أرجو أن تكون مباراتنا مع المنتخب العماني قد انتهت نتيجتها على خير حيث أكتب هذه السطور قبل المباراة وفور استماعي لمشجع قطري يتحدث من خلال تلفزيون بلاده يستغرب غضب الجمهور الرياضي السعودي على الفريق الأخضر قبل أن يخسر أي مباراة في خليجي «15»!!
ويفسر المشجع القطري هذا «الزعل» الجماهيري بأنه صادر عن نظرتهم الدونية للفرق المشاركة!!
ويقول إن الفريق السعودي تعادل مع الكويت المسيطر على بطولات الكأس الخليجية وفاز على البحرين التي أقصت إيران ونقلت الفريق السعودي إلى اليابان كما فاز على الإمارات الفريق المتطور الذي لعب أجمل مبارياته في الدورة ولهذا أستغرب الغضب الجماهيري مع أن الفريق السعودي يقف في نفس المستوى مع بقية فرق الدورة!!
هذا المشجع أعادني لموضوع سبق أن كتبته حول غياب المنطق في التعامل مع فريقنا الوطني وكيف أننا نتعامل معه بما يتعارض مع واقعه وضربت مثلاً كيف أننا نطالب المنتخب بأن يكون في مستوى طموحاتنا في خليجي «15» ونحن ندرك تماماً أننا لم نعدّه بشكل جاد وأنه يعاني من غياب عدة عناصر أساسية فاعلة ومؤثرة!!
ليس هذا فقط بل نحن لا نقبل الاعتراف بأن الفرق الأخرى تعمل مثلنا وتتطو ولديها نفس طموحنا في الفوز بكأس الدورة!!
بل إنها تتميز عنا بعدم وجود نوعية من جماهير تلعب ضد فريقها الوطني وتهز معنويات أفراده!!
أوضاع كهذه لا تستوجب «الزعل» بل تقديم الشكر للفريق على كل تفوق يتمكن من تحقيقه في ظل مثل هذه الظروف الصعبة!!
بعضنا قال لماذا يحدث للمنتخب كل هذا ولماذا لم نستعد للدورة بالشكل الذي يقدم منتخبنا بصورة أفضل مما شاهدنا؟!!
هذه أسئلة مشروعة لكن ظرف الدورة لا يستوعب طرح أسئلة ولا قيمة لها في مثل هذا التوقيت الحرج فهي لم تقدم علاجاً بل زادت الأمور تعقيداً وصعبت من موقف الفريق وخنقته فنياً ونفسياً وأبعدته عن مستواه لذلك طالبنا أكثر من مرة بتأجيل كشف الحساب والوقوف مع المنتخب واستغلال ما هو متاح له من امكانيات فنية ومساندته إلى أن ينتهي من مهمته وأنا على ثقة إن شاء الله بأن مشاركة منتخبنا في خليجي «15» ستمكن القائمين عليه من إعادة النظر في شؤونه بما يضمن له مشاركة تكون في مستوى الحدث في نهائيات كأس العالم القادمة.
العنابي فريق مثالي!!
بدون شك الفريق القطري هو الفريق النجم، ظهر في خليجي «15» مثالثاً في كل شيء، طاقم شاب مطعم بالخبرة.
روح عالية وأداء متوازن وثابت.
فريق معد بشكل متكامل وفي الظل حيث وصل إلى الرياض يحمل شعار البحث عن مزيد من التجارب والخبرات دون أي طموحات معلنة للفوز بالكأس الخليجية!!
الأسماء الرنانة اختفت من طاقم الفريق مما أبعده عن الدخول في دائرة الترشيحات وما يترتب عليها من ضغوط وتوترات!!
مدرب متمكن يكشف عن قدراته من خلال التحولات القوية الرائعة في مستوى فريقه في الشوط الثاني من كل مباراة!!
مجموعة لاعبين يعرفون كيف يتعاملون مع الأحداث بحسب ظروف المباريات ويدركون ذاتياً كيفية وأهمية التنويع في الأداء أثناء المباراة!!
لياقة بدنية عالية وقوة وروح قتالية في الأداء!!
كل هذه وغيرها كثير دفعت بالعنابي لتسجيل سلسلة انتصاراته فكسب معها اعجاب وتقدير متابعي خليجي «15» الذين لم يشاهدوا سواه يقدم المتعة الكروية المقرونة بالنتائج!!
تحية للفريق النجم الذي سيكون له مستقبل باهر خليجياً وآسيوياً إذا ما سار على نهجه الحالي وسعى لتطويره إلى ما هو أمتع وأقوى!!
| 