أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 14th February,2001 العدد:10366الطبعةالاولـي الاربعاء 20 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

الشيخ ناصر الحناكي,, إلى رحمة الله
صالح بن سليمان الحناكي
(لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار),.
لقد آلمنا وفجعنا,, وفاة شخص عزيز ووالد شفيق,, رجل عرف بالتقوى والاستقامة,, لا يُعلم عنه إلا تلمس أبواب الخير والبر والجود,.
كانت حياته حافلة بالعطاء والكفاح,, كابد مصاعب الحياة ومشاقها منذ نشأته في الربع الأول من القرن المنصرم في القصيم,, حيث شظف العيش وشح في موارد الرزق ووسائل العيش,, حيث عرف بصلابته وحزمه وقوة ايمانه وثباته امام صروف الحياة ونوائبها,, لقد غادرنا (الشيخ ناصر بن مطلق الحناكي) إلى رب غفور وملك رحيم,, عن عمر يتجاوز الثمانين عاما.
عرف بالكرم والجود وبذل المال,, حتى مع ضيق ذات اليد في تلك الاعوام الخوالي والايام القاسية,.
كان محبوبا من عارفيه عُرف بأريحيته وشهامته,, وحرصه الشديد على صلة رحمه وانسابه,, وكانت البشاشة لا تفارقه مع سماحة الخاطر وسرعة البديهة,, كان مرحا حاضر الطرفة اللطيفة.
ورغم ما تعكسه شخصيته من شدة وهيبة,, إلا انه كان سريع الرضا عن من نال منه لا يفكر بالانتقام لنفسه ولو قدر على ذلك,, إلا انه كان حاداً وسريع الغضب إذا رأى منكراً أو متجاوزاً لحد من حدود الله أو شاهد متخاذلا عن الصلاة,, أو متهاونا في أي من أمور الدين,.
وعندما أسن رحمه الله وتقدم به العمر ومع شيخوخته وعدم قدرته على الحركة في أواخر عمره,, كان يصر على الصلاة في المسجد,, وملازمة الجماعة.
وكان في مجالسه كثيرا ما يوصي بتقوى الله والمحافظة على الصلاة وان هذه الدنيا سريعة الزوال والانصرام,, والانسان سريع التحول عنها,, فيمسى في الدنيا ويصبح في الآخرة,, وان العاقل الفطن هو من يتزود منها بالاعمال الصالحة قبل الرحيل عنها,, وخلال عمره المديد عاصر نشأة الدولة السعودية المباركة,, وتوسعها وتدرجها حتى اصبحت تلك الدولة القوية المنيعة المباركة.
وقد عمل بعدها في الحرس الملكي لدى الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه بقصر الحكم بالصفاة,, ثم كان عضوا في هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بمدينة الخرج.
قال تعالى: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر),.
وانتقل منها إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مدينة الرس (مسقط رأسه),.
وقضى الجزء الاخير من حياته المديدة ولما يفوق الثلاثين عاماً كمؤذن في المسجد الجامع بمدينة الرس.
وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة ,.
وقد كان شقيقه الشيخ صالح بن مطلق الحناكي جزاه الله خير الجزاء باراً بأخيه مشفقاً عليه,, فاهتم برعايته في مرضه ومتابعة علاجه وعرضه على كبار الاطباء,, ولكن كان الاجل قد حان,, فنفذ أمر الله,, وفاضت روحه إلى بارئها,, وقد صلى عليه وشيعه جمع كبير.


وما الدهر والأيام إلا ما ترى
رزية مال أو فراق حبيب

ونقدم التعزية إلى ابناء الفقيد وإلى شقيقه الشيخ صالح واخوانه وعائلة الحناكي في الرس والرياض ومناطق المملكة الاخرى,, تغمد الله الفقيد بواسع رحمته.
اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه واكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الابيض من الدنس وابدله داراً خيراً من داره وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه وأدخله الجنة واعذه من عذاب النار,, وإنا لله وإنا إليه راجعون .

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved