ظلَّت الجنادرية منذ انطلاقتها هذا العام وطوال استمرار فعالياتها في قلب الحدث العربي والإسلامي، وما يجري يصبح يوماً بعد الآخر أكثر إيلاماً.
فالهجمة الإسرائيلية الشرسة على الشعب الفلسطيني تزداد ضراوة، كما أن الاستهداف الإعلامي الغربي على العديد من الدول الإسلامية ومن بينها المملكة يستمر في محاولات يائسة للإخلال بالثوابت وزعزعة المجتمعات مع توجه السهام إلى الكيانات الراسخة البنيان.
في لقاء سمو ولي العهد أول أمس مع المفكرين والأدباء، ضيوف الجناديرة، كانت كل هذه الهموم حاضرة وبشدة، وسمع هؤلاء الضيوف من سموه ما يطمئنهم على ثبات المواقف والاعتزاز بالثوابت والحرص على التمسك بها مهما استعرت الأزمات.. وهذا كلام مهم في مثل هذه الظروف ويأتي في إطار حرص سمو ولي العهد على التأكيد أن المملكة لا تتأثر بتلك الحملات الجائرة وأن واجبها نحو الأمة والعقيدة لم ولن يتأثر بما يثار ويقال.. وقد حرص سموه في أكثر من مناسبة على التأكيد على ذلك وفي كل حين مع هذه التطورات المتلاحقة..اللقاء بين سموه وهذه الصفوة من أبناء الأمة هو أيضاً حرص من جانبه على وضعهم في صورة ما يحدث والتنبيه إلى ما يتوجب إزاء التطورات وضرورة التصدي للحملات الجائرة.. فهؤلاء الأدباء والمفكرون والصحفيون هم ضمير الأمة.. الأكثر تعبيراً عن آمالها وآلامها وشجونها وتطلعاتها..
ويعكس اللقاء المتفرد والمتميز المكانة الرفيعة التي تعطى للفكر والحوار، فهذه هي الأدوات الحضارية التي لا غنى عنها في منازلات عصرنا الراهن التي تثمن عاليا المبادرات المبدعة في مختلف المجالات، على الرغم من أن العالم يتناسى كثيراً كل ما هو حضاري وينخرط في سياسات تعلي من شأن القوة والجبروت، غير أن ذلك لا يهز أركان كياننا الإسلامي العربي الحضاري فنحن أمة ذات مسؤولية وذات رسالة يهمها كثيراً أن يسود العالم كله العدل والسلام.. وهي أمة تحتفي كثيراً بالحوار وتحترم الفكر الذي يحترم الإنسان ويدافع عن كرامته وحقوقه
إن الجنادرية بحضورها المميز أضافت هذا العام لمسات أكثر عمقاً لفعالياتها من خلال تركيزها على الهموم العربية والإسلامية لتحتل بذلك مكانة عالية ورفيعة في العقل والضمير العربي في ظل رعاية مستمرة من قبل سمو ولي العهد وحرص من سموه على استنهاض الهمم وشحذ أدوات العمل الفكري والإبداعي من أجل رفد الأمة بالمزيد من أسباب القوة، واستثارة نخوتها الأصيلة للتعامل مع التحديات بما تستحقه من أهمية وبما يؤكد جدارة هذه الأمة في قيادة الإنسانية نحو بر الأمان والابتعاد بها عن مواطن الضعف والاحتراب والتشتت.
|