Monday 28th January,200210714العددالأثنين 14 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ارحموا الأموات

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
روى الامام مسلم في صحيحه انه صلى الله عليه وسلم قال: (اذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به، او ولد صالح يدعو له) فهذه الامور الثلاثة هي التي تدر على العبد الاجور بعد وفاته بإذن الله تعالى فاللبيب الفطن من استعد وتجهز للقاء ربه وقدم من العمل الصالح ما يكون انيساً له في قبره بعد وفاته والشقي التعيس من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الاماني.
أتحفنا فضيلة الشيخ سعود بن ابراهيم الشريم امام وخطيب الحرم المكي حفظه الله ووفقه وثبته .. آمين في احدى خطبه التي شرفتْ بسماعها الآذان وارتوت بجمالها القلوب فاطمأنت وختمها بكلام جميل استوقفني كثيراً وهو حديث النبي صلى الله عليه وسلم (لا تُقتل نفس الا كان على ابن آدم الاول كفل منها) تم ساق بعده كلاماً جميلاً للامام الشاطبي قوله: (طوبى لمن مات وماتت معه ذنوبه والويل لمن مات وبقيت ذنوبه مائة سنة ومائتي سنة)أ.ه.
فمن الحديث يؤخذ عدة فوائد اهمها حرمة قتل النفس وأن من سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عملها الى يوم القيامة لا ينقص من أوزارهم شيء.
اما كلام الامام الشاطبي فيؤخذ منه انه ما دام الانسان قاصراً معاصيه على نفسه لاشك انه يأثم الا انه اهون ممن تتعدى معاصيه الى غيره وتكون وبالاً عليه وحتى بعد مماته وأول ما ينقدح في ذهن السامع للخطبة وكلام الامام الشاطبي، اهل المعاصي والمجاهرون بها ولك أخي القارىء الكريم ان تنظر في حال من مات وهو على معصيته وكيف سيكون مآله؟
وليعلم من يبحث عن بر ذويه ان البر هو حمل من تحب على الطاعة لا حمله عن الطاعة وابعاده عنها بتقريبه للمعصية.
كما ان هذه دعوة للتوبة والاصلاح فالعمر قصير والاجل قريب ولا يعلم الانسان متى يختم له وبم يختم له هل يختم له وهو واضع جبهته في الارض معفر وجهه في التراب لله مبتغ رضاء ربه ام يختم له بحال لا يحبها؟
كونوا جميعاً مفاتيح للخير مغاليق للشر وأعلنوها صريحة: نحن عائدون الى الله: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعاً) واعلموا ان جبال المعاصي والسيئات تتحول لجبال من الحسنات فهل من مشمرِّ؟ قولوا نحن المشمِّرون ان شاء الله.
ختاما اسأل الله العظيم ان يقبل توبة التائبين ويمحو زلة المخطئين ويتجاوز عنا وعن المسيئين انه جواد كريم بر رحيم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

حسن بن سالم الخنبشي - الرياض

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved