Thursday 31th January,200210717العددالخميس 17 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في عمرها السابع عشر
الجنادرية طريق آمن لنقل التراث من جيل إلى جيل
الفنانون التشكيليون يستلهمون تراث الأجداد بعيون معاصرة

  من لا ماضي له لا حاضر له ومن لا تراث له لا اصل أو اصالة له كلتاهما وغيرهما عبارات حقيقية المعنى وصحيحة الهدف ولهذا فإننا فخورون بأصالتنا وبتراثنا الذي اصبح شاهدا على حضارتنا الممتدة الى ان يرث الله الارض ومن عليها. والجنادرية وهي تخطو نحو السبعة عشر من عمرها المديد بامتداد وطول عمر الوطن حكومة وشعباً تعيد لنا في كل عام عبق الماضي لتؤصل وتؤكد وتحيي فينا وفي اجيالنا الانتماء لواقع ماض نتشرف بأننا امتداد له فما تحقق لنا يأتي نتيجة لصلابة القاعدة وعمق الجذور فهذه هي الجنادرية وهذا هو التاريخ يتجسد على الارض بصرا بكل ما خلفه لنا الاجداد من مصنوعات وابداعات بصرية وبالبصيرة بكل كلمة ورثها منهم افراد مجتمعنا السعودي الاصيل شعراً ورواية مؤطرة بالقيم الاسلامية والتقاليد والعادات من جسد لا يمكن ان يجزأ بل يظهر ويمثُل كالطود العظيم شامخاً معتزاً بربه وبكتابه وبسنة نبيه ففي كل بقعة من الوطن ما يلهم المبدعين من الشعراء والتشكيليين فأصبحت اللوحة حلقة وصل بين تراث ثابت شكلا نشأة وولادة الى مرحلة متحركة معاصرة بعيون فنانين وضعوا في اعتبارهم ان الانتماء سبيل الوصول الى العالم نتيجة صدق العلاقة وصدق التعبير والتمسك بالاصل كقاعدة صلبة تتمثل في أمجاد الوطن ارضاً وانساناً ولهذا أخد التشكيليون في مختلف مناطق المملكة بالبحث والتجريب وتسخير المرجع الاصل الذي يمثله التراث بكل سبله ووسائله ان يكون منطلقا للابداع.
والفنون التشكيلية عرف عنها عبر تاريخها علاقتها القوية بالاحداث والتغيرات المستمرة في حقبات التاريخ وما يطرأ على الحضارات من تبدل نحو التطوير من حضارة الى اخرى فكان العمل الفني جزءاً لا ينفصل عن اي عنصر من عناصر الابداعات الانسانية وفي مقدمتها العمارة باعتبارها الشواهد الثابتة على واقع اي حضارة بما تكشفه من قدرة في التصميم والبناء وإضفاء روح وشخصية افراد المجتمع بكل الصفات الجسدية والفكرية ولهذا فالعمل الفني هو العمل مهما اختلف اسلوب تنفيذه ابتداء من النقش على الحجارة في الافاريز والنقوش التي تزين العمارة الى اللوحة الحديثة كل منها نتاج ابداع فنانين استطاعوا توظيف عطائهم لخدمة المجتمع وساهمت اعمالهم في التكوين العام لأي حضارة ومن هنا نجد ان دور الفن التشكيلي في مهرجان التراث والثقافة بالجنادرية وبما اتيح له من فرص نتيجة لقناعة المسؤولين عن المهرجان بأهميته يتواجد في مختلف القطاعات ويقتطع له مساحات تتوازى مع ما اعطى لبقية الانشطة بل تزيد فاصبح هذا الفن وما يقدم فيه من ابداعات رافدا وحجراً ثابتا وفاعلاً في قلعة الجنادرية التي تزداد تألقاً وشموخاً عام بعد عام وناقلاً أميناً للموروث وتوثيقه مهما كان شكل التعامل معه وتوظيفه بأساليب معاصرة تعتمد في تكوينها وبنائها الفني على قيم الموروث بتقديمه على أطباق جديدة تقرأ بالعين وتلج الوجدان وتصبح اثراً ثابتا في الذاكرة البصرية مما جعل للفن التشكيلي بصمة واسلوباً بارزاً بين الاساليب العالمية.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved