نشرت جريدة المدينة في عددها الصادر يوم 8/11/1422ه ان صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة سيقود خطة لإنقاذ جريدة البلاد المهددة بالتوقف بسبب الظروف المالية، وأنه لن يسمح بإغلاقها لكونها أقدم المؤسسات الصحفية وواكب صدورها توحيد بلادنا على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله .
جريدة البلاد صدرت في 27/11/1350ه «4/4/1932م» حين اسسها محمد نصيف ورأس تحريرها نخبة من الأدباء الرواد في تاريخنا، وكانت الصحيفة الأولى حين رأس تحريرها الرجل الناجح في الصحافة وفي أمانة مدينة مكة المكرمة عبدالله عريف رحمه الله ولها الريادة في استخدام الصور الفوتوغرافية وفي افتتاح الفروع خارج مقر صدورها وهي أول صحيفة سعودية أهلية.
وظلت البلاد في صدارة صحف بلادنا حتى ابتليت بخلافات أعضاء المؤسسة التي طالت وتعالت حتى وصلت الى توقف الصحيفة، ومع أن عراقة الصحيفة قد صارعت تلك الخلافات إلا ان طولها قد غلب الصحيفة العريقة.
وسأقدم رأياً شخصياً حول هذه الصحيفة التي أجزم أن توقفها سيكون نقطة سوداء في تاريخ الصحافة في بلادنا، لأن التوقف يعود لأسباب مالية في وقت تعتمد فيه أكثر الصحف الخارجية الوافدة على أسواق بلادنا إعلاناً وبيعاً وهي في خطة إنقاذها تحتاج إلى المال الذي ينقذها من الإفلاس وإلى حمايتها من خلافات الأعضاء التي ضعضعت الصحيفة التي تمثل تاريخاً صحافياً مشرقاً في بلادنا، فقد كانت صحيفة بانية في مجالات الأدب والاجتماع والنقد الاجتماعي الذي أسهم في تطوير المجتمع.
إن أهم مايمكن إقاذ البلاد به هو:
1 جلب التمويل لهذه الصحيفة من ممولين جدد سواء من الدعم الخاص كالذي قدمه الأمير عبدالمجيد او بإدخال مساهمين جدد بمبالغ معقولة في حدود مليون وأقل.
2 أن يقضى على خلافات الأعضاء وتسند الإدارة الى إدارة جديدة تنسى ذاتها في سبيل إنقاذ الجريدة مع إعطائها صلاحيات واسعة.
3 أن تسهم المؤسسات الصحفية الأخرى المقتدرة مالياً وفنياً مثل الجزيرة والرياض وعكاظ بالإسهام مادياً بمبالغ تحسب اسهماً لمؤسساتها، وفنياً بإعطاء الاجهزة التي استغنت عنها نتيجة التحديث لجريدة البلاد.
4 أن تصرف جميع الأموال والأجهزة الجديدة مع تحديث الصحيفة والنهوض بها ويؤجل موضوع سداد الديون الى ان تتجاوز الجريدة أزمتها.
5 أن يتم التركيز على تعيين قدرات تحريرية قادرة على النهوض بها وعلى جلب الإعلان التجاري، وإخال ان رجال اعمالنا لن يتأخروا عن الإعلان فيها فهو اسهام وطني اضافة الى جدواه التجارية.
إن البلاد تستحق هذه الصيحات التي تنادي لإنقاذها فهي أقدم صحيفة، ولها فضل كبير على مجتمعها وأهله وأرجو أن تجني هذه النداءات الثمار قبل فوات الأوان.
للتواصل ص.ب 45209 الرياض 11512 الفاكس 4012691 |