فجأة ومع آخر يوم في فترة تسجيل اللاعبين المحترفين غير السعوديين قدم الهلاليون أوراق تسجيل لاعبهم البرازيلي «ناتانيل دي سانتوس ماسيدا» ليكون لاعباً اجنبياً رابعاً بدلاً من الروماني «لوبيسكو» وهذا التحرك الهلالي السريع والخاطف لاستبدال الروماني مع البرازيلي له بالتأكيد عند الادارة الهلالية مايبرره وليست المسألة «صرف فلوس وبس».
ولكن الغريب أن الادارة الهلالية سبق وان قررت ان يكون «لوبيسكو» هو اللاعب الأجنبي الثالث الذي يشارك محليا اضافة الى اللاعبين «توليو» و«أدميلسون» على ان يرفع اللاعب الكولومبي الكاتو «على الرف» الى حين الحاجة اليه في المشاركات الخارجية فقط، رغم عدم قناعة مدرب الفريق السيد آرثر جورج بهذا القرار وتفضيله مشاركة الكاتو مع الفريق محلياً وخارجياً على ان يكون لوبيسكو او بديله هو المخصص للمشاركات الخارجية، ولكن يبدو ان رأي وقرار الإدارة كان اقوى من رأي المدرب كالعادة لذلك تم إنفاذه.
وما يؤكد صواب رأي المدرب بعدم القناعة بلوبيسكو وانه لاعب «زائد» عن حاجة الفريق محلياً وربما لايكون له موقع في المشاركات الخارجية ان الادارة نفسها تداركت خطأها قبل فوات الأوان وسارعت الى استبدال آخر به، «ربما» يكون خيراً منه. ولكن في مركز آخر هو رأس الحربة الذي يلعب فيه أساساً اللاعب الموضوع «على الرف» رغماً عن المدرب ورغبته اللاعب «الكاتو» وهنا وجه الغرابة. فما دام المدرب يريد الكاتو ويرغب في استمراره معه داخلياً وخارجياً فلماذا لم تلب رغبته؟ وقد جاء تسريح لوبيسكو في آخر لحظة وقبل اقفال باب التسجيل ليؤكد ان قرار الادارة بإبقائه اصلاً كان بغير اقتناع وإنما لمجرد «زحلقة» الكاتو توطئة للتخلص منه فيما بعد دون اعتبار لرغبة وحاجة المدرب اليه ولفائدته الفنية وهذا يعيدنا لفترة الصيف عندما كانت الادارة تحاول بيع عقده بحجة عدم الفائدة منه لإيقافه من الاتحاد الآسيوي، وبعد رفع الايقاف عنه تواصلت الرغبة الادارية «الملحة» في التخلص منه ولكن بحجة الاصابة وتكرارها هذه المرة، ولن تجد الادارة صعوبة في ابتكار وسوق الحجج لتحقيق هدفها الرامي الى ابعاد الكاتو عن الفريق بأي طريقة، رغماً عن رغبة المدرب فيه وحاجة الفريق إليه.
وقد جاء التعاقد مع اللاعب ماسيدا لكي يقطع طريق العودة على الكاتو ليذكرنا بطريقة التعاقد مع توليو والتي جاءت لقطع الطريق على عودة ابو اثنين، حيث تكبد النادي خسائر بمئات الالوف من الدولارات لمجرد انفاذ قناعات ادارية صرفة فيما كان يمكن توفير نفقات التعاقد مع لوبيسكو وتوليو وما سيدا لو اعادت الادارة ابو اثنين واستجابت لرغبة المدرب باستمرار مشاركة الكاتو محلياً وخارجياً. والغريب ان هذا الصرف السخي على الاجانب والذي يصل حد الاسراف لا ينسجم ابداً مع طرق الشدة والضبط مع اللاعبين السعوديين والتضييق عليهم بإشعارات الخصم والحسم من رواتبهم: هذا خمسمائة وذاك الف واولئك الفان وغيرهم خمسة آلاف وهكذا.
وربما يكون اللاعب ماسيدا جيداً ومفيداً بل و«فلتة» كروية خارقة وإن كنت أشك في ذلك فتقدمه في السن «33 عاماً» ثم انقطاعه عن الكرة لمدة شهر كما قال هو بعد وصوله علاوة على انه لاعب مغمور وغير معروف وجاء عن طريق وسطاء وسماسرة وليس بتوصية من خبير، جميعها مؤشرات غير مشجعة على رؤية لاعب جيد، اي ان التعاقد معه جاء اشبه بالمغامرة وعلى طريقة «ياتصيب ياتخيب» لذلك ألم يكن من الافضل «اللعب على المضمون» والاستمرار بالكاتو محليا وخارجيا وهو اللاعب المؤثر والمجرب والمضمون نجاحه والجميع يشهد بدوره الرئيسي والهام في فوز الهلال بكأسي البطولة العربية في الرياض والسوبر الآسيوي امام شيميزو الياباني الموسم الماضي، وان كان يتأثر بالاصابة من حين لآخر فإن المحافظة عليه وتجهيزه للمباريات الكبرى ومراحل الحسم في الدوري والكأس أفضل وأجدى من الزج والاعتماد على لاعب «شختك بختك».
|