| العالم اليوم
ولأن الأمور لم تتضح تماما والطبخة لم تنضج بعد، فقد ألغيت القمة التي كانت مدينة شرم الشيخ أمس تستعد لاستضافتها والتي كان يفترض ان تضم الى جانب الرئيس المصري حسني مبارك كلاً من رئيس وزراء اسرائيل ايهود باراك والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات واستعيض عنها بلقاءات ثنائية عقدت وستعقد في القاهرة، فبعد اجتماع الرئيسان حسني مبارك وياسر عرفات أمس، ينتظر ان يلتقي ايهود باراك الرئيس حسني مبارك.
وقمة شرم الشيخ الملغاة كانت الشكوك تحيط بها منذ الاعلان عن عقدها، فالفلسطينيون لم يكونوا بعجلة من أمرهم، والاستجابة الى لهفة باراك وجماعته لأنه ما كان لعرفات ان يحرق الانتفاضة ويقنع بلقاء باراك الذي عرف عنه تخليه عن الاتفاقات ولذلك فلم يستطع ان يجازف لمجرد ان كلينتون قدم مبادرة لم تتعد عبارات عامة، ولذلك فقد سبق الاعلان عن الغاء قمة شرم الشيخ ارسال رسالة من عرفات الى كلينتون طالبه فيها باتفاق مكتوب يتناول التفاصيل وليس عبارات,, فالاتفاق الذي يفترض ان يوقعه عرفات وباراك برعاية كلينتون يتعلق باتفاق تاريخي يفترض انه سيكون اتفاقا نهائيا ويترتب عليه تقرير مصير ليس فلسطين والقدس والمستوطنات واللاجئين والحدود فحسب، بل استقرار وسلام المنطقة بأجمعها، ومثل هذا الاتفاق لا يمكن ان يسلق سلقا لمجرد ان كلينتون يريد ان ينهي عهده باحتفال تاريخي وباراك يريد الحصول على ورقة انتخابية ولهذا فإن وزير الإعلام والذي أصبح من أهم المفاوضين الفلسطينيين (ياسر عبد ربه) قد أعلن عن أنهم لديهم تحفظات على مبادرة كلينتون، مؤكداً بأن القبول بها سيعرض للخطر مصير الوطن الفلسطيني، وأنها تمثل خطراً على مستقبل كل طفل فلسطيني لعدة أجيال قادمة.
هذا القول قد يفسر ما ترسخ بعد اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حيث ذكر بعض المشاركين أن الاتجاه الغالب في ذلك الاجتماع كان التوصية برفض مبادرة كلينتون، وأن غلفت بعض مواقف الرفض بأن الفلسطينيين يقبلون بالمبادرة إذا كانت متطابقة مع الثوابت الفلسطينية التي أُكدت في قمة كامب ديفيد الثانية والتي يعرفها كلينتون وباراك تماماً.
ولأن الثوابت الفلسطينية والتي أبلغها عرفات في كامب ديفيد 2 لم تحدَّد بصورة واضحة ولا يوجد هناك نص ثابت خاصة بعد التغيرات التي حصلت للمواقف الفلسطينية بعد اتفاقيات أوسلو، فإن تلك الثوابت خاضعة لتفسيرات عرفات وفريق المفاوضين، وأيضاً خاضعة لفهم باراك وتفهم كلينتون، واستناداً لهذا المثلث (التفسير والفهم والتفهم) سيتحدد مصير مبادرة كلينتون,, بل ومصير باراك وفرص عودته رئيساً لحكومة إسرائيل, من خلال النص الذي يطالب به الفلسطينيون فهل يقدم كلينتون نصا يوضح الموقف من مصير القدس,, وعودة اللاجئين ومنع تقطيع ما تبقى من الوطن الفلسطيني,, وتصفية المستوطنات الإسرائيلية، أم ان ذلك يتطلب أكثر من مبادرة وقمة,,!!؟.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|