Monday 21st January,200210707العددالأثنين 7 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رسالة إلى الأمير عبدالمجيد:
(البلاد) اليوم و(الندوة) ربما غداً... ما العمل؟
د. علي بن شويل القرني

صحيفة البلاد.. كان توقفها حتمياً، ولو لبعض الوقت.. هذا ما كنا قد أشرنا إليه في مناسبات عديدة.. ولا يعد هذا سبقاً صحفياً مني أو من غيري بل نتيجة طبيعية لما آلت إليه هذه الصحيفة من تدن في مستوى التوزيع وغياب شبه تام في المساحات الإعلانية للصحيفة.. والقاعدة الأساسية في الإعلام المطبوع أن هناك ثلاث عمليات رئيسية تشكل دورة عمل ونجاح للوسيلة الإعلامية: التحرير، والتوزيع، والتسويق.. فإذا نجح التحرير استقطب انتشاراً واسعاً للمطبوعة، وإذا حدث الانتشار التوزيعي استدعى ذلك اهتمام ورغبة المعلن للتواجد على صفحات المطبوعة... ولكن.. التحرير كنقطة بداية لا يستطيع القفز فوق التنافس الوسائلي الآخر إذا لم تتح له الامكانات المادية الكبيرة وكحد أدنى امكانات متوسطة لرسم شخصية تحريرية متنوعة جاذبة ومثيرة للقارئ واهتماماته.. وبلاشك ان التحرير لا يمتلك اليد السحرية في كل شيء، ولكن يظل محور ارتكاز للنجاح الذي يمكن ان تحققه مؤسسة صحافية.. وفي نفس الوقت ينبغي ان نعترف بأن بعض إدارات التحرير ربما تكون سبباً في اخفاقات المؤسسات الصحفية في بعض الأحيان..
ومما سرنا جميعا في الوسط الصحافي ان أمير منطقة مكة المكرمة الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز قد وعد باستمرار هذه الصحيفة نظراً للمكانة والعراقة والتاريخ الذي تمتلكه صحيفة البلاد، لاسيما وهي أقدم صحيفة يومية في تاريخ الصحافة السعودية، وهي سجل لكل الأحداث السعودية خلال مشروع التنمية والتطوير في هذه الدولة.. وهذا الدعم الرسمي من أمير المنطقة نعتبره صمام أمان لهذه الاستمرارية.. ونحن نعلم أن هناك لجانا شكلت لهذا الغرض وتدارس هذه المسألة ووضع الحلول العملية.. ولكن أخشى ما أخشاه هو أن تكون هذه الحلول وقتية، ويتم ضخ بعض الأموال لتسديد مديونية اللحظة الراهنة رغم أهمية ذلك ثم تسير الأمور مرة أخرى في وضع الانزلاق المالي السابق.. ثم إننا نعرف جميعاً ان هناك صحيفة أخرى مجاورة للبلاد في المكان والظروف والامكانات وهي صحيفة «الندوة» من مكة المكرمة، فلربما سيأتي يوم قريب جداً تتوقف فيه هذه الصحيفة مثلها مثل صحيفة «البلاد».. وعندها سيتم الاستنجاد مرة أخرى بالأمير عبدالمجيد لوضع حلول عاجلة لها أيضا.. وهكذا فتصبح هذه الحلول مجرد جهد مبعثر غير موجه لحلول استراتيجية للمشكلة.. والرأي الذي اقترحه حلا ربما بعيد المدى لهاتين الصحيفتين هو في دمجهما وتثبيت مكة المكرمة كمركز رئيسي للمطبوعة الجديدة التي ستنشأ من خلالهما..
طبعاً نحن نعرف أن عمليات الدمج ليست جديدة على الصحافة السعودية، فعندما اجتمع الملك (الأمير فيصل بن عبدالعزيز حينما كان ولياً للعهد بمالكي ورؤساء تحرير الصحف ومسؤولي الإعلام في المملكة بالطائف عام 1378ه دعا إلى دمج الصحف من أجل تقوية امكانياتها المادية وتعزيز دورها الاجتماعي.. وبالمصادفة التاريخية ان صحيفتي البلاد والندوة الحالية قد خاضتا تجربة دمج، حيث اندمجت صحيفتا (البلاد السعودية) مع صحيفة (عرفات) في صحيفة جديدة سميت (البلاد) التي نشاهدها اليوم بعد تطبيق نظام المؤسسات الصحافية لاحقا عليها.. كما دمجت صحيفتا (الندوة) مع صحيفة (حراء) في صحيفة جديدة باسم (الندوة) الموجودة حاليا تحت مظلة نظام المؤسسات الصحافية أيضاً.
واليوم أرى أن الحاجة الوطنية والحاجة الاقتصادية كذلك تحتم اندماج صحيفتي (البلاد) مع صحيفة (الندوة) في صحيفة جديدة وربما يكون اسم البلاد هو الأنسب اطلاقه على هذه الصحيفة الجديدة.. ويكون بالضرورة مقرها مكة المكرمة.. حيث ان جدة بها صحيفتان بلا مشاكل مالية هما عكاظ والمدينة.. والسوق الإعلانية هناك تكفي لذلك.. وإذا نشأت مؤسسة صحافية جديدة في هذا الخصوص فربما تحمل المؤسسة اسم (الندوة) بحكم المكانة التاريخية لهذا الاسم في مكة المكرمة، في حين يعطى اسم البلاد للصحيفة بحكم المكانة الصحافية لهذه الصحيفة.. ويتم الاستفادة من كل نقاط القوة في المؤسستين واستبعاد نقاط الضعف في كليهما حتى تنشأ صحيفة قوية متميزة ذات شخصية جاذبة ومقروءة عالية...
والله الموفق..

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved