Friday 25th January,200210711العددالجمعة 11 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

سحب وديم
صباح العيد..
فريدة محمد حسين قدح

العيد ذو الصباح النادي.. البارد المبلل بذرات المطر.. وجه ملون بالفرح، ثوانيه تتهادى عذبة ندية تلامس مشاعرك.
وأنت تؤدي الصلاة وتسمع التكبير يسترسل عبر مآذن الحرم المكي الشريف..
لماذا صباح العيد يحمل أحياناً شجناً دافئاً داخل النفوس وزخماً عجيباً من الألق الحزين داخل العيون! هل لأن أحبتنا غابوا عن مدى أبصارنا واختفت رسوم جمالهم من لوحات أعمارنا.
آه أيها العيد.. ما أعذبك وما أجملك ومع ذلك تأتي وجوه الناس معك ملونة بالبرد.. والشجن وكلمات المعايدة ترسلها وتتلقاها وبها مفردات يسرقها الفرح.
هناك.. مساحات.. أتى العيد عليها وهو خجل خالٍ من الزهور والزينة وحوله أطفال لم يرتدوا بزة العيد وظلت أجسادهم الغضة تتلقى برودة الصقيع.. ووحشة الغربة ووحدة الخوف وهم بأوطانهم.. فمرَّ العيد عليهم. سمعوا به ولم يشاهدوا آثاره.. فلا زينة.. ولا ثياب جديدة.. ولا حلوى. وقبل ذلك.. فقدوا الفرح والأمان.
أعلمت يا عيد.. لماذا كان حضورك عند البعض على رغم جمالك ورقتك لم يكن كعادة العيد دائماً؟!
* * *
مهرجان
عرس.. النداء
المهرجانات تختلف على خريطة الأرض وتتموج على وجوه الناس.
ولكن في فلسطين اللون واحد.. والمهرجان واحد.
مهرجان الاستشهاد ودفع الأجساد المكللة بالديناميت للحياة الكريمة كل يوم. وأصبحت هذه المهرجانات تأتي ونشاهدها عبر الفضائيات على اختلاف أحجامها وألوانها وأنظمتها، صوراً من زوايا عديدة، ركام المنازل المتهدمة الذي تشيعه دموع الشيوخ المكسورة والطفل المفجوع في أمانه، والمرأة المكلومة في ابن أو زوج أو شقيق تبحث عن الدفء والحنان في وطن مسلوب مكلل بالخوف والدمار.
* * *
أدعو لك يا وطني..
مع كل لحظة أرى قطعة من قطع العالم تتمزق وتغرق في بحر الخوف والدم.. أخاف عليك يا وطني وأحاول أن أتلمس دفئك وجمالك داخل نفسي.
وأغمض عينيَّ حتى لا تبعد ولا يسرق نورك منهما.
همس حبك يا وطني ينساب بحنان..
بانتمائي لك يا أيها الوطن الجميل في يوم جمعت أطرافك كباقة حب كبيرة لأجزاء مشتتة تدللت وهي ترقص جذلاً لتمسك كل واحدة بالأخرى.
يزداد جمالنا.. وتنبت داخلنا محبتك.. وينمو بأفكارنا ومع نفوسنا افتخارنا بك يا وطن الحب والجمال.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved