أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 18th December,2000العدد:10308الطبعةالاولـيالأثنين 22 ,رمضان 1421

الثقافية

ظله,.
أدمنت,, قدماي تسلق سلم النجاح.
بيني وبين درجاته السحرية ألفة وعشرة.
حلقت الشهادات في سماء حياتي كفراشات ملونة,, اصطدتها بمهارة صياد عتيق، بشبكة من العزيمة والارادة والطموح,, فسقطت في شباكي، زاهية البريق، رائعة السحر.
ظل رجل,, ولا ظل حيطة .
تصر امي، بسذاجة، على تعكير صفو نجاحاتي المتلألئة,.
تمرر، بين الحين والآخر، جملتها الغبية في سماء طموحاتي، كغراب أسود، يطير فوق فراشاتي الملونة، ويلقي بقاذوراته على أجنحتها الشفافة اللامعة.
ظل رجل ,, ولا ظل حيطة .
عشقت العوم في بحر اشعة الشمس,, تلفحني أضواؤها الساطعة,.
كل صباح,, يحتضن وجهها وجهي,, تغسله بقبلات سياطها ,, فأنتشي.
برائحة النور والضوء.
فلماذا أبحث عن الظل.
ظل رجل,, ولا ظل حيطة .
من قال اني أصلا بحاجة الى ظل حائط حتى أستعيض عنه بظل رجل؟
,, وتزوجت,.
ما زال سائقي يوصلني بسيارتي كل صباح الى عملي!
وفي خاصرة الظهيرة,.
بدلا من ان يوصلني الى بيت أهلي كما تعود اصبح يوصلني الى بيتي .
الذي أدفع ايجاره من راتبي .
المحلات التجارية، التي أتعامل معها، أعرفها وتعرفني.
في نهاية الشهر,.
أشتري منها ما أحتاجه,, أفتح حقيبتي ,, أدفع ثمن ما اشتريه، وقلبي ينزّ حسرة على حظي حين أرى رجلا يمد يده، أمامي، ليدفع ثمن ما كدسته زوجته، الواقفة بجانبه، في زهو,,بينما زوجي,, واقف على بعد خطوات,.
تتشاغل عيناه في الفرجة على الجهة الثانية,ولأن راتبي ثلاثة أضعاف راتبه .
كل فواتير البيت والأولاد تحول إلي.
كل شاردة وواردة,, مسؤوليتي,.
كل المناسبات,, من اختصاصي.
كل ما في الحياة,, طوق في رقبتي.
الأولاد,.
هم الهدية الوحيدة التي تفضل بإعطائي إياها,,هل هذا هو الظل الذي أرادته لي أمي؟
عندما يتحرك، تحت شمسي التي كنت أعشقها تبحث عيناي عن ظله لتتفيأ به,, فلا تجده!
لقد وضعت أمي، بيني وبين الشمس، غربالا,, لتحميني,وأمي بسيطة ساذجة لا تعرف أن الغربال,, لا ظل له!

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved