Monday 28th January,200210714العددالأثنين 14 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المسؤولية تقع على الوالدين
الشاب يكشف سلوكه خارج المنزل أكثر من داخله

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة المحترم آمل نشر هذه المشاركة مع أطيب تحية..
تعد مرحلة الشباب المبكر في حياة الانسان من أبرز المراحل العمرية التي تتطلب الاهتمام والتعامل بحذر وأن تكون العلاقة بين الطرفين مبنية على أساس من الثقة المتبادلة. وتمثل العلاقة بين الوالدين والأبناء أهم العلاقات الإنسانية لما تحتويه من واجبات متبادلة بين كلا الجانبين وتزداد درجة التفاعل والحساسية عند التعامل مع الأبناء في سن الشباب المبكر حيث تبرز على سطح العلاقة حالة المد والجزر فيبدأ الوالدان بمحاولات تثبيت أواصر هذه العلاقة على أساس المصارحة والوضوح وتطبيع التعامل في هذه السن بالتفاهم أكثر من أي وقت مضى في حين تكون بداية الشعور بالرغبة بالاستقلال عن الآخرين بالنسبة للشاب. إن الملاحظ على الشباب أثناء وجودهم بالمنزل لا يمثل كل العناية والحرص بل يجب التعرف على تصرفاته خارج المنزل فالشاب في سن معينة يكشف سلوكه خارج المنزل أكثر من داخله وهنا تملي أسس المسؤولية الأسرية على الوالدين أن يُتعامل معه بالتوازي بين النصح والإرشاد والعمل على ألا يغمضوا أعينهم عن تصرفاته خارج المنزل مهما كان مستوى الثقة وحجمها حتى يتجاوز الابن هذه المرحلة وإذا كان الآباء لا يستطيعون أن يحددوا مع من يتعامل ابنهم ويصاحب فهم يستطيعون أن يملوا عليه الأسلوب والطريقة المثلى ويرسموا له القدوة الحسنة في التعامل مع رفاقه والآخرين من خلال التحذير والترهيب إذا لزم الأمر. إن التفاتة بسيطة لمحاولة التعرف على ما يدور في ذهن الشباب سوف تغني الأب والأسرة عناء التعديل المتأخر لسلوكيات أبنائهم. ويدرك الآباء المسؤولية في عدم التساهل في التعامل مع الأخطاء والتجاوزات خصوصاً في حق الآخرين والمجتمع لأن الخطأ في سن مبكرة ومروره بدون علاج قد يصبح سلوكا يرضاه الشاب ويجعله جزءاً من تصرفاته مع الآخرين فيما بعد مما قد يفسد مشروعا للإفادة من شاب ناجح وطموح تكون الأسرة والمجتمع في أمس الحاجة إليه غداً وحتى تحصل الأسرة على البنية المثالية ينبغي على أقطاب المؤسسات الاجتماعية مع الأسرة أن تعمل على صياغة الإطار الذي يظهر الشاب بصورته الصالحة للتعامل مع المجتمع المحيط به من خلال ما يلي:
1 عرض الصور والمسلمات على حقيقتها أمام الشباب فيما يتعلق بالسلوكيات والأفكار التي تلحق الأذى بالآخرين.
2 التدخل المباشر في تحصين الشباب من الأخطاء والسلوكيات الخاطئة وتعديلها بما يتوازى والاشتراعات المجتمعية.
3 تبصير الشاب بالخطوط الحمراء للمجتمع ثقافيا وفكريا وتبيان حدود التعامل معها.
4 رفع مستوى التقنين للسلوكيات السلبية بما يتناسب وحدتها وأثرها على المجتمع والأسرة.
5 قبول أفكار الشباب من منطلقاتها والعمل على تجريدها من الشوائب تدريجيا وصولا لصفاء الفكر الناضج.
6 إيجاد قنوات للتفريغ عن هموم ومشكلات الشباب حتى لا تتحول إلى رد فعل لمكبوت عكسي سالب.
7 تمكين الشباب من رؤية ذواتهم من خلال رقي الوعي بالمحيط البشري تعاملاً وتعاطياً.
حتى تحصل الأسرة والمجتمع على البناء السليم والأساس القوي لمن يعدون لمستقبل من المشاركة الوطنية الصالحة وبشكل أفضل ويزيد من أهمية الوضع زيادة شريحة الشباب في أوساط المجتمعات كما أن مختلف الجوانب الحياتية يكون عمادها الشباب إن على صعيد الحياة الثقافية أو الاجتماعية وغيرها مما يجعل من الشباب رابطاً للهيكل العام للمجتمع.

محمد بن سعود الزويد - الرياض

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved