Monday 28th January,200210714العددالأثنين 14 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بدعس ابنه
الأب يمتنع عن التدخين لأنه السبب!!

عزيزتي الجزيرة
تحية طيبة..
يذهب بعض المراهقين مخطئا الى ان ممارسة التدخين تعتبر سمة نوعية من سمات نضوج الشخصية عند الانسان، حيث يتضح ذلك جليا من خلال نوعية الحركات التي يقوم بها هذا المدخن الصغير في الاستمتاع بالسيجارة وان كان فيها نوع من الاختلاق والمبالغة غير انها تعني الشيء الكثير في داخل هذا المراهق باعتبارها ترضي ذاته ونزواته، وتحقق له ولو نوعا بسيطا من الرضا الشخصي عن النفس في مرحلة تعتبر من اخطر مراحل العمر التي يمر بها الانسان في سلم النمو البشري، كما ان هذه المبالغة في طريقة الامساك بالسيجارة ونوعية الجلوس واخراج دخان السيجارة من الانف فذلك يكون بدافع نفسي يحاول فيها المراهق تقليد غيره من معشر الكبار حبا في الوصول الى مكانتهم بسرعة وابتعادا عما يسمعه كل يوم من مناداته «يا ولد» ويافتى وغير ذلك من التسميات التي لا تعجبه ويترفع بنفسه عنها، وذلك ايضا دليل مادي ملموس يؤكد ان المراهق يبحث في هذه السن عن اثبات ذاته ولذا لزم علينا الاستماع له وعدم تهميشه واكسابه المزيد من الثقة والدعم لانه يمر في مرحلة عمرية اكاد اقول عنها انها المنعطف الهام في الحياة لان بعدها تتحدد شخصية الانسان وتتضح في مدى اختياره للسلوك المناسب الذي يتبعه مستقبلا في الحياة، حتى لا ينتج من هذا الاهمال المتعمد لمعشر المراهقين الى ايصالهم الى الانحراف والتطاول على من اكبر منهم وتعدد المشاكل اليومية وافتعال المواقف من ابسط الاشياء ويساعد على انتشار ظاهرة التدخين عند هذه الفئة العمرية الحساسة لكون المراهق في تلك الفترة قابل للتأثر بكثرة بمن حوله من الناس دون تمييز وتقليدهم بأي شيء حتى ولو كان سيئا ويكون التأثر اكثر بمن يحتك بهم المراهق بشكل يومي كالأب والاخ والقريب ومن مشاهدة الناس في الشارع وما تعرضه وسائل الاعلام في برامج التلفاز، وبالتالي فان جلوسه الطويل معهم او رؤيته لهم بشدة الى ممارسة التدخين معتقدا ان فيه الكثير من الفوائد الجمة والا لماذا لم يتركه من هم ابلغ منه فهما وعلما وسنا وهذه في الحقيقة بداية المشكلة وهي المجاهرة علنا بالتدخين بين الاطفال والمراهقين وكأنه شيء يستحق المفاخرة به فينقاد المراهق والصغير تبعا لرغباته الحسية التي تقوده في هذه السن دون موازنة في التصرفات او كبح منضبط لهوى النفس التي تكون في بعض الاحيان أمارة بالسوء وهذه المجاهرة خطأ فادح فالاجدر بالمدخن ان يستتر عن غيره من الناس حتى لا تكون النتيجة تعميم هذا الابتلاء على غيره من المسلمين وايقاعهم في نفس ما وقع فيه والذي يعترف هو بكل جدية بأن للتدخين مضار عديدة على صحته ولكنه لا يستطيع تركه لانه تعود عليه على حد قوله وهذا بالتأكيد نوع من انواع الادمان، ولا ننسى دور الاسرة الواعية التي تعرف كيف تتعامل مع المراهق بهدوء وروية وبما يتفق والتغيرات النفسية والفسيولوجية التي يمر بها في تلك المرحلة، فالتهاون بميل المراهق للتدخين خطأ فادح فقد يكون الدخان في احيان كثيرة سبيلاًاخرى من المخدرات، ومصادقة اصحاب السوء والتسرب من المدرسة وغير ذلك من السلوك غير السوي، وليس ذلك فحسب بل ان البعض من الصغار في المدرسة الابتدائية يمارس التدخين في زوايا مظلمة من الشوارع وقد ساعده على هذا التصرف قلة الرقابة الاسرية على الابناء وانشغال الوالدين بأعمالهم الخاصة، ورخص قيمة الدخان الذي يصل الى قيمة خمسة ريالات للباكيت وتوفره في المحلات والبقالات المنتشرة في الاحياء وعدم تورع الباعة عن بيعه لكل من يملك المال حتى ولو كان صغيرا لانه لا يهمهم صحة هؤلاء بقدر ما يهمهم الكسب المادي واذكر حادثة في نهاية المطاف لأب اعتاد ان يرسل ابنه ذا الست سنوات للبقالة في الشارع المقابل من منزله لشراء الدخان له وفي احد الايام كان الطفل وباكيت الدخان المشؤوم مدهوسين تحت عجلات سيارة مسرعة جعلت الاب يمتنع عن التدخين للابد واصبح يتذكر مع دخان كل سيجارة ينفثها المدخنون في المجالس ابتسامة طفله البريئة التي قتلتها نشوة التدخين.

محمد بن راكد العنزي
محافظة طريف

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved