|
قبل ان اتشرف بعضوية مجلس الشورى لم أكن أعرف عن صاحب المعالي والفضيلة الشيخ محمد بن ابراهيم بن جبير سوى النذر اليسير مما كنت اتلقطه من اخباره عبر وسائل الاعلام وعبر احاديث عارضة في بعض المجالس والمحافل، ثم كان لقائي الأول به حينما زرته في مكتبه بمجلس الشورى بعد صدور الأمر السامي بتعييني عضواً في المجلس في دورته الأولى، منذ اللحظات الأولى في ذلك اللقاء ايقنت انني امام رجل ولا كل الرجال، واذكر انني همست في اذن زميل لي كان حاضراً في ذلك اللقاء قائلاً: ان هذا الشيخ الفاضل يجبرك على احترامه ويرغمك على تقديره، وليس بسبب منصبه او مركزه او مكانته العلمية او الاجتماعية، بل بسبب حكمته وبعد نظره وخلقه وتواضعه. ثم بدأت اتعرف على شخصيته رويداً رويداً من خلال اللقاءات الخاصة التي كانت تجمعنا به كاعضاء في المجلس، او في الجلسات الرسمية التي كان يديرها، او في الوفود التي كان يرأسها لتمثيل المجلس خارج المملكة، ومن حصيلة ذلك كله تبين لي ان الفقيد لم يكن شخصاً عادياً، بل كان رجلاً فذاً وعالماً جليلاً متنوراً وانساناً رقيق القلب طيب المعشر دمث الاخلاق.. رجلا آتاه الله الحكمة وفصل الخطاب، وآتاه سعة من العلم وبسطة من الوعي والفهم، واسبغ عليه محبة الناس وتقديرهم واحترامهم لشخصه الكريم واعجاباً بشخصيته السمحة التي تفيض حباً ورقة وتعاملاً حسناً راقياً مع الناس جميعاً، بلا ايثار او تفرقة او تمييز بين صغير وكبير، عالم وجاهل، غني وفقير. مساعد وزير الخارجية |
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
|