Monday 28th January,200210714العددالأثنين 14 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وعلامات
في دنيا الفكر والصحافة..!! (1)
عبد الفتاح أبو مدين

* إن هذا العنوان للكتاب الثالث، للأستاذ الأديب محمد عمر توفيق رحمه الله.. تلكم ثلاثة كتب، تصدرها جامعة أم القرى لأديبنا الراحل، وهي مقالات بل كلمات صحافية، أكثرها لا يصلح إلا للوقت الذي كتبت ونشرت فيه.. ولو أن لي من الأمر شيئا، لحلت دون نشر هذه المواد، ولنصحت أبناء الأستاذ الكريم، بأنه لا جدوى من نشرها، لأنها موقوتة ككلمات صحافية، وليست طاقات أدبية تنشر متى أريد لها ذلك..!
* إن تلك الكلمات التي جمعها ورثة الأستاذ توفيق، أو جمعت لهم، ما كان ينبغي نشرها، لأنها تسيء إلى الأديب الراحل، إذ ليس فيها فكر، كأكثر ما يكتب الكاتبون من أفكار صحافية، تنتهي مع نشرها لأول مرة، وهي حال هذه الكلمات المنسوبة إلى الأديب الفاضل، وكنت أنتظر أن تنصح جامعة أم القرى، وفيها مثقفون يعون قيمة أي أثر يكتب، أما نشرها بهذه العشوائية، فأمر ليس بذى بال، كما يقال.
* لقد اطلعت من قبل على آراء وأفكار للأديب الاستاذ محمد عمر توفيق رحمه الله، من خلال ما نشرت مجلة المنهل، عبر حوارات، وما نشرته الصحف من مقالات، تحمل رأيا ذا قيمة، قرأتها وتوقفت عندها أتأملها، وقد استمتعت بما فيها من آراء ناضجة ومعان خليقة أن تنسب إلى صاحبها.. أما ما نشرته جامعة أم القرى، في هذه الكتب الثلاثة، فنتاج لا يليق أن يجدد نشره كأثر ذي قيمة للأديب الراحل.. وأنه يحسب على ناشره، ولا يحسب له..!
* وخلال وقفات على شيء مما في: دنيا الفكر والصحافة.. فإنه ليس فيه فكر، وفيه صحافة انتهت بزمن النشر، قبل عقود!.
* على غلاف الكتاب الداخلي نقرأ هذه الجملة: «الأعمال الأدبية الكاملة» وأتساءل، ويتساءل غيري: أين هي الأعمال الأدبية!؟ ولكنها أعمال صحافية، مداها قصير، وكما أشرت آنفا، تنتهي بغروب شمس اليوم الذي تصدر فيه الصحيفة، التي تحمل هذا الكلام الصحافي.. أما الذي يبقى فهو الكلام الذي فيه فكر.. لذلك كان ينبغي اسقاط أي كتابات صحافية من المرهون بوقته..!
* وهذه أنماط من هذه الكتابات الصحافية.. أول الكلام وفاتحته: «ماذا عساي أن أقول؟؟.. يقول الكاتب: إنه يجب مساعدة من ينشدها منه، دون أن يخدش حياءه، إذ لعله كان مديونا لصاحب حق، أو لأداء واجب عليه». ويقول كاتبنا: ونحار في موقفك لدرجة أن هذا المقال أو ذاك الرأي لم يمر عليك.
وتتكرر كلمة مواضيع ، في كتابات الكاتب، بل موضوعات ، ولا تخلو كلمات لكاتبنا، تومض إشعاعاتها، مثل موضوع: مرحبا بالنور ، وإن كنت أنكر على الكاتب المجيد الإتيان بكلمات عامية في طرحه، كقوله في هذا المقال: «لنتظاهر بأننا نعشق المثل العليا إلى حد السخسخة ».. وثمة كلمات هجينة لا محل لها من الإعراب. وكاتبنا رشيق العبارة، فيه سمة الأديب وروحه وخلقه، كقوله: «بدون أي شيء من هذا القبيل». وللكاتب قبسات مشعة، كقوله: «إن نهضة الأدب من نهضة الحياة» وله رؤى لم تكن من فراغ، في حديثه الذي عنوانه: «شجرة الأدب». وهو مقال صحافي وليس مقالا أدبيا صرفا، لأن التعبير الصحافي فيه أكثر داعم . وإلى وقفات أخرى إن شاء الله.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved