سلام من الرحمن يا ساكن القبر
ورحمته دوماً عليك مدى الدهر
سلام ودمع العين يبكيك كلما
ذكرت دروس العلم والفضل والبرِ
سلام وحزن القلب يزداد كلما
ذكرت شفاهٌ لاتمل من الذكرِ
فقدناك يافخر العثيمين مثلما
فقدنا ابن باز قبل عام من الدهرِ
فقدناك في شوال يا شيخ مثلما
فقدنا طلوع البدر في ليلةِ البدرِ
فجعنا جميعاً في سماع رحيلكم
فقد كانت البلوى أشد من الجمرِ
ذهبتَ إلى مثواك يا شيخ راحلاً
وخلّفت أحزاناً سنلقها بالصبرِ
سيبكيك طلاب وعلم وحلقة
ويبكيك كل الناس في البدو والحضرِ
ويبكيك محتاج لفتوى مضيئة
تطير بها الركبان في البر والبحرِ
ويبكيك شرح الفقه للناس ممتع
ويبكيك أهل العلم يا عالم العصرِ
فقد كنت فينا مشعل العلم والتقى
دليلاً إلى الجنات والفضل والخيرِ
وكنت لهذا الدين حصناً مشيداً
تذود عن الإسلام في السر والجهرِ
وسيفاً على أهل الضلالات مشرعاً
ترد على الضّلال من ظلمة الشرِ
فقدناك يابحر العلوم وحبرها
فقد كنت للإسلام كالكوكب الدري
ولكن عزائي ما نرى من شروحكم
لكل فنون العلم في ساحة الفكرِ
وطلاب علم يقتفون طريقكم
إلى درجات العلم والخير والذكرِ
صبرتَ على كل الملمات واثقاً
بوعد اله العرش في الضيق والضرِ
فصبرك ياشيخي ستلقى جزاءه
إذا الناس موقوفون في الحشر والنشرِ
وداعاً حبيب الكل والدمع هاطل
وداعاً فلا لقيا إلى موعد الحشرِ
فبالله أحببناك لا شيء غيره
وحبك يا شيخي لمن أفضل البرِ
فحمداً لك اللهم في كل حالة
فهذا قضاء الله نلقاه بالصبرِ
فهذا عزائي للمحبين جملةً
أحمّله شعري ومن قبله نثري
وصل إلهي كلما صام صائم
على المصطفى المختار من جاء بالخير