ü ان ارتفاع نسبة العنوسة في بلادنا، مردها تحكم أمهات الفتيات في الدرجة الأولى، لأنهن المسيطرات على المواقف، ولم يعد لكثير من الرجال احكام زمام هذه الأمور.. والسيدات يبالغن في الشروط، كالمهر، حفلات الزفاف في أغلى وأكبر الفنادق، والاغنياء افسدوا على متوسطي الحال تصرفاتهم وتوجهاتهم.!
ü ومجلس الشورى، الذي أقحم نفسه، في مشكلة غلاء المهور، وربما في تكاليف الزواج الباهظة، بدعوة «50» سيدة، من المجتمع، لبحث قضية غلاء المهور، كما نشرت بعض الصحف، لن يخرج بطائل، ما دامت الامهات، هن المتحكمات في هذه الشؤون، دون مراعاة حال وظروف الخاطب، وشريحة كبيرة من المجتمع لا تستطيع مجاراة التكاليف غير المنطقية في نفقات الزواج، في الصالات والقاعات الفارهة الغالية، حيث إن معدل قيمة الكرسي، يبدأ من «150» ريالاً، إلى ثلاثمائة وخمسين ريالاً.
ü إنه الاسراف المحرم، الذي ما أنزل الله به من سلطان.! والأمر عندي، أن سيداتنا يحببن الجخ، ولا يقبلن الاقتصاد، ومرد ذلك الجهل، والمراءاة، حيث إن الناس يقلد الفقير أو متوسط الحال الغني المسرف.. وهذه المجاراة تخالف قول الحق:( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها). ويخالف كذلك التوجيه النبوي، الذي يعلن :(إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الارض وفساد كبير).. وأين سيداتنا، وأين أولو أمر الفتيات من هذا الهدي في الكتاب والسنة؟ إنهم مغلوبون على أمورهم، لأن النساء قوامات على الرجال، المفهوم انعكس وانقلب.. ولا غرو أن يقال، إن في البلاد مليوناً ونصفاً عوانس.. وبعض الآباء في بعض المناطق يصل بهم الجشع والاستغلال إلى طلب «سيارة جمس» للأب، من الخاطب، كي يزوجه ابنته، إذاً اصبحت الفتاة سلعة، لمن يدفع أكثر وأغلى، وهذه التصرفات الحمقاء ضد ديننا السمح، الذي يدعو إلى التيسير والرفق، وعدم المغالاة، لكننا اصبحنا بعيدين عن معطيات الدين القيم، لأنا امسينا جشعين، هدفنا المال وحده، ولا شيء سواه.!
ü إن مجلس الشورى الموقر، مهما جمع من آراء معتدلة، قال اصحابها، لا تبالغوا، ويسروا ولا تعسروا، لن يسمع لهم «90%» من اناسنا، لانهم يفتقدون إلى القناعات من دواخل نفوسهم، واصبح المال هو عنوان التعامل في كل شيء، والداء عام، ذلك اننا نجد في البلاد العربية هذه المغالاة الحقيقية، لاسيما ما يتعلق بما يسمى: مؤخر المهر، الذي يقصم الظهر، وكان اريد به عدم جنوح الرجل إلى تطليق زوجته، حتى لا يجبر بالمحاكم بسداد المؤخر. وبعض البلاد، بدفع الخاطب المهر المحدود، ويقدم شقة على البلاط لأهل الزوجة، وقد تبلغ حجراتها أو غرفها، ما لا يطيق أهل المخطوبة فرشها، فيستدينون، ويبيعون ما يملكون، إن كانوا يملكون شيئاً، إنه كما يقال خراب بيوت.!
ü إن كثيراً من الناس، سيطر عليهم الجشع والطمع، ولم يعودوا يعون المثل السائر: «مد رجلك على قد لحافك» وانما ينظرون: من فوق لفوق، مجاراة للقادرين.. وهذا اختلال غزا مجتمعنا العربي والإسلامي، وهو بعيد عن مبدأ :«إذا اتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه»، وانما المحك تجارة، تنشط وتبور، لكي تنتشر العنوسة وتزداد ونصل إلى التوجيه النبوي الكريم :«الا تفعلوا تكن فتنة في الارض وفساد كبير»! فهل آباء وامهات فتياتنا يريدون أن يصلوا ببناتهم إلى هذا المفهوم التحذيري، لأن قائله: من لا ينطق عن الهوى، صلى الله عليه وسلم.
ü نحن في حاجة إلى مزيد من الوعي، وفهم بقناعات وتسليم، لقيم ديننا القويم، لندرك خطورة بعدنا عن هذا الدين الخالص، الذي يدلنا على ما ينفعنا دنيا واخرى، والذي عنوانه: اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم.! مجتمعنا في حاجة إلى فهم دينه، لانه من عند حكيم خبير، فيه كل الخير والهدى، ويقود إلى الصراط المستقيم، ويدل عليه. وأردد: اللهم انصرنا على أنفسنا حتى لا نضل، وانصرنا على أعدائنا حتى لا نذل.!
|