لا يخلو أحد استخدم الإنترنت إلا وبحث عن المعلومات وفق طريقتين اثنتين أو أكثر، ولكن هناك طريقتين تعدان الأكثر استخداما وشيوعا، هاتان الطريقتان هما:
البحث باستخدام محركات البحث، والطريقة الأخرى البحث باستخدام الأدلة الموضوعية، وكل طريقة من هاتين الطريقتين تختلف عن الأخرى، سواء في كيفية البحث والاستخدام، أو نتائج البحث التي نحصل عليها، وسنتحدث في هذا المقال عن الفروق بين محركات البحث والأدلة الموضوعية، علاوة على فائدة كل طريقة عندما نستخدمها في عمليات البحث، وقبل ذلك لعله من المستحسن أن نعرّف بشكل موجز بمحركات البحث والأدلة الموضوعية، فمحرك البحث عبارة عن برامج حاسوبية متقدمة تقوم بتكشيف (فهرسة) مواقع الإنترنت، وعند عملية البحث تتم المضاهاة (المطابقة) بين كلمات البحث التي يستخدمها المستفيد، وبين كشاف (فهرس) الملفات الخاصة بمحرك البحث من أجل استرجاع المواقع ذات العلاقة باستفسارات المستفيد، وتستخدم محركات البحث من أجل تمكين مستخدم الإنترنت من الوصول إلى المعلومات والمواقع بيسر وسهولة، أما الدليل الموضوعي فهو عبارة عن دليل موضوعي خاص ببعض مواقع الإنترنت، تم انتقاؤها بجهد بشري، وأعطيت هذه المواقع موضوعات تعبر عن محتوياتها التي تغطيها، وترتب الأدلة الموضوعية وفق نظام موضوعي هرمي يبدأ بالموضوع العام، ثم يتفرع عنه موضوعات أكثر تخصصيا.
والآن لنشرع في الفروق والفوائد، فمن ذلك ما يلي:
1 إن محرك البحث يفهرس ويكشف مواقع الإنترنت بشكل آلي، وذلك عن طريق ما يعرف بالزواحف أو العناكب (الربوت)، بينما تتم فهرسة وتكشيف المواقع التي تغطيها الأدلة الموضوعية عن طريق الجهد البشري الذي يحدد موضوع كل موقع بشكل يدوي، ويتم إدراجه تحت الفئة الموضوعية المناسبة.
2 إن عدد المواقع التي تغطيها محركات البحث أكثر بكثير من المواقع التي تغطيها الأدلة الموضوعية، فأضخم محرك بحث يغطي قرابة المليار وربع المليار صفحة، بينما أضخم دليل موضوعي (ياهو) لا يكاد يتجاوز المليون موقع.
3 إن البحث في محرك البحث أمر شاق، ويحتاج لعدد من المهارات من أجل الحصول على نتائج جيدة، بينما البحث في الدليل الموضوعي أسهل بكثير من البحث في محركات البحث، والنتائج التي يتم الحصول عليها عن طريق الأدلة الموضوعية دقيقة ومباشرة.
4 إن البحث في الأدلة الموضوعية يفيد مستخدم الإنترنت المبتدئ، وكذلك الباحث الذي يريد عددا من المواقع المنتقاة في موضوع محدد، بينما استخدام محركات البحث ينطوي على صعوبات قد لا يحسن الباحث المبتدئ التعامل معها (على سبيل المثال الحصول على كميات هائلة من المعلومات).
5 يعيب الأدلة الموضوعية أنها تستخدم لغات مقيدة (التصنيف الهرمي للمعرفة البشرية)، وهذا ولا شك يفقدنا الكثير من المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت إذا لم يتم إدراجها تحت ذلك التصنيف الهرمي.
6 تعتمد محركات البحث في عملية التكشيف على نظام الربط اللاحق (يتم الربط بين كلمات البحث والمواقع أثناء إجراء عملية البحث)، بينما تعتمد الأدلة الموضوعية على نظام الربط المسبق (بمعنى آخر أن الربط بين المواقع وما تدل عليه موضوعيا يتم قبل عملية البحث من قبل أشخاص متمرسين يعرفون بالمكشفين).
7 تحتاج الأدلة الموضوعية إلى التحديث والتجديد والصيانة والمتابعة المستمرة لتنمية موضوعات الدليل.
8 على الرغم من أن عملية إعداد الأدلة الموضوعية تكلف الكثير من المال والجهد البشري إلا أن مخرجاتها قليلة إذا ما قورن بمخرجات محركات البحث.
9 إن تصنيف المواقع في الأدلة الموضوعية يعتمد على ما حدده الشخص (المكشف/المفهرس) الذي قام بهذا العمل، وليس بالضرورة أن يكون هناك اتفاق بين فهم هذا المكشف/المفهرس وبين مستخدم الدليل الموضوعي، فما يراه المكشف/المفهرس من أن الموقع الفلاني حقه أن يدرج تحت الموضوع الفلاني قد لا يوافقه مستخدم الدليل الموضوعي على ذلك (وهذه مشكلة قائمة ومعروفة في التحليل الموضوعي للوثائق).
10 عندما نستخدم محركات البحث فإننا نحصل على نتائج بحث كثيرة جدا، وقد يكون أغلبها ليس لها علاقة بما نريد أو باستفسارات البحث (الربط المزيف بين كلمات البحث والمواقع المسترجعة)، بينما نتائج البحث التي نحصل عليها من الأدلة الموضوعية قليلة نسبيا، وذات علاقة.
11 إن الباحث عندما يستخدم محرك البحث فهو حر، وليس مقيدا أو ملزما بأي نوع من القيود البحثية، بعكس البحث في الدليل الموضوعي الذي يلزم الباحث التدرج من الموضوع العام إلى الموضوع الخاص حتى يجد الباحث ما بغيته.
12 عندما تبحث في الأدلة الموضوعية قد لا تحتاج إلى أن تدخل كلمات بحثك، بعكس البحث في محركات البحث فإنك تحتاج لأن تحدد كلمات البحث وبشكل دقيق من أجل الحصول على نتائج بحث جيدة، هذه بعض الفروق والفوائد لمحركات البحث والأدلة الموضوعية، وفي واقع الأمر، فكل واحد منهما مكمل للآخر، وقد يقوم بدور لا يقوم به الآخر، فمحركات البحث في بعض الأحيان تفيدنا حينما لا يمكننا استخدام الأدلة الموضوعية، والعكس صحيح.
وقبل الختام لعله من المفيد لمستخدم الإنترنت أن يجرب كل طريقة على حدة من أجل الحصول على نتائج بحث جيدة.
|