* لقاء: عبدالرحمن المصيبيح
أشاد سفيرا نيجيريا وجزر القمر لدى المملكة بالعناية والرعاية اللتين يجدهما ضيوف الرحمن من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وحكومة المملكة معتبرين ذلك تجسيداً وامتداداً للرعاية الشاملة لحجاج بيت الله الحرام حتى يؤدوا هذا النسك العظيم على اكمل وجه.
جاء ذلك في لقائهما مع «الجزيرة» تناولا خلاله تلك التوسعة الكبيرة التي شهدها الحرمان الشريفان وتنفيذ مرافق الطرق، والانفاق والرعاية الصحية والأمنية لهؤلاء الحجاج منذ وصولهم الى الديار المقدسة وحتى عودتهم الى بلادهم.وأبرزا اهتمام الملك فهد بالمسلمين في جميع أنحاء العالم ومساعدتهم والوقوف معهم في كل ما من شأنه اسعادهم وأداء دينهم الحنيف على أكمل وجه.
وقالا: ان المراكز الإسلامية والمساجد والجوامع التي تشيدها المملكة في بلاد المسلمين تأتي ضمن اهتمامات المليك المفدى بالمسلمين ونشر الإسلام.
وتطرقا الى المستوى الكبير الذي وصلت اليه المملكة في مجال التعليم وان وجود ثماني جامعات بالاضافة الى المدارس والمعاهد والمراكز والهيئات التعليمية ساهمت في تحقيق هذا التطور للعلم والنهضة وأبديا سعادتهما بمستوى الجامعات السعودية من خلال ما تقدمه لأبناء المسلمين من علوم شتى في أنواع المعرفة.
وامتدحا موافقة خادم الحرمين الشريفين وتكفله بإقامة ملتقى خادم الحرمين الشريفين لخريجي الجامعات السعودية من افريقيا في ولاية كانو بدولة نيجيريا وقالا: ان هذه المناسبة فرصة طيبة لهؤلاء الخريجين لمناقشة وبحث كل الأمور التي تخصهم، خاصة في مجال الدعوة الى الله وتبصير الناس بأمور دينهم ودنياهم. وأعربا عن سعادتهما بالمستوى الكبير للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ومساهمتها في تخريج وإعداد أبناء المسلمين بهذا المستوى من التحصيل العلمي المميز.اضافة الى أمور أخرى تناولاها في حديثهما ل«الجزيرة» وفيما يلي نص الحوار:
خريج الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة
الذي أصبح سفيراً لبلاده في جزر القمر
بداية قال سفير دولة نيجيريا لدى المملكة السيد مقاجي محمد: لا شك ان الجميع يقدر كل الجهود التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين لراحة وسعادة حجاج بيت الله الحرام فمنذ ان وحد الملك عبدالعزيز هذا الكيان الكبير حتى هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين يشاهد التوسعة الكبيرة التي نُفذت في الحرمين الشريفين والمشروعات التطويرية التي تشهدها مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وحينما يطأ الحاج قدماه هذه الديار المقدسة يجد الاستقبال الحار. وأكبر هدية يتلقاها الحاج في منافذ المملكة وخاصة في مطار الملك عبدالعزيز بجدة «القرآن الكريم» ثم تلك الإجراءات المبسطة للحجاج من اجل تيسير كافة أمورهم لاكمال حجهم.
تحديد نسب الحجاج
ومن أجل استمرار تقديم تلك الخدمات لحجاج بيت الله الحرام جاء قرار المؤتمر الإسلامي الخاص بتحديد أعداد الحجاج لكي يتمكن المسؤولون هنا في المملكة لتنفيذ الخدمات المطلوبة.
واتوقع ان يبلغ عدد الحجاج النيجيريين لحج هذا العام حوالي «70» ألف حاج وجميع هؤلاء الحجاج قد استوعبوا كافة النظم والتعليمات الخاصة بالحج ومع ذلك نحن في نيجيريا نحرص على اقامة الدورات التوعوية المستمرة وهناك ملتقيات وندوات تقوم بها حكومة الولايات النيجيرية وحكومة المحافظات في دولة نيجيريا. ومع هذه الجموع الغفيرة من الحجاج الذين يصلون الى الديار المقدسة، فإن التوعية ضرورية للحجاج كما نحن نشاهد في الحقيقة بعض المخالفات من جميع الحجاج وخاصة الافتراش وهذه مشكلة عويصة لن تستطيع الحكومة السعودية حلها بمفردها.. بل بتعاون الدول وبتعليم الحجاج بكل اركان الحج.
مجمع الملك فهد
ولا شك ان خادم الحرمين الشريفين حريص كل الحرص على ان يكون كتاب الله في أيدي ومتناول المسلمين في جميع أنحاء العالم. وأنت حينما كنت في نيجيريا شاهدت النيجيريين المسلمين وهم يتداولون القرآن الكريم من طباعة المجمع وكانت طباعة مميزة ورائعة من جميع اللغات.
ايضاً من المناسب ذكره هو تقديم شكرنا وامتناننا لحكومة خادم الحرمين الشريفين للمنح الدراسية التي تمنح لأبناء المسلمين بصفة عامة والطلبة النيجيريين بصفة خاصة.
ومع ذلك فإن الحكومة النيجيرية تحرص كل الحرص على حث الطلبة النيجيريين الذين سوف يدرسون في المملكة ضرورة الالتزام بكافة التعاليم والأنظمة في المملكة واهم شيء في ذلك حسن الخلق وحسن التعامل والامتثال للأوامر.
العلاقات السعودية النيجيرية
ويمضي السفير النيجيري في حديثه ل«الجزيرة» عن مكانة وقوة العلاقات السعودية النيجيرية، وقال: انها علاقة قوية ومتينة تزداد قوة وشموخاً بفضل حرص قادة البلدين. والكل ينظر الى المملكة بالفخر والاعتزاز فهي قبلة المسلمين وبلاد الحرمين الشريفين والشيء الذي يدعو للفخر ونحن سعداء به هنا في نيجيريا تلك الاهتمام الذي تجده نيجيريا من حيث ارسال الدعاة الى الله واقامة الدورات للمسلمين وتنظيم الملتقيات والندوات والتي لها عظيم الاثر في نفوس النيجيريين.
ملتقى خادم الحرمين الشريفين في كانو
وكان آخر لقاء مميز ورائع هو ملتقى خادم الحرمين الشريفين لخريجي الجامعات السعودية من افريقيا والذي اقيم الشهر الماضي في ولاية كانو النيجيرية فقد شاهدنا هذا الاقبال وهذه الجموع التي جاءت من جميع الدول الافريقية لحضور هذا الملتقى الكبير.
واجدها مناسبة طيبة لاقدم الشكر والتقدير لحكومة المملكة على الاهتمام الذي يجده أبناء نيجيريا والمتمثل في تعليمهم.
كما ان مستوى التعليم في المملكة حقق سمعة عالمية كبيرة وتأتي الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة كواحدة من الجامعات السعودية العملاقة التي ندين لها بالفضل بعد الله في تعليم وتدريس مجموعة من الطلبة النيجريين الذين اصبحوا معلمين ودعاة واساتذة جامعات وخطباء.
إنجاز غير مسبوق
وأضاف السفير النيجيري: حقيقة وصول منتخب المملكة الأول لكرة القدم الى نهائي كأس العالم للمرة الثالثة على التوالي إنجاز غير مسبوق هذه الدولة العربية المسلمة تقف موقف الند والمنافس مع أبطال العالم في كرة القدم ونحن في دولة «نيجيريا» نهنئ المملكة بهذا الإنجاز ونبارك لجهود واهتمام أصحاب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز على هذا التفوق الدائم وهذا يعكس مدى اهتمام المملكة بالأنشطة الشبابية والرياضية والثقافية، وهناك تعاون مستمر بين دولة نيجيريا والمملكة في كافة المجالات، والنشاط الرياضي بصفة خاصة ونحن على اتصال وتنسيق دائم مع المسؤولين في قطاع الشباب والرياضة هنا في المملكة.
وبالمناسبة في العام الماضي تم تنظيم دوري للجاليات في مدينة الرياض فازت الجالية النيجيرية بالبطولة وكان امتداداً للمحبة والتعاون فيما بين تلك الدول.
علاقات المملكة بجزر القمر علاقات قوية
من جانبه أكد سفير جزر القمر لدى المملكة السيد حامد كرهيلا وهو أحد خريجي الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة متانة وقوة العلاقات بين المملكة وجزر القمر و قال: الحقيقة الكل يُثمن ويقدر اهتمام المملكة وحرصها بالإسلام والمسلمين في جميع أنحاء العالم. وأبناء جزر القمر الموجودون في المملكة يجدون كل عناية واهتمام، وكان لي عظيم الشرف والامتنان ان تعلمت ودرست في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وكانت تلك الأيام أياماً جميلة، تعلمنا فيها ودرسنا، تربطنا روابط ووشائج دينية تلقينا كافة سبل التسهيلات حتى اننا لم نشعر بالغربة لأننا في بلدنا الثاني في المملكة العربية السعودية والمدينة المنورة مدينة جميلة يشعر فيها الإنسان بالطمأنينة والراحة، اجدها مناسبة لاقدم الشكر للمسؤولين في الجامعة على اهتمامهم بأبناء المسلمين وتعليمهم وتدريسهم، وجزر القمر كان لها نصيب واهتمام كبير من المملكة حكومة وشعباً، وكما هو معروف فإن جزر القمر عبارة عن مجموعة من الجزر تقع في جنوب شرق افريقيا ومساحتها حوالي «2370» كيلو متر وعدد سكانها حوالي «600» ألف نسمة ونسبة المسلمين فيها «100%» ولا توجد فيها ديانة أخرى غير الإسلام.
وأضاف: حقيقة ان ملتقى خادم الحرمين الشريفين لخريجي الجامعات السعودية في نيجيريا كان من الملتقيات الخيرة والتي جمعت هؤلاء الخريجين الأفارقة. والتي كانت لهم فرصة طيبة لمناقشة كل شيء يهم رسالة هؤلاء الخريجين وما هو المطلوب منهم لادائهم هذه الأمانة التي تحملوها.. في نشر الإسلام وتبصير الناس بأمور دينهم ودنياهم.
وحينما نتحدث عن المملكة واهتمامها بالمسلمين في أنحاء العالم.
فهذا الأمر يحتاج وقتاً كبيراً حيث ان المملكة لها أيادي بيضاء في خدمة المسلمين وقضايا الإسلام في كل بقاع العالم الإسلامي بل في كل أنحاء العالم وتتجلى هذه الجهود على سبيل المثال في توسعة الحرمين الشريفين وما يلقاه ضيوف الرحمن والمعتمرون والزوار من تسهيلات مما يوفر لهم الأجواء الروحانية في أداء مناسكهم والكل يلاحظ وفي جميع دول العالم هذه الجوامع والمساجد والمراكز الإسلامية وارسال الدعاة الى الله. كل هذا بفضل الله ثم بفضل واهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.
|