كتاب أصدره التجمع الإسلامي في أمريكا الشمالية يضم محاضرات ألقاها المؤلف في فترات متفاوتة، وهي بمثابة قراءة ونقد لكتاب سيد قطب «معالم في الطريق» فرغم الأثر الكبير الذي تركه الكتاب في مجمل العمل الإسلامي على حد قول المؤلف ، إلا أنه كانت له أخطاء في منهجية الإحياء الإسلامي، وهذه المحاضرات محاولات من الدكتور جعفر للتنبيه إلى تلك الأخطاء وتوضيحها، منها على سبيل المثال، تصوّر أن الجيل الراشد الأول «جيل الصحابة» هو جيل قابل للتكرار طالما أن الكتاب الذي صنعه ما زال حيّا بيننا ومحفوظاً بحفظ اللّه، ولأن وجود الرسول صلى اللّه عليه وسلم ليس شرطاً لتجدد هذا الجيل، هنا يسترسل المؤلف في توضيح خطأ هذا التنظير، متجاوزا الجدل النظري، إلى التبعات الحركية الحساسة التي يسفر عنها مثل هذا التنظير، أيضا هو يخالف سيد قطب في مسألة انقطاع الأمة المسلمة في مراحل التاريخ المختلفة والحاجة إلى بعثها من جديد، موردا أدلة تثبت أن الأمة لم تنقطع، بل هي باقية ، ولكن أصابها الوهن، وضعفت صلتها باللّه على فترات، وكان هناك التجديد والمجددون الذين سخرهم اللّه ليحيوا ما اندرس من معالم الهدى.
كما يتناول المؤلف في كتابه «نظرات في العمل الإسلامي» الحركات الإسلامية المعاصرة، مراجعا تلك السلوكيات الخاطئة التي تسربت إلى كثير منها، كما يوضح بأن العمل الجماعي ضرورة شرعية وواقعية، ويورد في هذا السياق العديد من الأدلة التي تؤكد ذلك، ويحذر من اتجاه الشباب والجماعات إلى التركيز على العقيدة وحدها وإهمال جوانب أخرى هامة في الدعوة، مؤكدا أن رسل اللّه الذين كانت دعوتهم إلى التوحيد هي قطب رسالتهم كانت لهم دعواتهم الأخلاقية والاجتماعية .
| 