|
طرق الحج القديمة التي تخترق صحاري الجزيرة العربية ووديانها ووهادها كانت هي الدليل لقوافل الحج واشتهر من هذه الطرق طريق حاج البصرة وطريق حاج الكوفة.. ولقد اجتهد الباحثون في البحث عن مسارات هذه الطرق وكتبوا عنها المؤلفات.. ولا زلنا نرى آثارها ماثلة للعيان أمامنا، نرى بركها ودورها المهدمة وآبارها المحفورة وقد أتى عليها الزمن وبعضها سفت عليه الرياح والرمال فانطمر وغاب في غياهب المجهول وأشهر هذه الطرق طريقا حاج البصرة وحاج الكوفة وقد ألف عن هذه الطرق عدد من الكتب واختلف حولها الباحثون.. ولكن في أجزاء من هذا الطريق.. نرى البرك والسواقي والأطلال وفي بعض الأجزاء وصل إليها التدمير والتخريب من قبل الباحثين عن الكنوز الوهمية أو البوادي أو من مرور السيارات.. أو أنها اندفنت تحت أكوام الرمال والعجيب أنها بقيت هكذا دون أي حراسة أو وضع حواجز عليها.. وقد حدد منازل طرق الحج هذه باحثون فضلاء قاموا بجهود حثيثة وعظيمة ومتعبة منهم الباحث الآثاري المعروف الأستاذ عبدالعزيز بن جار الله بن إبراهيم الجار الله في بحث نادر من نوعه بعنوان «الاستيطان والآثار الإسلامية في منطقة القصيم» وهذا البحث يعد الأول من نوعه حيث قام بتتبع منازل طرق الحج ورسم مخططات تفصيلية لكل منزل وما فيه من العثورات وتحدث عن أقوال الجغرافيين والبلدانيين عنه وأرى أن يتم الاعتماد عليه من قبل وزارة المعارف والهيئة العليا للسياحة في إحياء طرق الحج هذه وحفر ما طمر منها وخصوصا البرك المطمورة فإنها ثروة آثارية واقتصادية هائلة حيث تحجز كميات هائلة من مياه الأمطار تظل فيها إلى فصل الصيف الحار اللاهب. المهندس عبدالعزيز بن محمد السحيباني - البدائع |
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
|