|
| العالم اليوم
في أول مواجهة مع وسائل الإعلام كشف الجنرال كولن باول عن النهج السياسي الذي ستسير عليه الإدارة الامريكية في سياستها الخارجية فبعد ان قدمه الرئيس المنتخب جورج بوش الابن ليصبح وزير الخارجية الامريكي الخامس والستين, وان حياته قد اعدته لتولي مسؤوليات هذا المنصب وانه بطل وان الجنرال يحظى باحترام كبير في امريكا والعالم.
بعد كل هذا الاطراء والتقديم المفعم بالاحترام الذي اراد من وراءه الرئيس أن يصالح الاقلية السوداء التي صوتت وبنسبة 90% لصالح ال جور، تحدث الجنرال عن الابعاد والخطوط العريضة للسياسة الخارجية لامريكا, وحدد موقف بلاده في تعاملها مع روسيا والصين بلغة العسكريين وليس السياسيين الذي غالباً ما تطغى على خطبهم التورية والعمومية بحيث تعطي أكثر من معنى، اما باول فقال عن روسيا والصين واللتان اعتبرهما من الأمم التي تشهد فترة انتقالية, وانهما ليس كأعداء محتملين وليس بعد كشركاء استراتيجيين,,!!
ليس عدواً ولا حليفاً,, إذن كيف سيكون الوصف بينَ,,, بين وهو تقريباً بالضبط ماكانت تفعله الادارة الامريكية التي على وشك الرحيل، إلا ان باول كان واضحاً في ان الادارة الجديدة ستكون صلبة في مواقفها فمن خلال تأييده القوي مثل رئيسه بوش لنظام الدفاع المضاد للصواريخ والذي طالب من بلدان العالم ان تتفهم بأنه من المصالح العليا للشعب الامريكي، فان الجنرال الوزير لم ينس تاريخه ومسلكه العسكري, فهو هنا يربط المصالح العليا لامريكا بموقف سياسي، وهو يعرف انه ليس فقط روسيا والصين تعارضان نظام الدفاع المضاد للصواريخ بل حتى الحلفاء الأوربيون يعارضونه إذ إن المواقف الصلبة التي ظهرت في أول مواجهة من الإعلام ليست اشارات للذين هم ليسوا باعداء ولا بحلفاء,, بل موجهة ايضا للحلفاء,, وهذا ايضا يفهم ولو بشكل جزئي من قبل الحلفاء الاسرائيليين فرغم قوله بان سلام الشرق الاوسط يجب ان يكون أساسه أمن إسرائيل، إلا أن قوله بأنهم سيشجعون سلاماً دائما ومتوازنا,, لابد ان هذه الكلمة ستخضع لتحليل الاسرائيليين,,!
ويظل موقفه من نظام صدام حسين، فلم يخف الجنرال اي شيء، فبعد ان وصف صدام حسين بانه يجلس على رأس نظام متهالك.
قال نحن اصحاب الموقف القوي وهو موقفه ضعيف، ويجب ان تنشط العقوبات ومواصلة احتوائه ثم مواجهته إذا لزم الأمر.
وهذه اللغة تعني تصعيد الموقف الامريكي الذي يشهد تراخيا في الأشهر الاخيرة من حكم الرئيس كلينتون،وهذا يعني أن الفترة القادمة ستشهد مواجهة بين الإدارة الامريكية والنظام العراقي.
كما أن السياسة الامريكية في جنوب آسيا وأوروبا ستنهج اسلوباً جديدا من اهم سماته فرض التفرد الامريكي ولكن دون الاستعانة بالقوات العسكرية، مثلما كان في عهد كلينتون ولعل من المفارقات ان يقود السياسة الخارجية الامريكية جنرال,, ويبعد القوات العسكرية عن الاسهام في فرض السياسة الامريكية.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|
