Monday 28th January,200210714العددالأثنين 14 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الجامعة والبحث العلمي
تأليف/ سامي سلطي عريفج، 2001م، 210ص

في التخطيط للتنمية الاقتصادية والاجتماعيّة في هذه الأيام يؤخذ اعتبار كبير للاحتياطي من رأس المال البشري المؤهل، وذلك لأن كثيرا من الباحثين قد بدأ يربط في الآونة الأخيرة بين مستوى إعداد رأس المال البشري وتنظيمه وازدهار التنمية والاقتصاد.
فمن الخصائص المميزة للبلاد المتقدمة كما يذكر كل من «هاربيسون ومايرز» في كتابهما «التعليم والقوى البشرية والنمو الاقتصادي» وجود رصيد كبير من الموارد البشرية العالية المستوى، ومثل هذا الرصيد قد أصبح ضرورة لكل المجتمعات في عصر غدا فيه التعليم وثيق الصلة ببنية المهن في المجتمع، وتتكفل الجامعات عادة بإعداد أعلى هيئات رأس المال البشري هذا عن طريق ممارستها لوظيفتيها في التعليم والبحث العلمي.
ومع أن التكامل بين هاتين الوظيفتين لا بد أن يكون واضحا في جميع مستويات الدراسة الجامعية، إلا أن الجامعات حرصاً منها على إنعاش الوظيفة الأخيرة البحث العلمي قد طورت ما نسميه بالدراسات العليا مستهدفة إعداد الباحثين العلميين في ميادين التخصص المتعددة باعتبار أن فئة الباحثين العلميين هم قادة التطور في عصر العلم والتكنولوجيا، فالباحث العلمي على حد تعبير أحد رؤساء الولايات المتحدة السابقين «هربرت هوفر» هو أثمن المقتنيات القومية.
ولما كان الاستثمار في البحث العلمي يتعاظم أكثر فأكثر، ولما كانت الحاجة إلى الباحثين العلميين تتزايد يوما بعد يوم في حياة المجتمعات، ولما كانت الجامعة هي أقدم مراكز البحث العلمي وهي أقوى مؤسسات البحث وإعداد الباحثين في الوقت الحاضر، بل هي المركز الوحيد للبحث وإعداد الباحثين في كثير من البلدان النامية، فقد وجب الاهتمام بحسن إدارة البحث العلمي وتنظيمه فيها، لكي تكفل استمرارها بتغذية مجتمعها بأفضل العلميين اللازمين لتدوير عجلة مراكز البحث والإنتاج والخدمة العصرية، واستمرارها في تجديد المعرفة والفكر في التربية القومية.
فبالرغم من أن الجامعة قد وجدت لتقصي الحقائق والمعارف دون التزام بحدود إقليمية أو قومية، إلا أنه لم يكن بمقدورها في معظم الأوقات، وفي معظم البلدان إلا أن تكرس أمجاد الأمة، وتعنى بالاهتمامات والحاجات الإقليمية. أي أنها لم تنسلخ عن مهمتها في تطوير مجتمعها . ولربما كان الاتصال المثمر بين الجامعة ومجتمعها هو ما يدفع بالحكومة الفيدرالية بالولايات المتحدة إلى إنفاق بلايين الدولارات على البحث العلمي في الجامعات. بل قد تكون الرغبة الملحة في استثمار خريجي التعليم العالي هي ما يجعل بريطانيا سخية إلى تلك الدرجة التي تحقق منحا لطلبة التعليم العالي تعطي نفقات تعليمهم بما في ذلك المصروفات ونفقات المعيشة .
وفي البلاد المتقدمة نجد أمثلة كثيرة للعناية بالجامعة والبحث العلمي وإعداد الباحثين، مما يوحي بأهمية هذه الجوانب في تلك المجتمعات.
وهذا الكتاب يحاول إلقاء الضوء على مؤسسات يفترض أن يكون لها دور كبير في توجيه خطوات المجتمع العربي نحو القرن القادم، خصوصاً بعد أن توسعت الجامعات القائمة في البلاد العربية وتنامى عددها، وظهرت الجامعات الأهلية والخاصة إلى جانب الجامعات الرسمية كردة فعل على الضغوطات الناجمة عن زيادة الإقبال على التعليم الجامعي والرغبة في الانضمام لأفواج خريجيه.
كما يثير الكتاب تساؤلات عديدة حول التعليم الجامعي وعلاقته بالبحث العلمي، ربما يكون الملتحقون بالجامعات قد تجاوزوها دون أن ينظروا فيها وربما تكون مثل هذه الأسئلة لم تشغل بال أعضاء الهيئات التدريسية الذين يتتلمذون على أيديهم أحيانا.
يطرح الكتاب تساؤلات من نوع: ما هي الجامعة؟ وما وظيفتها؟ وما الفرق بين الجامعة وغيرها من المؤسسات التعليمية؟ وما علاقة الجامعة بالبحث العلمي؟ أي نوع من البحوث العلمية يمكن للجامعة أن تتصدى له؟ وهل يتحدد القبول في الجامعات على ضوء اتساع القاعات الدراسية أو ضيقها؟ وما دور مدرس الجامعة، وغير ذلك من الأسئلة التي ترد بعض الإجابات الممكنة عليها في طيات هذا الكتاب.
قسم المؤلف كتابه إلى بابين، يبحث الأول في الجامعة والبحث العلمي والعلاقة بينهما، كما يبحث الثاني في إدارة وتنظيم البحوث العلمية في الجامعات .

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved