* رام الله من أحمد خليفة أ ش أ:
يبدأ اسم العديد من القرى الفلسطينية بكلمة عين لكون هذه القرى تحتوي ضمن ما تحتويه أرضها على عين ماء التي تدل دائما على الحياة أو هكذا يفترض لكن هذه المقولة تنفيها حالة العطش التي يعيشها أهل قرية عين قينيا بسبب الحصار الإسرائيلي لها واستنزاف إسرائيل للمياه الجوفية الفلسطينية فضلا عن إهمال سلطات الاحتلال للخدمات في المناطق الفلسطينينة.فأهالي قرية عين قينيا التي تبعد عن مدينة رام الله بحوالي سبعة كيلومترات ما زالوا يعتمدون على عين ماء واحدة بعد نضوب ثلاث عيون أخرى وتبعد العين التي تروي القرية حوالي ثلاثة كيلومترات عن وسطها، فالصفائح البلاستيكية والبراميل والأباريق وقبلها الدابة أدوات ضرورية لكل بيت في عين قينيا وكل هذا فقط للحصول على الماء.
وهذا الأمر قد يتطلب من بعض الأسر أن يتفرغ فرد من أفرادها على الأقل للحصول على كفايتها من الماء للشرب والطهي والتنظيف وخلافه فهم يعتمدون على نقل المياه إما على رؤوس النساء أو على الدواب ناهيك عن وعورة الطرق كونها تقع في منخفض مليء بالصخور والحفر فلا يمكن للشخص أن يسير في ذلك الدرب بدون تعثر وخوف من السقوط.ويحكي أحد سكان القرية الفلسطينية انه في قرية عين قينيا يعلو القلق وجوه الفتيات الصغيرات عند ذهابهن إلى عين الماء قبل الفجر لتأمين حاجة الأسرة من المياه قبل ذهابهن إلى المدرسة وتكون المشكلة الأكبر إذا كانت البنت تدرس خارج القرية وكان مطلوبا منها تأمين حاجة الأسرة من المياه قبل الذهاب إلى المدرسة واذا كانت الأسرة كبيرة فإنها لا تكتفي بما أحضرته بناتها من العين صباحا فتضطر البنت للذهاب إلى العين بعد عودتها من المدرسة لتؤمِّن حاجتها من المياه حتى صباح اليوم التالي.وتروي طفلة من أطفال القرية قصصا كثيرة عن ظروف وحوادث كثيرة وقعت لهن من حوادث الطريق وما يثير القلق والخوف أكثر هو دوريات جيش الاحتلال الإسرائيلي ما بين المستوطنة والمعسكر المقامين على أراضي القرية التي صادرتها إسرائيل خاصة في العام الأخير.
ومبعث هذا الخوف ليس من فراغ، حيث يؤكد أهالي القرية وقوع حالات قتل شبه يومية للأطفال ورعاة الأغنام وهم لا ذنب لهم سوى الوقوع تحت مرمى رصاص جنود الاحتلال وحقدهم.وتعيش أسرة أخرى جانبا من المشكلة فهي أسرة مكونة من أم وأب وسبعة من الأطفال ولاتكفي الصهاريج التي تكلفهم حوالي عشرة دولارات لحاجات الأسرة من الماء لمدة اسبوع واحد ويأتي هذا العبء المالي في ظل ظروف البطالة والحاجة التي تعيشها الأسرة الفلسطينية ككل وفي ظل حصار خانق.كذلك فان القرية تعاني من مشكلة أخرى وهي الطرق الالتفافية التي أبتكرتها إسرائيل، اذ بينما كان المسافر من عين قينيا إلى رام الله لا يحتاج أكثر من سبع دقائق فقط في الطريق العادي ولكن بعد إغلاقه اضطر الأهالي بالتعاون مع دائرة الأشغال لشق طريق ترابي ضاعف المسافة والزمن إلى خمسة أضعاف الوقت بالإضافة إلى المعوقات والسير على الأقدام لمسافات طويلة لتجاوز الحواجز العسكرية الإسرائيلية.
|