Monday 28th January,200210714العددالأثنين 14 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الرئة الثالثة
محطات إعلامية
عبدالرحمن السدحان

(1)
سُئِلتُ مرة عن سبب عدم اقتحامي مجال الكتابة اليومية، وموقفي حيال ذلك، فقلت: أتمنّى ان أفعل ذلك لوْلاَ أمران:
أحدهما: أنني لست مؤهلاً للكتابة اليومية، وأخشى لو فعلتُ أن أحرِقَ أصابعي بيدي وأسيءَ إلى سمعة قلمي!
وثانيهما: أنني لا أملك من الوقت مايتيح لي الكتابةَ يومياً لوشئت بعيداً عن مفازة الإفراط في التبسيط أو التفريط في القالب الإبداعي للكتابة!
ومهما يكن من أمر، يظلُّ موضوع الكتابة اليومية فناً يقترنُ بقدرة الكاتب على الإثراء المستمر، ورغبة المطبوعة في استقطابه. وعندي أن الكتابة اليومية، سواء في مطبوعة واحدة أو أكثر، قد تضعف قدرةَ كاتبٍ ماعلى الإبداع.. خاصة عندما يتحول (فِعْلُ) الكتابة عنده إلى (وظيفة) تخضع لناموس الواجب الذي يأسر صاحبه وقتاً ووفاءً والتزاماً، هنا.. تغدو الكتابة لوناً من العبث بالكلمات.. لا تسمنُ ولاتغني شيئاً!
(2)
مات الشاعر المحلِّق نزار قباني.. ولم يمت الجدلُ حوله.. وأحسبُه لن يموت!
ويرى بعضُ النزاريين في عالمنا العربي وغير العربي أن الشعر فَقدَ آخر مبدعيه، غير أن في هذا القول غُلوّاً غير مباح، لأن الإبداع الشعري ليس قاصراً على فرد أو أفراد في أيّ زمان أو مكان. ولو كان هذا القول صحيحاً، لكان المتنبي آخر المبدعين في الشرق، ولكان شكسبيرَ آخرَهم في الغرب!
أما أن نزاراً كان مبدعاً، فقول لاينفيه إلاّ جاهل ليس بالشعر فحسب، ولكن بسحر البيان الذي يُؤْتيه الله مَنْ يشاء من عباده. لكنَّ القولَ بأن نزاراً رحل ورحل معه إبداعُ الكلمة قولٌ مردودٌ على صاحبه! نعم.. رحل نزار.. ونَعَتْهُ الكلمة الجميلة.. والقافية الأجمل، ولكن الساحة تظلُّ حافلةً بالمبدعين.. منهم القائمُ ومنهم القادم!
(3)
سألني أحد الظرفاء من الأصدقاء: أيُّ البرامج المحلية، إذاعةً أو تلفازاً، تحرص على متابعتها، فأجبته بمايلي:
يوم كنا نصوم ونفطر على محطتين اثنتيْن إذاعةً وتلفازاً.. كان الجواب ممكناً، أما الآن.. فقد ألغتْ تعدُّديَّةُ البثّ الفضائي هامشَ الاختيار!
ورغم ذلك، لن أتردَّدَ في القول إن تلفاز المملكة وإذاعتَها يجتهدان كثيراً في استقطاب المستمع والمشاهد، لكن تعوزُهما عُدَّةُ المنافسة وعتادُها كي يبلغا المراد! وللناس فيما يسمعون ويشاهدون مذاهبُ!
(4)
هناك أكثر من كاتب سعودي يشدني حرفُه، لكن هناك ثلاثة يتقدمون الصف، وهم:
الدكتور تركي الحمد.. المحلل السياسي، لا الروائي.. والكاتبان المتميزان عبدالرحمن الراشد، والدكتور أحمد الربعي. ويمكن أن تستوعبَ القائمة أسماء أخرى، تبعاً للموضوع وأسلوب الطرح، لغة ومضموناً!
(5)
تستدرج القنواتُ الفضائية صحافةَ اليوم كلَّ يوم إلى (منازلة).. تخسر الصحافة فيها أكثرَ ممّا تكسب!
ويمارس كلٌّ من القارئ والمشاهد حيالها دور الخصم والحكم!

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved