** الأديب الكبير عبدالله بن إدريس.. ترجَّل عن رئاسة النادي الأدبي بالرياض وهو في قمة مجده وحضوره وعطائه..
** آثر ترك ساحة إدارة النادي لمن يلمس في نفسه قدرة وكفاءة.. ولمن يملك المؤهل للسير بدفة النادي إلى رحاب المستقبل..
** والأديب الشاعر عبدالله بن إدريس.. عرفته الساحة منذ عدة عقود..
** عرفناه صحفياً.. وأديباً.. وشاعراً.. وناقداً.. وإنساناً رقيق المشاعر.. طيّب العشرة.. ليِّن الجانب.. له ابتسامة لا تفارقه.. يحيِّي الصغير والكبير.. ولا تسقط من لسانة كلمة «تفضل.. أو اقلط» حتى لو زرته في النادي.. فإنه سيدعوك حتماً لزيارة منزله..
** الأديب عبدالله بن إدريس.. وُفِّق إلى حد كبير في رئاسة النادي الأدبي بالرياض.. واستطاع من خلال سنوات.. ان يقدم النادي في صورته التي يريدها الجميع.. فاستقطب كل الفعاليات الثقافية بكافة مشاربها.. ومنحها الفرصة.. وأعطاها النفس وشحذ الإبداع.. ووفر كل المناخات اللازمة.. وتعامل مع الجميع كأخ وصديق ومحب.. فتدافع الجميع نحو رحاب النادي.. وأعطوا وأبدعوا.. فكانت المحاضرات والندوات والمؤتمرات والكتب والكتيبات والنشرات والمجلات وسائر العطاءات والإبداعات.. حتى احتل هذا النادي المركز الأول بين سائر الأندية بكل كفاءة..
** وكان أبو عبدالعزيز.. يشيع في الجميع.. جواً من الأخوة والمحبة والترابط.. حتى الذين اختلفوا مع النادي ومع رئيس النادي.. وحتى الذين هاجموا النادي «لمجرد الهجوم» استقطبهم أبو عبدالعزيز ووفَّر لهم كل ما يريدون.. وجعلهم على المحك.. فمنهم من عاد وأعطى واقتنع بخطئه.. ومنهم من تصلَّب.. وثبت للجميع.. أن الخلل ليس في النادي ولا في رئيس النادي.. بل في هذا وذاك..
** الأديب عبدالله بن إدريس.. رجل قليل الكلام إلا شعراً أو نقداً..
** يتحدث العربية دوماً حتى في مجالسه الخاصة.. وهو أديب قريب من الساحة.. يتفاعل معها عطاءً وإبداعاً.. لا يغيب عنها أبداً..
** شارك في عشرات.. بل ربما المئات من الندوات والمحاضرات والأمسيات والفعاليات الأدبية والفكرية.. الداخلية والخارجية.. وملأها إبداعاً وحضوراً..
** وأبو عبدالعزيز.. رغم حدته كناقد وأديب.. إلا أن الذين هاجموا النادي إبان رئاسته.. لم يهاجمهم.. بل أكد أكثر من مرة على أن منبر النادي مفتوح للجميع.. وعلى كل متحدث أن يعتلي على هذا المنبر ويقدم ما لديه..
** وبالفعل.. فالنادي لم يُغلق في وجه أحد.. ومفاتيح النادي ليست عند ابن إدريس.. بل هي مع كل أديب وناقد وشاعر.. وكل من أراد العطاء..
** عبدالله بن إدريس.. رأى بعد هذا المشوار الطويل.. أن يترك رئاسة النادي.. فقدَّم استقالته أكثر من مرة ثم رُفضت ورفضت.. ولكنه أصر عليها مؤخراً إصراراً عجيبا.. وترك ساحة النادي.. لكنه لم يترك ساحة النقد والأدب والشعر والصحافة.
** وبعيداً عن النادي وهمومه.. فعبدالله بن إدريس.. واحد من أبرز أدباء البلاد.. وواجهة مشرِّفة حقاً.. للأدب السعودي.. ففوق ما منحه الله من مواهب متعددة.. فهو أيضاً.. إنسان رزين.. يزن الأمور بميزان العقل.. قليل الاندفاع.. عقلاني النظرة ورغم أن عبدالله بن إدريس قد خاض أكثر من معركة أدبية بكل كفاءة واقتدار.. إلا أنه كان عفَّ اللسان.
** ها هو الأديب عبدالله بن إدريس يترك رئاسة النادي بعد سنوات عطاء.. ونحن هنا.. نقول للذين هاجموا النادي وهاجموا ابن إدريس رئيس النادي.. ها هو يترك النادي.. فأعطونا ما عندكم.. فابن إدريس ليس في النادي اليوم..
** النادي الأدبي بالرياض.. قرر تكريم هذا الأديب الكبير.. وهو بالفعل.. يستحق تكريماً أكبر وأكبر.. وليت الجميع يشترك في هذا التكريم وليس النادي الأدبي بالرياض فقط.
** أبو عبدالعزيز.. خدم الساحة سنوات وسنوات.. وكان رجلاً فوق إبداعاته ومواهبه.. يفوح صدقاً ووطنية وإخلاصاً.. أفلا يستحق التكريم؟
** إن تكريم النادي.. شيء مفروغ منه.. ولكننا نتطلع إلى تكريم أكبر.. يناسب عطاءات وإبداعات وحضور هذا الرجل الذي قدَّم كل ما في وسعه من أجل وطنه.
** وللعلم.. فإنني قد اختلفت مع هذا الأديب الكبير في أكثر من موقف.. لكنني لم أجد منه سوى الود والمحبة.. وفي كل مرة أقابله.. أو أزور النادي لا أجد منه سوى القلب المفتوح والابتسامة العريضة وكلمات الترحيب رغم كل شيء.
** كيف سنكرِّم ابن إدريس تكريماً يليق بهذا الرجل؟
** نحن نريد تكريمه وهو في قمة وهجه وعطائه..
** نريده أن يكون على رأس الحضور في تكريمه.. فهل نفعل؟
| 