|
| الاخيــرة
يلجأ البعض إلى وسائل شتى للخروج بحلول لمشاكل قد تعترض التنمية الإقتصادية والبشرية، وقد يبدو ذلك الحل جميلاً جذاباً حسب القدرة على تنميقه واظهاره بالمظهر البراق والذي يبدو للرائي في أبهى حلله وأزهاها, والتدريب طرح وما زال يطرح كأهم الحلول للرفع من كفاءة الانتاج وزيادة القدرة البشرية على التعامل مع المعطيات الحديثة وهو كذلك ولا ريب, لكن التدريب لن يكون مفيداً بل سيكون مضللاً، وظلاً يستظل به إلا اذا توفرت فيه الشروط الكفيلة بالافادة منه, فمثلاً لابد لجهة التدريب ان تكون حازمة وجادة وقادرة على توصيل المعلومة إلى المتلقي، فليس المهم في المتدرب ان ينهي المدة المحددة، كما انه ليس من الصواب التركيز على الجوانب النظرية دون تطبيق عملي يكفل للمتدرب تطبيق ما طرح عليه من تقنيات.
والمتلقي يتحمل العبء الأكبر من الرسالة فهو المقصود بالتدريب وهو المعول عليه بما ينفع ذاته ووطنه، وهو الذي سيقوم بتحديد مقدار المكاسب والخسائر لذاته والتي ستنعكس على كفاءته في الأداء، ومن ثم زيادة في دخله المادي ومكانته الاجتماعية وقيمته المعنوية، ولابد له من الحرص على الافادة من خلال الانتظام في الحضور والمراجعة في المنزل والتطبيق في العمل، وهذا أمر يسهل قوله غير أن فعله يحتاج إلى الصبر، والمثابرة، وتغيير جذري في توزيع الوقت، ونمط استغلاله.
لقد نشأت فئة من متلقي التدريب في القطاع الخاص والعام تحرص على التدريب للحصول على الشهادة لغرض التوظيف فقط لا سيما في قطاعات الدولة والشركات الكبرى، وهذا أمر لن يكون في صالح كفاءة الانتاج والرفع منه لكون المتدرب يلجأ للتدريب كوسيلة للوصول إلى غاية غير عملية، وليس كونه غاية في حد ذاته وهذه الغاية كفيلة بتحقيق الانتاج الذي من خلاله سيعود المردود على المواطن ومن ثم الوطن.
والتقنيات الحديثة تتطلب مواصلة التدريب للتغيرات المتسارعة في عالم التقنيات فليس جديد اليوم سوى قديم الغد وهكذا, فإذا لم يكن المتدرب حريصاً على التدريب بعيداً عن الطموحات الادارية غير الابداعية التي ليس لها من فائدة سوى مزيد من البطالة المقنعة التي كثيراً ما أودت بمجتمعات كان يجدر بها ان تكون في قمة الهرم العالمي من حيث التقدم التقني والقوة الاقتصادية.
ان التدريب ما زال وسيظل مطلباً هاماً وضرورياً لكنه اذا لم يحقق رفع الكفاءة الفعلية والعملية فسيظل أملاً لحل مشكلة لكنه لن يكون حلاً لها.
د, محمد بن عبدالرحمن البشر
|
|
|
|
|
