* واشنطن العواصم الوكالات:
ركز الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش على السياسة الخارجية في بيانه السنوي الأول أمام الكونجرس حول حالة الاتحاد ليلة الثلاثاء/الاربعاء.
ونبه بوش شعبه إلى ضرورة عدم الاسترخاء فمازالت الحملة الدولية التي تقودها إدارته ضد الإرهاب في مهدها.
وقال الرئيس الأمريكي في بيانه الذي استغرق قرابة ساعة إن الإرهابيين مازالوا يتلقون تدريباتهم في أكثر من 12 دولة ومنح تلك الدول مهلة للقضاء عليها قبل أن تقوم إدارته بذلك بدلا منهم.
ووصف العراق وإيران وكوريا الشمالية بما سماه «مثلث الشر» وخص العراق بالوعيد حيث مازال يسعى لقرابة عقد بتطوير أسلحة دمار شامل مثل الجمرة الخبيثة.
وأكد أن «عدم المبالاة» تجاه تلك الأنظمة سيؤدي إلى «كارثة».
وقال إنه بالنسبة لكوريا الشمالية، فمازال نظامها يطور الصواريخ المتقدمة بينما يعاني شعبها من الفقر والمجاعة.
كما حذر الرئيس الأمريكي من ان الولايات المتحدة لن تتردد في ضرب «عالم الإرهاب القائم تحت الأرض»، وذكر مجموعات كحركة حماس وحزب الله والجهاد الإسلامي وجيش محمد.
وقال بوش «آمل في ان تسمع كافة الدول نداءنا وتقضي على الطفيليين الإرهابيين الذين يهددون بلادهم وبلادنا، وبعض الحكومات ستكون ضعيفة أمام الإرهاب، لكن لا تخطئوا: إذا لم تتحرك فإن أمريكا ستتحرك».
وأشار بوش إلى ان معسكرات التدريب قد أزيلت في أفغانستان «وان معسكرات أخرى ما زالت موجودة في اثنتي عشرة دولة على الأقل، ثمة عالم قائم تحت الأرض يضم مجموعات كحركة حماس وحزب الله والجهاد الإسلامي وجيش محمد ويتحرك في الغابات والصحاري ويختبئ في مراكز المدن الكبرى».
وأعرب بوش عن «اعجابه» بما يقوم به الرئيس الباكستاني برويز مشرف لمكافحة الإرهاب وذكر بأن القوات الأمريكية تنشط لمساعدة بعض الدول المتأثرة بالإرهاب كالفيليبين والبوسنة.
وأوضح ان البحرية الأمريكية تسير دوريات قبالة سواحل القرن الأفريقي لمنع إرسال أسلحة وإقامة معسكرات للإرهابيين في الصومال.
وفي أول رد فعل على الخطاب الرئاسي الأمريكي رفض الرئيس الإيراني السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، المسؤول الثالث في النظام، صباح أمس «الاتهامات العدائية» التي وجهها الرئيس الأمريكي إلى إيران.
وقال رفسنجاني أثناء مؤتمر حول الانتفاضة الفلسطينية «ها هو زعيم قوة عظمى يوجه إلينا من على منصة رسمية، اتهامات عدائية في لهجتها، اتهامات لا ترتكز إلى أساس».
كما اتهم وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي الولايات المتحدة ب«التدخل في شؤون إيران الداخلية» و«ندد» باتهامات بوش حيال إيران.
ورفضت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية تهديدات الرئيس الأمريكي وتوعدت بمواصلة الكفاح ضد إسرائيل حسب ما أعلن اليوم الاربعاء ناطق باسم الحركة لوكالة فرانس برس.
إلى ذلك كشف بوش في خطابه ان «خططا لبناء مفاعلات نووية أمريكية» وخزانات لمياه الشرب قد عثر عليها في أفغانستان، مؤكدة «أسوأ مخاوف» الولايات المتحدة.
وقال «عثرنا على خطط لمفاعلات نووية أمريكية وخزانات مياه وعلى تعليمات مفصلة لصنع أسلحة كيميائية وخرائط لمدن أمريكية وبيانات كاملة للآثار في الولايات المتحدة والعالم».
وأكد بوش «ان اكتشافاتنا في أفغانستان أكدت أسوأ مخاوفنا وتبين حجم المهمة التي تنتظرنا».
وأضاف الرئيس الأمريكي ان «ما عثرنا عليه في أفغانستان يؤكد ان حربنا ضد الإرهاب التي لم تنته هناك ما زالت في بدايتها»، مشيرا إلى ان «عشرات الآلاف من الإرهابيين المدربين» ما زالوا موجودين بكثرة في مكان ما من العالم.
وكان بوش أعلن في مستهل خطابه عن حالة الاتحاد ان «العالم المتحضر مهدد بأخطار لا سابق لها».
وقال «بلادنا في حالة حرب، واقتصادنا في حالة ركود، لكن حالة اتحادنا لم تكن أقوى مما هي الآن».
وأضاف بوش الذي قوطع مرارا بتصفيق النواب ال 535 الحاضرين «نحن في صدد كسب الحرب ضد الإرهاب».
وأكد ان «عشرات الآلاف من الإرهابيين المدربين» ما زالوا يتحركون في حرية في العالم.
وقال إن «آلافا من القتلة الخطرين والمدربين على القتل بكل الطرق، وغالبا ما تدعمهم أنظمة خارجة على القانون، موزعون الآن في العالم كما لو انهم قنابل موقوتة جاهزة للانفجار بلا إنذار».
وأعلن الرئيس الأمريكي من جانب آخر ان أمريكا لا تسعى إلى «فرض ثقافتها» على بقية العالم بل تعتزم «الدفاع عن الحرية والعدالة» لأنها قيم «عادلة وحقيقية بالنسبة لجميع الشعوب أينما كانت».
وقال «ليس لدينا أي نية في فرض ثقافتنا لكن أمريكا ستدافع دوما وبقوة عن متطلبات غير قابلة للتفاوض تمليها الكرامة الإنسانية واحترام القانون وصلاحيات الدولة المحددة واحترام النساء والملكية الخاصة وحرية التعبير والعدالة الاجتماعية والتسامح الديني».
وأضاف ان «أي بلد لا يمكنه احتكار هذه التطلعات كما لا يمكن استثناء أي امة منها»، مؤكدا ان أمريكا «تقف إلى جانب الرجال والنساء الذين يدافعون عن هذه القيم عبر العالم بما في ذلك العالم الإسلامي».
وشدد على ان أمريكا تعتزم الإفادة من أوقات الحرب هذه لقيادة العالم نحو القيم التي ستحمل السلام الدائم».
وأكد أيضا أنه يولي أهمية قصوى أيضا لما وصفه بالأمن الاقتصادي لشعبه عن طريق خلق المزيد من فرص العمل، وحث الكونجرس على القبول بخططه الخاصة في مجال إنعاش الاقتصاد الأمريكي الذي يعاني من الكساد.
وأكد أن إدارته ستسعى إلى مضاعفة الإنفاق لدعم أمن البلاد على كافة الجبهات.
وحضر مراسم إلقاء البيان نائب الرئيس ديك تشيني ورئيس الحكومة الانتقالية في كابول حامد قرضاي الذي يقوم حاليا بزيارة لواشنطن.
وقام الحضور بمقاطعة بيان بوش الذي تفوق نسبة شعبيته 80 في المائة حاليا 70 مرة للإعراب عن تأييدهم المنقطع النظير بالتصفيق الحاد.
إلى ذلك قال مسؤولون بالبيت الأبيض إن نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني قرر الخروج على التقليد الذي درج عليه في الآونة الأخيرة في عدم الظهور علنا مع الرئيس جورج بوش وإنه حضر الخطاب السنوي لحالة الاتحاد.
وجرى التقليد على ان يحضر نائب الرئيس كلمة حالة الاتحاد إعمالا لدوره الدستوري كرئيس لمجلس الشيوخ.
لكن منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ايلول عمد تشيني إلى العمل في موقع سري آمن ونادرا ما ظهر في مكان واحد مع بوش وذلك في محاولة لضمان انتقال منظم للسلطة في حالة وفاة الرئيس.
ولم يحضر تشيني الخطاب الذي ألقاه بوش أمام جلسة مشتركة لمجلس الكونجرس في العشرين من سبتمبر والذي دعا فيه إلى حرب دولية على الإرهاب.
وقال البيت الأبيض إن وزيرة الداخلية جيل نورتون ستكون عضو الحكومة الذي لن يحضر خطاب حالة الاتحاد وهو إجراء وقائي متبع منذ فترة طويلة لضمان الاستمرارية في حالة وقوع كارثة يقتل فيها الرئيس وجميع المسؤولين الآخرين الذين يلونه في المنصب أثناء إلقاء الخطاب.
|