عناوين عديدة تندرج تحت منتدى جدة تتراوح بين الاقتصاد والسياسة مروراً بالثقافة وتصب كلها في خانة اطلاق تعاون مثمر بين كيانات الأسرة الدولية لتجاوز المصاعب القائمة وافساح المجال لتعزيز الايجابيات التي من شأنها افادة مختلف قطاعات الأعمال والاستثمارات المتعددة الجنسيات.
والمنتدى وهو الثالث من نوعه الذي تستضيفه المملكة يعبر عن نزوع هذه البلاد إلى القيام بدور ايجابي لتجاوز الآثار السياسية السلبية على التعاون الدولي.. مع التركيز على تعزيز فرص الاستثمار في المملكة واجتذاب الاستثمارات الدولية إلى «ساحة مثالية للاستثمار» وهو الوصف الذي أعطاه سمو ولي العهد، خلال منتدى الاستثمار الزراعي في جازان، للبيئة الاستثمارية في المملكة.
المشاركة الدولية الواسعة والمتنوعة في فعاليات المنتدى تجيء كتعبير عن العزم السعودي على توظيف المعطيات الإيجابية على الساحة الدولية لتصب في «فورة الاستثمارات» النشطة التي تنتظم هذه البلاد ولعل أبرزها في الآونة الأخيرة تلك التي تتجاوز المائة مليار دولار في مجال استغلال الغاز.
جهود المملكة لجذب الأموال المحلية والأجنبية تظهر في تشكيل عدة تنظيمات على رأسها المجلس الاقتصادي الأعلى والهيئة العليا للاستثمار وهيئة السياحة فضلا عن اجراءات أخرى لتسهيل تدفق رؤوس الأموال بما في ذلك ضمان حقوق الملكية.
وتفترض مبادرة القطاع الخاص بتنظيم هذا المنتدى أنه لا ينبغي أن تحجب القتامة التي تخيم على الوضع السياسي الدولي الجهود الخيرة والنشطة لايجاد مناخ حيوي للتعاون المثمر، ومن هنا فإن المنتدى يتناول آثار هجمات 11 سبتمبر على الوضع الاقتصادي.. حيث من المفيد التأكيد على أن تلك الأعمال الارهابية لا تعبر عن موقف من قبل الدول العربية والإسلامية تجاه الولايات المتحدة والغرب، بل يجب التأكيد على أن الحدث ينبغي أن يحفز على اجراء مراجعة شاملة لمجمل العلاقات الدولية وتحديد المنغصات التي من شأنها ان تؤدي مع استمرارها وتفاقمها إلى نتائج كارثية.
ويستفيد مجال الأعمال التجارية والاقتصادية بشكل مباشر من البيئات السياسية الايجابية التي تزدهر فيها العلاقات غير ان استمرار النزاعات والمظالم يطيح بالآمال نحو عالم مستقر إذا لم تتم مواجهتها بما تستحقه من جهود دؤوبة تصطحب معها بشكل أساسي نظرة عادلة ومحايدة تستطيع النفاذ إلى عمق المشاكل ومن ثم معالجتها.
|