«أحلماً نرى أم زماناً جديدا أم الخلق في شخص حيٍّ أعيدا تجلَّى لنا فأضأنا به كأنَّا نجومٌ لقين سُعُودا |
ليس من السهل أن تكون مسؤولاً في جهة ما وأن تكون في الوقت ذاته كاتباً معنياً بنشر الحقيقة!
أن تحمل روح الانتماء لجهة ما في الوقت الذي تحمل فيه عيناً ناقدة ترفض الزيف والنفاق وتبحث عن الحقيقة.
أنت مسؤول أولاً وأخيراً عن ظهور هذه الحقيقة واعتمادها وهي تلك التي تعلن عن نفسها مهما حاول البعض إخفاءها..
وكانت الحقيقة ماثلة أمامي في ذلك اليوم، في شخص سيدة عظيمة ورائعة هي «الجوهرة البراهيم» حرم خادم الحرمين الشريفين.
لم أكن أبداً لأكتب هذه السطور لولا أن الحدث كان أقوى وأشد وأجمل من أن أخفيه أو أداريه..
كان ماثلاً أمامي وأنا أرافقها أثناء جولتها في مركز الكلى الخيري، في مجمع الرياض الطبي «الشميسي» سابقاً والذي شيده خادم الحرمين الشريفين على نفقته..
دلفنا إلى هناك.. ووجدتها تستقبل الجميع بصدر رحب وابتسامة حانية..
رأيتها تقبل وجنات الصغار وتصافح المريضات من النساء وتصغي باهتمام وتأثر شديدين لكل حالة إنسانية صعبة ترويها لها إحدى المريضات.
أما الأطفال فالأغلبية الساحقة منهم كانوا في سن صغيرة أقل من السابعة وكانوا في حالة خجل شديد..
كان أكثرهم يتلفظ بجمل قصيرة رغم أنها غمرت الجميع بحنانها واحتوائها اللامحدودين..
في تلك الليلة شهدت أعمدة المركز وأروقته وزواياه بلا استثناء أن امرأة عظيمة هي «الجوهرة البراهيم» غمرت الجميع دفئاً وحناناً..
وكان حدثاً تتجلى فيه المعاني الإنسانية النبيلة.. كان حدثاً يستحق التسجيل والتأمل والإشادة..
|