Monday 21st January,200210707العددالأثنين 7 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الرئة الثالثة
العالم والإرهاب حرب (البسوس) الجديدة!
عبدالرحمن بن محمد السدحان

بات الإرهاب المنظم والعشوائي سواء، سمة بارزة من سمات هذا العصر، ووثيقة حكم تدين همجية الإنسان الحديث. رغم ادعائه التفوق في مسارات عديدة من الحياة، علماً، وإنتاجاً، وأسلوب حياة! ويبدو أنَّ العالم بأسره، لا أمريكا وحدها، قد دخل حرب (بسوس) جديدة وطويلة ضد الإرهاب فكراً وممارسة، وإن اختلفت أساليب هذه الحرب، وتعددت (سيناريوهاتها)!
* من جهة أخرى، يظل الإرهابُ في معظم أحواله فعل القلّة لا الكثرة من الناس في أكثر من مكان من العالم، لأن الفطرة الإنسانية لدى الأغلبية الصامتة من البشر تنكر الإرهاب، وتستنكر أن توصم به أو يُنسبُ إليها!
***
* رغم هذا كله أرى ان عالمنا المغلوب على حوله وحيلته، مسئولٌ مسئولية جماعية عن الإرهاب بصورة أو بأخرى!..
كيف؟
***
* إنه مسئول عن الإرهاب حين يتقاعس أو يتردّد في شن الحرب عليه حرباً جماعية تقطع دابره، وتردع مدبرّيه، وتحمي الأبرياء من غدر ليله الظالم المظلم!
***
* مسئول حين يفشل في (تحصين) الأجيال الشابة عبر التربية الصحيحة السوية من (فيروس) الإرهاب الفكري والحكم الانتقائي على (الآخر) حكماً يفرز الحقدَ عليه والعداءَ له!
***
* مسئول حين يُفشل في صيانة الوجدان الشاب من زيف القول، ظاهره وباطنه ومتشابهه، فيغدو العقل والقلب مرتعاً لخفافيش الحقد، وتكون النتيجة الإرهاب بشقيَّه المادي والمعنوي!
***
* مسئول حين يُغفل أو يتجاهل المستنقعات التي تتوالد فيها طفيليات الإرهاب، ثم تتسلل عبْرَ ثقوب النفوس المريضة لتفسد نوايا الخير، وتحوِّلها إلى قنابل سلوكية موقوته من الحقد والعدوان يأتي على الأخضر واليابس، قتلاً وتخريباً وترميلاً وتيتيماً!
وأخيراً.. ينبغي ألا تغيَب عن البال حقيقةٌ عريضةٌ عرض السماء.. وهي أنه في الوقت الذي يعاني فيه الغرب من ويلات الإرهاب، يبيحُ لنفسه ولإعلامه حرية إسقاط الأحكام المطلقة على عالمنا الإسلامي والعربي، فينعتُه بالإرهاب نعتاً فيه من إسراف الظن وإسفاف القول ما الله به عليم!
لكنه في الوقت نفسه يغضُّ الطرف حيناً وحيناً يلتمس العذر بل ويمنح (الضوء الأخضر) للإرهاب الإسرائيلي المنظم ضد الأبرياء العُزْل في فلسطين، فتهدم البيوت على رؤوس من فيها، وتدكُّ الطرقات والمطارات والمنشآت براً وجواً وبحراً باسم (الدفاع عن النفس)، بل لايستحي الغول الصهيوني شارون أن يفرض على رئيس الكيان الفلسطيني (الإقامة الجبرية) في رام الله.. ويحرمه حرية الخروج منها ولو سيراً على الأقدام!
**
ويتساءل المرء العاقل بعد كل ذلك:
إذا لم يكن ما ذكر أعلاه.. إرهاباً، فماذا يسمّيه إعلام الغرب ورموزُ سياسته وسيادته؟!
ثم، ألا يمكن ان يغذِّي هذا السلوك الوحشيُّ من لدن اسرائيل (نطفة الانتقام) في رحم الغضب الفلسطيني، فيوِّلد سلوكيات عشوائية لاتفرق أحياناً بين المسيء والبريء، كما شاهدنا وسمعنا! وتستعر الحرب سجالاً بين جلاّدٍ أشرٍ ومستضعف مغلوب الحول والإرادَة!!

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved