Thursday 31th January,200210717العددالخميس 17 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بوح
استعراض
إبراهيم الناصر الحميدان

هذه المشاركة هي بمثابة استراحة من همومنا الفكرية وبقايا أصداء من ذلك الشهر الكريم الذي خلفنا لآمال نتطلع إليها. إذ ليس من دأبي أن أتابع الأعمال الفنية العربية منذ عدة سنوات بما فيها الأعمال المكسيكية المدبلجة والتي إن كان لها من حسنة فهي جعلها تنطق بالعربية الفصحى. وأعمال شهر رمضان التي تحفل عادة بالمنافسة بين الفضائيات تراجعت في حقل الفوازير هذا العام إلى طرح جوائز في مسابقاتها الركيكة. بيد أن مسلسل «الحاج متولي» قد يكون نال نصيب الأسد في العرض على أكثر من عشرين قناة عربية خلال هذا الشهر في أوقات متفاوتة كما أني تابعت مرغماً مسلسلاً آخر يعرض من الفضائية السورية بعنوان «قوس قزح» فالأول وهو مصري شد الكثير من المتابعين لطابعه الجديد باعتباره لا يمثل البيئة المصرية إنما شق خاصرتها ويحاكي ما يحدث في دول الخليج ليس لأن النساء لا يكلفن كثيراً من جراء تكرار الزواج لأن العكس هو الصحيح ولا ما لهن من مميزات جمالية إنما الرجال يتوسلون إلى التجديد هرباً من الرتابة وللإمكانيات المادية التي قد تسهل عملية تعدد الزوجات ولكون الرجال شرعاً يستطيعون تكرار الزواج مثنى وثلاث ورباع فالفرد المصري الذي انطلق هذا المسلسل من أرضه يحلم بزوجة واحدة لأنها تشترط السكن الخاص بها في حين أن المشكلات الاقتصادية الطاحنة لا تحقق هذا الهدف الذي قد يدعمه اغتراب ذلك الفرد في دولة غنية تجعله يوفر لها المبلغ الذي يتيح له امتلاك شقة متواضعة التأثيث. ولهذا وجد ذلك المسلسل هجوماً في الشارع المصري الذي تبرأ من أحداثه لكونها غير واقعية لولا أن الممثل نور الشريف استطاع بنجوميته أن يتخطى صعاب العمل ويجيد دور الرجل الذي يدخل بأكثر من زوجة ويتمكن من السيطرة عليهن حسب مقتضيات النص فالممثل لا يأتي بجديد من ذاته وإنما يعكس أحداثاً تخيلها كاتب النص فالزوجة في هذا المسلسل استسلمت لهذا القدر بينما نجدها في المسلسل السوري ترفض حتى أن يختارها رجل أصم لأنها تشبه خطيبته التي استلبها الموت!
ولست مع أو ضد أحداث المسلسل رغم أنني لا أدري ما يمنع تعدد الزوجات حسب الشريعة الإسلامية التي يدعو إلى تطبيقها كبار رجال الدين لأنها أخف وطأة من تراكم العوانس في المنازل واللاتي يفوتهن قطار الزواج لأسباب شتى لا ضرورة لمناقشتها لأنها معروفة في نظرة الجيل الجديد الذي بعض منه لا يطيق المتعلمة رغم مناداته بضرورة أن تنال البنت حظها من التعليم أسوة بشقيقها الشاب. والبعض الآخر يرفض الزواج من الموظفة مع أنها في الغالب تعينه على تحمل المسؤولية في المنزل إلا الذين يرفضون هذا المبدأ لأن المرأة العاملة في هذه الحالة ليس سوف يشغلها العمل فحسب فتنصرف عن متابعة شؤون منزلها بما في ذلك العناية باحتياجات الرجل وتربية الأطفال إنما سوف تنظر إلى نفسها على قدر المساواة مع صوته في المنزل ما يجعل الصدام وارداً على مبدأ أن السفينة تحتاج إلى ربان واحد وإلا غرقت! والتعاون في الحياة ضرورة حتمية في عصرنا الحاضر وهناك فرق شاسع بين المتعلمة والجاهلة وإن كان الحصول على تعليم متوسط قد يكفي أن تعي المرأة الكثير من الأمور وليست جميعها فالمرأة تحتاج إلى قدر من التعليم في مرحلتنا هذه وليس الحصول على الشهادة الجامعية ضرورة حتمية.
عموما المسلسل المصري أمتعنا عند عرضه ولعل السينما المصرية تقدم ما هو أفضل في القادم من الأيام بعد أن استهلكت الكثير في معالجة أوضاعهم الاجتماعية المتكررة.

للمراسلة: ص.ب 6324 الرياض 11442

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved