* كنت أتصفح مواقع بعض الصحف العربية على (الإنترنت) حين وقف المؤشر على جريدة أخبار اليوم المصرية، أو لنقل شبكة أخبار اليوم.
تعالوا نقرأ ماذا يتبع لهذه المؤسسة الصحفية:
أخبار اليوم، الأخبار، آخر ساعة، أخبار الرياضة، الحوادث، النجوم، أخبار الأدب، السيارات، بلبل للأطفال، كتاب اليوم.
* عشر مطبوعات يومية وأسبوعية تتبع لهذه الجريدة، وكل مطبوعة تنافس الأخرى على القراء، وليس على كسب المزيد من الإعلانات، لأن الهدف الواضح، وهو صحفي ثقافي وليس تجاري بحت.
ولا أظن أن هذه الجريدة التي تأسست عام 1944م قد بدأت بعشر مطبوعات، المؤكد أنها بدأت كجريدة يومية، وبعد نجاحها الذي دعمه القراء، توسعت صحفياً وبالتدريج، إذ حاولت توظيف أرباحها المالية لتوسيع نشاطاتها الصحفية في مجالات الأدب والرياضة والفن والاقتصاد، إلى آخره، بمعنى أن جزءاً كبيراً من الأرباح يذهب إلى التوسع والتطوير، وليس إلى مكان آخر.. وهذه ميزة العمل الحقيقي الذي يهدف إلى تطوير ذاته من أجل القارىء أولاً وعاشراً، ومن ثم الربح أخيراً.
* نأخذ على سبيل المثال أحد مواليد هذه الجريدة وهي (أخبار الأدب)، جريدة أسبوعية تصدر كل أحد في قرابة (80) صفحة ويرأس تحريرها أديب وقاص وروائي معروف هو جمال الغيطاني، هذه الجريدة الأدبية لم تكتف بأن تكون جريدة العرب الأسبوعية الأدبية عند ما خصصت مساحة واسعة لأفضل النصوص الأدبية العربية الجديدة في القصة والرواية والقصيدة، لكنها تمنح جائزة سنوية لأفضل ثلاثة نصوص قصصية وتقوم كل عام بنشر أفضل 20) نصاً قصصياً عربياً على صدر صفحاتها الأسبوعية مع العلم أنها لا تحتوي على إعلان واحد في أعدادها التي صدرت منذ حوالي عشر سنوات.
* في كثير من صحف العالم والصحف العربية مراكز مُصغرة للتدريب، تقوم باجتذاب خريجي الإعلام والصحافة سنوياً لتدريبهم وإكسابهم الخبرة الميدانية والتحريرية ومن ثم الإفادة منهم حين تتوسع المؤسسة الصحفية في إصداراتها اليومية والأسبوعية، بينما لا يجد هؤلاء الخريجون في بلادنا سوى فرصة أن يكونوا مندوبين في الصفحات المحلية لصحفنا، مع أن نسبة كبيرة من الأخبار تأتي بالفاكس، ولا تحتاج صفحات المحليات إلى هذا الكم الكبير المتكدس في الصحف بلا تدريب وبلا عمل صحفي حقيقي، لهذا فإن مثل مراكز التدريب هذه سوف توفر في المستقبل كوادر إدارية تحريرية مقتدرة وكوادر تحريرية وصحفية على مستوى المسؤولية.
* الكثير من صحفنا المحلية أو مؤسساتنا الصحفية تكسب من الإعلانات كثيراً وهذا من حقها، لكننا في الحقيقة لم نشاهد خلال السنوات الثلاثين الماضية أي تغير يذكر على صحفنا المحلية، أفكار التوسع والتطوير محدودة للأسف، كل ما نلحظه أنه بعد كل خمس سنوات مثلاً تقوم هذه الجريدة أو تلك بتغيير في طريقة الإخراج أو في نمط الصفحات أو في المطابع ثم تعلن عن ذلك قبل هذا التغيير العادي بإعلانات مبالغ فيها، لم يصدر عن مؤسساتنا الصحفية أية إصدارات أسبوعية متخصصة في مختلف المجالات الاقتصادية أو السياسية أو الفنية أو الأدبية، بسبب قلة أعداد الكوادر المؤهلة أو بسبب عدم الرغبة في ذلك، وهذا يعيدنا إلى موضوع المراكز التدريبية المصغرة في كل جريدة أو مؤسسة صحفية وإمكانية أن تكون قادرة على تأهيل الكثير من خريجي الصحافة والإعلام وتحويلهم إلى كوادر تحريرية قادرة على تحمل أفكار التوسع والتطوير على مستوى الكم والكيف، فهل تبدأ صحافتنا المحلية هذه الخطوات من أجل عطاء صحفي محلي أكثر إبداعاً نأمل ذلك، ليس من أجل صورة أو سمعة جيدة لصحافتنا المحلية عربياً، ولكن من أجل عمل صحفي أوسع وأشمل وأكثر جديّة سوف يُفضي إلى إنتاج صحفي ثقافي مميز وواسع يشمل مختلف المجالات بشكل متخصص، وهذا بالتأكيد سوف يقدمنا إلى الأمام خطوة في محاولة جادة للوصول إلى عتبة الإنجاز والعطاء الصحفي الرفيع، القادر على إثراء حصيلة الفرد والمجتمع ثقافياً وهذا هو هدف الصحافة الحقيقي، الذي نرجوه جميعاً.
** فاصلة:
استكمالاً لحديثنا الأسبوع الماضي عن المواقع الأدبية نبهني أحد الزملاء إلى موقع (الراصد) الذي سبق أن اطلعت عليه، ولكن لم يتم الإشارة له ويشرف عليه الزميل القاص خالد اليوسف، وهو موقع ثقافي مُنّوع يشمل أبواباً للقصة وللمتابعات الثقافية وعنوانه: wwwalrassed.cjb.net
ونأمل أن نشاهد أو نقرأ من خلاله جديد القصة والرواية عربياً ومحلياً باستمرار، لأن مثل هذه المواقع تحتاج إلى استمرار المتابعة والتجديد حتى تحافظ على مستوى مرتفع من التصفح دائماً.
ص ب: 7823 الرياض: 11472 |