Thursday 31th January,200210717العددالخميس 17 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

التأخُّر الدراسي والواجبات المدرسية
عبدالله بن محمد المالكي

يمثل مخرج التعليم الهدف النهائي من العملية التعليمية، والذي سيساهم بشكل أو بآخر في النشاط الاقتصادي أو الاجتماعي من خلال دخوله سوق العمل. ولما لذلك من انعكاسات على المجتمع لذلك نجد ان الدولة ممثلة في قطاع التعليم تبذل كل ما في وسعها لتطوير هذا القطاع والرقي به الى أعلى المستويات. ويظهر ذلك من خلال مخصصات التعليم التي تعتمدها الدولة كل عام ونموها المستمر. ويبقى الدور على الأفراد سواء العاملين في قطاع التعليم أو المستفيدين من خدمات هذا القطاع الحيوي للتفاعل بشكل إيجابي ومتوافق مع تطلعات وأهداف السياسة التعليمية المنبثقة من السياسة العامة للدولة.
ومع ذلك نجد ان الواقع لا يتوافق دائما مع التنظير أو التخطيط أو بمعنى آخر مع التطلعات والآمال.
ومن أهم المشاكل التي يواجهها العاملون في الميدان التربوي التعليمي تأخر الطلاب دراسيا رغم توفر معظم مقومات التطور الدراسي للطلاب.
والتأخر الدراسي يمكن تعريفه على أنه: تدني مستوى الطالب أو تخلف الطالب بشكل جزئي أو كلي عن زملائه الآخرين ذوي المستوى العادي من حيث القدرات أو المهارات والخبرات والتحصيل العلمي، مما ينتج عنه بقاء الطالب في مستوى أدنى من زملائه خلال الفترة الدراسية أو تخلفه كليا ببقائه في الصف أو المرحلة الدراسية أكثر من الفترة الدراسية المقررة.
والتأخر الدراسي ينتج عادة لتضافر عدة عوامل متداخلة من أهمها:
عدم الرغبة والجدية في التعليم من قبل الطالب، وما ينتج عن ذلك من اهمال وعدم متابعة لما يجري خلال اليوم الدراسي، وذلك يعود الى عوامل نفسية أو أسرية أو اجتماعية أو مادية.
عدم تفاعل الطالب داخل الفصل، الغياب المتكرر، عدم اطلاع الطالب مسبقاً على الدرس وعدم استرجاعه بعد شرحه أو مناقشته في المدرسة وعدم أداء الواجبات أو أداؤها بطرق غير صحيحة.
عدم متابعة الطالب بشكل كاف ومستمر من قبل الأسرة، للظروف الأسرية المختلفة مثل انشغال الوالدين أو اميتهم أو تأجيل ذلك الى فترات الاختبارات أو نهاية المرحلة الدراسية مع وجود المؤثرات الخارجية مثل وسائل الاعلام والأصدقاء، والانفتاح الثقافي والفكري (السلبي) وغير ذلك.
عدم متابعة الطالب بشكل مستمر من قبل المعلم أو المرشد الطلابي أو ادارة المدرسة، لعوامل عدة أيضاً خارجة عن الارادة مثل كثرة عدد الطلاب (ارتفاع معدل عدد الطلاب/ معلم)، عدم تجاوب الاسرة أو تعاونها مع المعلم أو المرشد أو إدارة المدرسة بشكل عام، كثرة الأعباء الملقاة على عاتق المعلم أو المرشد، كثرة الطلاب المتدنية مستوياتهم الدراسية وتباين الأسباب فيما بينهم وبخاصة في الفئة العمرية 14 18 وفي المدارس الكبيرة، وكذلك عدم قيام المعلم أو المرشد بدوره التربوي بشكل كاف (قصور في الأداء بشكل عام).
أما فيما يتعلق بالواجبات المدرسية فإنها تعد من أهم مقومات تطور المستوى الدراسي أو مستوى تحصيل الطالب ويمكن تعريف الواجبات المدرسية على أنها: تكليف الطلاب القيام (تنفيذ) بأعمال معينة (تمرين، مسألة، ملخص، بحث صغير، تطبيق، ... وخلافه) بعد قيام المعلم بتنفيذ الجزء الأكبر من محتوى الدرس أو الموضوع بهدف تطوير قدرات الطلاب الفكرية من ناحية والتحقق من وصول محتوى الدرس أو الموضوع الى الطلاب (المتلقين) بطريقة واضحة ومفهومة ليتمكن من تقويم الطلاب وتكوين رأي صائب عنهم قدر الإمكان.
فعملية الاتصال التربوي التعليمي لا تكتمل الا بتحقق كافة العناصر الرئيسية لعملية الاتصال والتي تتمثل في:
المصدر (المعلم)، الوسيلة (الطرق والوسائل التعليمية المختلفة مثل الالقاء أو السبورة، الحوار.. الخ)، الرسالة (محتوى الدرس أو الموضوع)، المتلقي (الطلاب)، وأخيراً التغذية العكسية Feedback (الاستجابة).
فعملية الاتصال من جهة واحدة لا تحقق الهدف المرجو من عملية الاتصال التربوي التعليمي، فعلى سبيل المثال إلقاء المعلم الدرس فقط لا يكفي بل لابد من معرفة مدى استجابة الطلاب وهذه لا يمكن الوصول اليها أو تحقيقها بشكل تام الا في حالة الفصول الدراسية النموذجية (عدد الطلاب قليل والمستويات الدراسية متقاربة) أما في الفصول ذات الاعداد الكبيرة والكثيفة وفي المدارس الكبيرة فان الاستجابة الفورية من كافة أو معظم المتلقين (الطلاب) مستحيلة لذلك لابد من الواجبات المدرسية الهادفة والتي من خلالها تكتمل الدائرة وتتم العملية الاتصالية بنجاح.
ومن هنا يمكن القول ان الواجبات المدرسية اليومية أو الاسبوعية تعتبر ركناً من أركان عملية الاتصال التربوي التعليمي (الاستجابة)، أي إنه لا غنى للمعلم أو الطالب عنها، والأمر يزداد أهمية في المدارس الكبيرة وذات الكثافة الطلابية.
وعلى ما في ذلك من زيادة في العبء والجهد للمعلم الذي يعمل في المدارس الكبيرة بخاصة، الا ان ذلك من متطلبات العمل التربوي التعليمي الصحيح من ناحية وإتقان للعمل وأدائه بكل أمانة وموضوعية من ناحية اخرى. وعلى الرغم من السلبيات التي قد تحدث نتيجة للواجبات المدرسية مثل أدائه من قبل الغير سواء عن طريق أحد أفراد الأسرة أو عن طريق زملاء الطالب. الا ان الواجبات المدرسية تظل من الوسائل الضرورية لمعرفة وتطوير مستوى الطالب وقدراته من خلال التفكير والتحليل والمقارنة والاستنتاج ومقارنته مع بقية زملائه إذا ما حققت الشروط التالية:
ان يكون الهدف من الواجبات المدرسية هو تطوير القدرات والمهارات والخبرات وزيادة المعلومات، والاهم ان يكون ذلك الهدف معلوماً لدى الطلاب أنفسهم من خلال التوعية المستمرة، وإيضاح ذلك لهم وتبيان الهدف منها، وأنها تدريب للطالب لا تعذيب.
ان تكون باعثة على المبادرة والتفكير والتحليل والاستنتاج في حدود قدرات الطالب الذهنية.
ان تكون سهلة الأداء ومختصرة وفي متناول الجميع قدر الإمكان بحيث لا يلجأ الطالب الى الآخرين للمساعدة.
المتابعة المستمرة من قبل المعلم سواء من حيث الاطلاع وتصحيح الأخطاء مقرونة بالكلمات التشجيعية، أو من حيث التأكد من ان كل طالب قام بأداء الواجب بمفرده قدر الامكان، وقد يكون البديل في حالة عدم جدوى هذا الشرط تنفيذ الواجب في الفصل في نهاية الفترة المقررة للدرس وتحت اشراف ومتابعة المعلم (كتطبيق).
ان تدخل الواجبات المدرسية في ظل لائحة تقويم الطالب الجديدة والتي بدأ تنفيذها مع مطلع عام 1420ه بدأت تأخذ منحنى آخر سواء من قبل المعلم أو الطالب، ولم تعد تنفذ كالسابق ويعود ذلك لضآلة الدرجة المعتمدة كأعمال فصلية. وهذا قد لا يخدم العملية التربوية التعليمية بل على العكس قد يكون سبباً كبيراً في انخفاض مستويات التحصيل العلمي للطلاب وبخاصة في المواد العلمية واللغوية التي تحتاج الى وقت أكثر لتعليمها واستيعابها والتعبير عنها.
وأخيراً فإن هناك بعض الفوائد من تأدية الطالب الواجب المدرسي لعل من أهمها:
قدرة الطالب على التفكير والتحليل والمناقشة.
تطوير مهارات الطالب اللغوية والكتابية وتعويده على الاطلاع والقراءة.
استرجاع الطالب أهم ما تم انجازه من المقرر الدراسي.
القدرة على الحوار والنقاش والتفاعل الإيجابي مع المعلم.
سهولة استرجاع المادة الدراسية وتذكرها.
والله من وراء القصد،،،،

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved