مستوى المنتخب العماني المتواضع أمام الإمارات ثم مستواه المتطور أمام الكويت وكذلك انتكاسة المنتخب الكويتي أمام العماني بعد أن كان قد تألق أمام المنتخب السعودي كلها مؤشرات تعني أن مزاج اللاعبين هو ترمومتر أداء الفريق ومهما اجتهد المدرب العالمي في تطبيق خطة اللعب 4/4/2 فإن الواقع النفسي للاعبين يمكن أن يحولها إلى 4/4/ مزاج!!
مشكلة اللاعب الخليجي أنه يقرر صعوبة المباراة أو سهولتها قبل أن تبدأ وعندما يفاجأ بعكس ما توقعه يفقد توازنه ويتوتر ويخسر المستوى والنتيجة!!.
والقضية الأخرى إلى متى سيستمر احتكار الفريقين السعودي والكويتي لترشيحات الفوز بكأس الخليج دون بقية الفرق المشاركة وهل هذا إقرار بعدم قدرة البقية على المنافسة الحقيقية على البطولة؟!!
إذا كانت الإجابة بنعم فلنتوقف عن الزعم بأن دورة الخليج قد رفعت من مستوى الكرة في المنطقة!!
ثم إلى متى سنعتبر فوز أي فريق مشارك على أحد الفريقين مفاجأة ولماذا نصادر جهود التطوير في هذه الفرق؟!!
المنطق الغائب!!
أكتب هذه السطور قبل مباراة الأمس ولذلك ما أكتبه اليوم لا علاقة له بالنتيجة سلبية كانت أو إيجابية!!
أتحدث عن المنطق الغائب عن قاموس تعاملنا مع المنتخب الوطني وعن تعاملنا الغائب عن واقع منتخبنا الوطني!!
كلام واضح لكنه غير مفهوم للغالبية!!
في تعاملاتنا مع المنتخب نغضب دون أن ندري متى نغضب ولماذا نغضب؟!!
يتعادل فريقنا نغضب حتى لو كان التعادل إنقاذاً من خسارة محققة!!
يخسر فريقنا فتقوم قيامتنا حتى ولو كانت الخسارة نتاج طبيعي لوضعية الفريق الفنية أو نتيجة فارق المستوى مع الفريق المنافس!!
لا زلت أتذكر تبعات موجة الغضب التي اجتاحتنا عندما خسر منتخبنا في نهائيات كأس العالم من فرنسا بأربعة أهداف وكيف استكثرنا النتيجة من الفريق الذي فاز بكأس العالم ومن أمام البرازيل بثلاثة أهداف!!
نضع فريقنا في صورة تناقض واقعه ثم نغضب من النتيجة ونقسو على الفريق وعلى عناصره!!
ها نحن في خليجي 15 متفقون على أن إعداد المنتخب للدورة لم يكن في حجم طموحاتنا للفوز فيها.. لعبنا مباريات معدودة مع فرق متواضعة ودخلنا منافسات دورة الخليج بدون ستة من نجوم المنتخب الأساسيين ومع ذلك هزنا التعادل في لقاء الافتتاح وزاد الطين بلة!!
كنت أتمنى حضور المنطق عند التعامل مع المنتخب لنتمكن من مواجهة ظروف الإعداد والنقص وأن نعمل على تحقيق الاستثمار الأمثل لما بين يدينا من إمكانات بدلاً من أن تقفز بنا نتيجة مباراة فوق واقع الفريق وتبعثر أوراقه في محاولات هي في الواقع ردود فعل أكثر منها إصلاح حال!!
آمل أن يكون منتخبنا أمس قد تجاوز أزمة التعادل وتفادى تبعات المباراة الافتتاحية التي كثيراً ما دفع فريقنا كأس البطولة ثمنا لسوء التعامل مع نتائجها!!
الطويرقي والاتجاه المعاكس!!
يبدو أن هلال الطويرقي معجب بالحوار غير الانضباطي على طريقة الاتجاه المعاكس!!
وهذا الإعجاب حرم الطويرقي من إعجاب المشاهدين بما يطرحه من آراء ليس لقصور فيها وإنما في طريقة إيصالها لمشاهدي شاشة التلفزيون القطري!!
شاهدته قبل يومين وتعجبت كيف أنه يستفز نفسه رغم الهدوء والتعقل الذي يسيطر على الأستديو بوجود المقدم الرزين والثنائي المتمكن فيصل الدخيل وماجد الخليفي!!
والطريرقي يتحدث بانفعال مفتعل لا أجد له ما يبرره وسط هذا الثلاثي المسكون بالهدوء الذي يجبرك على احترامه بما يمتلكه من وعي وما يطرحه من رأي يقنع به الآخرين دونما حاجة لرفع اليد ورفع الصوت!!
بصراحة هلال الطويرقي رغم إعجابي ببعض إطروحاته إلا أن عليه أن يعيد صياغة مخزونه الثقافي الرياضي وأن يقدمه بطريقة مثلى تلتزم بأدب الحوار!!
بالمناسبة أود أن أشيد بالكابتن فيصل الدخيل الذي واصل نجوميته من الملاعب إلى شاشات التلفزيون وشكرا للشاشة القطرية التي قدمت لنا الدخيل وعسى البقية أن يتحفونا بأمثاله من نجومنا الخليجيين الكبار!!
وبالمناسبة أيضاً تحية لمحطة أوربت على تغطيتها الميدانية المتميزة وتحية للتلفزيون السعودي على اجتهاداته الموفقة ومحاولاته مواكبة الحدث بشكل مختلف تماماً عما كان عليه في المناسبات الرياضية السابقة!!
وأخيراً تحية تقدير للبرامج الرياضية في دبي وأبو ظبي لخطوتهما الرائدة في توحيد جهودهما معا وتقديم خدمة إعلامية متميزة لشباب الخليج.
|