها ستكون مع صفوة رجال الأعمال والسياسة. وكان قد وصل بالفعل نحو 70 مدربا عسكريا أمريكيا إلى زامبوانجا وهو ميناء في جنوب الفلبين وذلك لإنشاء مركز للاتصالات والشؤون اللوجيستية يخدم المناورات العسكرية المشتركة كما يوجد ثلاثون آخرون بقاعدة ماكتان الجوية.
|