أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 18th December,2000العدد:10308الطبعةالاولـيالأثنين 22 ,رمضان 1421

مقـالات

ود,, وورد
ندوة الإبداع الفني التشكيلي في ظل التطور الثقافي(4/4)
منال عبدالكريم الرويشد
استكمالاً للمقالات الثلاثة السابقة حول ندوة الإبداع الفني التشكيلي في ظل التطور الثقافي ضمن نشاط الاسبوع الثقافي الذي أقامته إدارة الإشراف التربوي بمنطقة الرياض في مقر مدارس الرياض الأهلية حيث اعتمدت الندوة على خمسة محاور قمت بإدارتها ومشاركة كل من المشرفة التربوية والتشكيلية هناء الشبلي بورقة عمل حول الموهبة الفنية ونظرة المجتمع إلى الفن التشكيلي ثم الورقة الثانية قمت بعرضها حول الفن التشكيلي وضرورته عبر الثقافات، لمحة تاريخية عن واقع الفنون التشكيلية في المملكة العربية السعودية أما الورقة الثالثة فهي للمشرفة التربوية والتشكيلية عائشة الحارثي عبارة عن نبذة عن الحركة التشكيلية النسائية والصعوبات التي واجهت التشكيلية السعودية والمحاولات التي قامت بها ثم كانت الورقة الرابعة للتشكيلية هدى العمر عن مسيرة تشكيلية سعودية في الساحة التشكيلية بعدها استعرضت لمحة عاجلة عن نشاط مجموعة الفنانات التشكيليات السعوديات بمنطقة الرياض وبعدها الورقة الخامسة للتشكيلية هلا بنت خالد عن أدب الفن وأدب الطفل ثم المداخلات من قبل المحاضرات وبعدها التوصيات.
وقد توقفت في المقالة السابقة عند الورقة الثانية حيث ذكرت مفهوم الفن وأوضحت أهميته عند البدائي لكونه رموزا لها مدلول عقائدي، وقد عرف أيضاً في الثقافة المصرية القديمة بدافع ديني مبني على الاعتقاد بعودة الروح والخلود مما جعل الفن لديهم رمزياً أما بلاد مابين النهرين فكان طابعهم تعبيريا يتميز بالقوة والمبالغة والخشونة والعنف في انتاج الأعمال الفنية وبرز الاتجاه إلى الصيد وصناعة الأثاث والأواني في الفن الآشوري أما الفن الإغريقي فاهتموا بالنسب المثالية والتفاصيل الدقيقة والفن الروماني المنحوتات لها طابع جمالي قوي والتصوير قائم على المنظور أما الفن البيزنطي فهو مزيج الحضارات وبرز الفن الإسلامي بطابع مختلف في التعبير عن الكون والحياة من منظور الإحساس بالجمال ورؤيته والتنفيس عنه لمختلف ماتقع عليه العين من المخلوقات مع كراهية تصوير الكائنات الحية والسعي إلى تحويل الغث إلى سمين وإيصال الحس الجمالي في أرقى صوره من خلال معايير الحق والعدالة والفضيلة والسمو بالصنعة مع مهارة التنفيذ.
ثم جاء دور عصر النهضة الذي انطلق في أوروبا (ايطاليا، فرنسا، انجلترا، ألمانيا) حيث تأثرت هذه الحقبة بالحضارة العربية والإسلامية من خلال اسبانيا و مازمه المسلمون إلى أوروبا من فن مميز ومتفرد في الفكر والعطاء، وفي عصر النهضة اعتبر الإنسان من أهم العناصر التي يعتمد عليها في أعمال التصوير مع استخدام اللوح المحمول بدلاً من العمل على الجدران كما في الثقافات للحضارات السابقة ثم ذكرت المدارس الفنية بعدها أوضحت ضرورة الفن في كونه يكشف عن الجمال ويعكس اسرار النفس الإنسانية ويفضح مكنوناتها وانه يرتبط بالعلم فيلتقيان في أشياء ويفترقان في أشياء أخرى كما انه يرتبط بالحياة مآسيها وأفراحها مرها وحلوها، ويرتبط بالتراث والفلسفة والصناعة والطبيعة أيضاً، كما انه يرتبط بالأخلاق والتربية السلوكية بل انه يرتبط بالدين منذ أقدم العصور واكتسب قيماً منه ثم ذكرت توجيه الفن للعمل اليدوي والاسوة بالرسل والأنبياء في ممارستهم للحرف حيث كان آدم حائكاً وحراثاً وناسجاً ولقمان خياطاً وداود زراداً، وسليمان خواصاً، وزكريا ونوح وهود وصالح نجارين أما ابراهيم وأيوب مزارعين ومحمد صلى الله عليه وسلم راعياً وحددت ارتباط الاشغال اليدوية في التربية الحديثة في إقامة مشروعات تجمع بين الصناعة والزراعة وارتباطها بالمقررات النظرية ثم ذكرت لمحة تاريخية عن الحركة التشكيلية في المملكة,أما المحور الثالث من الندوة فكان للتشكيلية والمشرفة التربوية عائشة الحارثي حيث ذكرت نبذة عن الحركة التشكيلية النسائية السعودية ومشاركة المرأة في الساحة التشكيلية المحلية والعالمية واثباتها لمسيرتها كمبدعة متميزة مظهرة الكثير من العمق والنضج في التعبير الفني والقدرة الفائقة على التواصل مع أساليب التعبير وأدواته مما لفت الأنظار إليها ونالت من خلاله الاستحسان والإعجاب في جميع مشاركاتها العالمية وهذا يعود لتلقائيتها في التعبير البعيد عن التكلف والصبغة المفتعلة وتمسكها بالاصالة واعتزازها بماضيها العريق وربطه بالحاضر ثم ذكرت ان الحركة التشكيلية النسائية ظهرت في البدء في المنطقة الغربية والشرقية قبل المنطقة الوسطى ومن الرائدات الفنانات السعوديا كل من التشكيلية: صفية بن زقر والتشكيلية منيرة الموصلي وقد سعت عائشة الحارثي في ورقتها إلى حصر بعض الصعوبات التي تواجه التشكيلية السعودية سواء في المنزل أو المدرسة أو الجامعة أو في المجتمع ثم ذكرت العديد من المحاولات التي قامت بها المرأة في مجال الفن التشكيلي مثل الاستفاد من الخبرات المباشرة والتجارب الشخصية وتجارب الآخرين والتأكيد على الاصالة وتعميق معلوماتها البصرية وتجاوز المتاعب والمشاق في قطاع التعليم ووضع خطط لتنمية الذوق الجمالي والمهارات وإبراز المواهب، كما اعتمدت المرأة على اجتهادات فردية لإقامة معارض تشكيلية تنظمها المرأة من خلال مشاركتها في المعارض الفنية في شتى الميادين المتاحة مثل (الرئاسة العامة لرعاية الشباب الجمعية السعودية للثقافة والفنون كذلك الجمعيات الخيرية مراكز التدريب البنوك).
وقد سعيت في هذه الندوة إلى دعوة التشكيليتين هدى العمر وهلا بنت خالد كنموذجين للتشكيلية السعودية لتعبرا عن تجربتهما فمن خلال محاولات هدى العمر في ممارسة الفن أردت إيصال دور الأسرة والمدرسة في صقل الموهبة الفنية وكذلك دور السفر والاطلاع على الثقافات الفنية للدول الأخرى وقد أوضحت هدى بداياتها وأماكن عرضها وأسماء لوحاتها وتلك المراحل في التعبير الفني لديها ثم أشارت إلى أهمية الأرشيف لكل تشكيلية وحثت على توثيق الأعمال من خلال الصور الفوتوغرافية وترقيمها ووضع تاريخ انتاج الأعمال وأسمائها والمواصفات الفنية لها من خلال مكتبة الملك فهد.
أما هلا بنت خالد فهي ذات تجربة فريدة أردت من خلالها أن أعرف بالإبداع التشكيلي في أرقى صوره عندما يكون موجهاً للطفل بالورقة التي قدمتها هلا,, متميزة بتميز طرحها وتفردها التشكيلي في الجمع بين الرسم والكتابة للطفل فذكرت هلا ان لكل عمل أدبا ولكل عمل مبادىء تتصل بالصدق والاحترام، والأمانة، والالتزام، والجدية، والاتقان والبساطة وطلب المشورة ثم عقدت مقارنة رائعة بين انتاج فني تشكيلي لكتاب طفل أو عمل لوحة فنية ثم طرحت هلا سؤالا في نهاية ورقة عملها لماذا تصر هلا على إنتاج كتب للأطفال ؟ وأجابت عليه من خلال المقارنة للنقطتين التاليتين الانتشار والمردود المعنوي لكل من إنتاج كتاب طفل أو إعداد لوحة فنية.
ولعل الأجمل في هذه الندوة هو ما استطعت ضخه في عروق الرئاسة العامة لتعليم البنات، ويليه تدريس مادة التربية الفنية في مراحل التعليم الإلزامي ثم انطلاقة للتربية والفنون ثم العودة إلى المجتمع بفنون تشكيلية وهذه الندوة تعتبر أول بادرة ثقافية من نوعها في إدارة التعليم بمنطقة الرياض من خلال الإشراف التربوي بأن يقام نشاط موجه للفن التشكيلي يجمع بين إدارة الندوة الثقافية وبين إقامة معرض تشكيلي يعرض أعمال الفنانات التشكيليات بمنطقة الرياض المشاركات في المعرض واللاتي بعضهن من منسوبات الرئاسة وان كان هدفي العام من إقامة هذه الندوة التعريف بدور المبدعة السعودية في الساحة التشكيلية وتفاعلها الفني والثقافي في تنشيط التظاهرة الثقافية لاختيار الرياض عاصمة الثقافة للدول العربية لعام 2000م فقد استطعت وبشهادة جميع الحاضرات من كبار المسؤولات في سلك الرئاسة مدير عام الإدارة العامة لنشاط الطالبات د, الجوهرة المبارك والمسؤولات في الإشراف التربوي كل من الاستاذات موضي العذل، نورة العبيكان، قماشة المزيد، مريم الربيعة، نوال المجراد، جميلة فطاني، وغيرهن,, وكذلك مشرفات التربية الفنية في المكاتب الفرعية والمعلمات وبعض مجموعة الفنانات التشكيليات بمنطقة الرياض سمو الأميرة أضواء بنت يزيد، سارة اللكتاوي، فوزية الخميس.
وان كنت في هذه الندوة قد استطعت تحقيق الصلة بين مفهوم الفن ودور المبدعة السعودية في تنشيط التظاهرة الثقافية من خلال الندوة والمعرض معاً فإن للحضور أيضاً دورا فعالا في اشعاري بالأثر على الاذن الصاغية والعين التي تبصر وترى والعقل الذي يفكر ويقرر في قبول هذا النشاط الجديد على ساحة الرئاسة وعن الحاضرات المشرفات المركزيات في الإدارة العامة للإشراف التربوي وإدارة النشاط الفني والمهني في الإدارة العامة لنشاط الطالبات وإدارة الإشراف التربوي بمنطقة الرياض ومديرات ومساعدات ومعلمات المدارس والمتذوقات للفن من المجتمع فكان هذا ما أشعرني واعطاني ترابطاً بيني وبين الرسالة التي أردت تحقيقها وايصالها في ريادة دور المرأة تشكيلياً وتنشيط الساحة التشكيلية ثقافياً بالندوات وإقامة المعارض أيضاً والرئاسة قلب ينبض في كيان المجتمع المحلي والسعودي الذي يحتم علي من موقع عملي ان أساهم في التعريف بإمكانات وقدرات المرأة تشكيلياً، وقد ذكرت المعلمة لولوة النويبت في احدى المداخلات مع العذر للقارىء الكريم عن عدم ذكر التوصيات حيث سوف أوردها في مقال لاحقاً وبعد العيد أعود للولوة حيث ذكرت (نشكر الجميع لجهودهم المبذولة في هذه الندوة التي أثرت معلوماتنا الفنية الإبداعية ونتمنى ان يقام كل سنة مثل هذه الندوة مع فنانات مبدعات أخريات أيضاً حتى نستقي من يصل الفن والإبداع ويأخذن بايدي المبتدعات واللاتي يسعين وراء الفن والإبداع وربما ان هذه دعوة بعد ان فتحت الأبواب لغيري ان يكون هناك امتداد ثقافي سنوي في مستوى هذه الندوة أو أفضل.
ختاماً ان هذه الندوة استغرقت شهوراً وجهداً في المتابعة والبحث والتقصي وتوفيق أطراف المحاور والمشاركات بها وتقنيات التكنولوجيا المصاحبة للعرض والمشاورة أيضاً والأخذ بالرأي رغم ما لدي من معلومات سابقة من خلال أ,د, هند الخثيلة ود, محمد الرصيص و د,حسناء القنيعر إلا انني عندما بدأت تجسيد حلمي على سطح الواقع وجدت المساندة والمشاركة من صديقتي هناء وعائشة ثم لجأت للإستشارة الأكاديمية من الزميل د,فارس الغزي فله جزيل الشكر لكل ماقدمه من معلومات نيرة ساعدتني على إدارة الندوة ولهناء وعائشة وهلا وهدى أخلص عبارات الشكر والتقدير أيضاً كما لمديرة إدارة الإشراف التربوي بمنطقة الرياض الاستاذة موضي العذل ومساعدتها نوره العبيكان والاستاذة مضاوي العقيلي والاستاذة نوال المجراد في المساهمة لاحتواء فكرة الندوة والمعرض معاً كما الشكر للاستاذة قماشة المزيد مديرة مكتبي والتي بمرونتها الإدارية ومساعدتي وزميلاتي ظهرت هذه الندوة على سطح التعليم والمجمع أيضاً كما الشكر لمساعدتها الاستاذة سهام الدخيل والشكر أيضاً لمديرة مدارس الرياض الاستاذة نوال الخويطر وجميع القائمات على العمل في القاعة الكبرى أثناء عرض الندوة وكذلك شكري لمدير عام مدارس الجبيل في جهوده لطباعة النشرات الخاصة بالمعرض والندوة والشكر الأعظم لله في توفيقي وزميلاتي على هذا المجهود الجديد على ساحة الرئاسة والذي آمل أن أكون وفقت في نقله إليك يا قارئي الكريم.


أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved