أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 22nd September,2001 العدد:10586الطبعةالاولـي السبت 5 ,رجب 1422

الثقافية

الغربال
د. عبد الله محمد أبو داهش
قال الشريف بركات بن محمد بن بركات «858931ه» في مقدمة قصيدته العينية، في مدح الملك الأشرف قانصوه الغوري «850922ه»:


لي من زماني ما يعطى وما يدع
وقد شكرت فلا يأسٌ ولا طمع
ألبسه كرها على العلات محتسباً
فالعيش شطران ذا أمنٌ وذا فزع
أغضي وإن خدشت ناب الصروف يدي
واسكن إلى الصبر لا طيشٌ ولا جزع
إن الزمان جديرٌ أن طعمت به
حلاوة يقتفيها الصاب والسلع
إن أنكر المرء بالأيام معرفةً
بعد التجارب فهو العاجز الضرع
تجري المقادير والآمال واقفة
والمرء بين الرجا والخوف مضطجع
إذا قضى الله أمراً في خليقته
لا الحزم يدفع ما يقضى ولا يزع
أو دبَّر اللفظ أمراً دقَّ مسلكه
فالحظ يأخذ منه فوق ما يدع
ما عَزَّ من غير الله ناصره
وذَلَّ من بسوى مولاه يمتنع
لا تحمل الضيم في أمر تحاوله
نفسٌ إلى غاية العلياء تطّلع
ذلٌّ يُعرُّ ولا عزٌّ تقيم به
نفس الكريم على ذلٍّ وتجترع
لا كامرىءٍ همُّه الراحات في دعةٍ
وغاية الحال منه الزي والشبع
تنهاه آراؤه طوراً وتأمره
وأبدع الوصف فيه البخل والجشع
إني على ثقةٍ فيما أؤمّله
لم أخش ضيماً فإن الحلم متسع
إن الكرام إذا أمضت عزائمها
عهداً مضى القول فيه ليس يرتجع(1)

قلت: سحب الشاعر على أبياته هذه شيئا من المعاني الحكمية المناسبة، وأخذ يبسط رؤاه الفكرية بوحي من تجاربه وحكمته، حتى إذا اطمأن به المقام انصرف الى ممدوحه، وعلى الرغم من خضوع الأدب الحجازي، عبر هذه الفترة بشيء من التكلف والمعاودة، فإنه هنا لم يكن كذلك حيث حاول الشاعر ان يتخلص من الأصباغ البديعية،
ويدع أسباب الوهن الأدبي، المعهود، مما وصف هذه المقدمة الشعرية بالحسن الأسلوبي، والجودة المعنوية المناسبة، وعندئذ يمكن النظر في المظان المخطوطة والمطبوعة ذات الفائدة الأدبية، مثل المؤلفات التاريخية، ونحوها ليسد بها ما نقص من المادة الأدبية المفقودة.
(1) غاية المرام لابن فهد 3/35.


أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved