|
| العالم اليوم
* القدس غزة العواصم الوكالات
قامت حكومة الاحتلال الاسرائيلي بالتجريف والاعتداء على الأراضي الفلسطينية في أنحاء مختلفة من أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة مستغلة انشغال الرأي العام الفلسطيني والعربي والعالمي بما يتعرض له الفلسطينيون من قتل على أيدي القوات الاسرائيلية لحجب ما تقوم به من اعتداءات ضد الأراضي والاحراش والمزارع الفلسطينية فقد بلغت مساحات الأراضي الزراعية التي طالتها أعمال تخريب المزروعات خلال شهر اكتوبر الماضي ما مجموعه 847 دونما من الأراضي الزراعية والأحراش في قطاع غزة عدا الأضرار الأخرى التي لحقت بالمنشآت والمباني المدنية والطرق الزراعية جراء التجريف.
ويعتبر محيط مفترق طرق نتساريم من أكثر المناطق التي تعرضت للتجريف حيث قامت اسرائيل بتجريف الأراضي الزراعية القريبة منه وعلى الطرق المتجهة شرقا حتى الشريط الحدودي أو ما يعرف بمعبر المنطار.
وقد طالت أعمال التجريف أكثر من عشرين دونما مزروعا بالحمضيات كما تم تجريف الأراضي الزراعية والحرشية على جانبي الطريق بعرض 40 مترا وبطول ثلاثة كيلومترات من محيط مستوطنة كفارداروم حيث شمل التجريف أراضي مزروعة بالحمضيات مساحتها 7 دونمات.
كما تم تجريف 80 دونما من الأراضي التي تقع شمال مستوطنة نغبة ديكاليم وضمت للمستوطنة.
كما شملت أعمال التجريف اقتلاع أعداد كبيرة من أشجار الزيتون المثمرة وأشجار الحمضيات ومزارع الخضراوات.
وقال رئيس بلدية الخليل مصطفى النتشة ان مدينة الخليل هي أكثر المدن الفلسطينية معاناة من جراء الحصار الاسرائيلي,, واصفا الوضع بأنه مأساوي.
وقال مصطفى النتشة, في حديث لراديو مونت كارلو أذيع أمس ان جزءا كبيرا من مساحة الخليل يبلغ حوالي 20 في المائة من مساحة المدينة ويقطنه 30 ألف مواطن يعيش تحت حظر التجول منذ ستين يوما بحيث تعطلت الحياة كلية في هذا الجزء,, مشيرا الى أن المنطقة الصناعية في المدينة تقع تحت السيادة الأمنية الاسرائيلية وتحظر العمل بالمصانع.
وأوضح ان 12 ألف طالب لم يتوجهوا للمدارس منذ ستين يوما,, وأن 18 مدرسة في هذا الجزء مغلقة، وقد حوّل الجيش الاسرائيلي ثلاثا منها الى ثكنات عسكرية.
وأشار الى أنه يسمح للمواطنين كل يومين أو ثلاثة بمغادرة منازلهم ساعة أو ساعتين فقط للتزود بالحاجات الضرورية,, وأن هناك مؤسسات خيرية ولجان زكاة موجودة في الخليل تقوم بمساعدة العائلات في البلدة وفي منطقة حظر التجول عندما يرفع اضافة الى ما تقوم به البلدية في هذا الصدد.
وخلص النتشة الى أن الوضع تحول لساحة حرب تخوض فيها القوات الاسرائيلية حربا أحادية الجانب ضد الشباب الفلسطيني تطلق فيها قذائف صاروخية ورصاصا من مراكز الجيش الاسرائيلي على مختلف أحياء المدينة.
هذا وأكد احمد الطيبي العضو العربي في الكنيست الاسرائيلي رئيس الحركة العربية للتغيير أن الانتفاضة الفلسطينية ليست هدفا في حد ذاته لكنها رسالة بضرورة تغيير أسس التفاوض بين الاسرائيليين والفلسطينيين من جهة وأداة لانهاء الاحتلال من جهة أخرى,وقال الطيبي في حديث للبرنامج التلفزيوني المصري وراء الأحداث أذيع الليلة قبل الماضية أن أهمية هذه الانتفاضة تكمن في أنها جاءت عفوية وتلقائية لم يحركها أحد، مشيرا الى أنها تأتي تعبيرا عن الغضب مطالبة بزوال الاحتلال يحركها في ذلك وقود الضحايا والشهداء الذين يسقطون نتيجة العدوان الاسرائيلي.
وأشار الطيبي في هذا الصدد الى أن يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني يختلف هذه المرة لأنه يتواكب مع انتفاضة الفلسطينيين الذين يعانون منذ أسابيع من العدوان والحصار الاسرائيلي.
ونوه الطيبي الى ما أسماه الضلع الثالث في المثلث الفلسطيني على أساس ان الشعب يمثل شكل مثلث قاعدته هي الضفة الغربية وغزة وضلعاه الآخران هما فلسطينيو الشتات والفلسطينيون داخل اسرائيل,, مؤكدا أن أبناء الشعب الفلسطيني داخل الخط الأخضر هم جزء من هذه المعاناة والنضال بدليل سقوط 13 شهيدا فلسطينيا من عرب 48 خلال الانتفاضة الغاضبة التي اندلعت بسبب المجازر التي جرت في المسجد الأقصى,, اضافة الى سياسة التمييز العنصرية التي تتبعها الحكومات الاسرائيلية المتتالية ضد الفلسطينيين.
وأشاد العضو العربي في الكنيست الاسرائيلي أحمد الطيبي في حديثه التلفزيوني بتضامن الجماهير العربية التي تظاهرت وسمع صوتها مع الشعب الفلسطيني في انتفاضته الغاضبة.
ونوه في هذا الصدد الى قرارات القمة العربية التي جاءت لمساعدة الشعب الفلسطيني الذي يعاني في ظل الاحتلال الاسرائيلي معربا عن أمله في أن يتم الاسراع بتوصيل المساعدات الى الفلسطينيين.
وحول الانتخابات الاسرائيلية توقع الطيبي اجراءها في شهر مايو القادم معربا عن اعتقاده بأنها ستختلف هذه المرة بالنظر الى ما يقوله المراقبون وقيادات حزب العمل من ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك سيسقط حتما إلا اذا توصل الى اتفاق مكتوب مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات حول قضايا الحل النهائي,, مشيرا الى أن المفاهيم انقلبت في هذه الانتخابات حيث إنه حسب اعتقاد البعض فإن مستقبل باراك السياسي مرهون بالتوصل الى مثل هذا الاتفاق.
وقال الطيبي في ختام حديثه ان الانتفاضة وجهت رسائل لعدة جهات هي الشعب الفلسطيني والعالم العربي والمجتمع الدولي والاسرائيلي مؤكدا ضرورة أن يأخذ اي تحرك سياسي ذلك في الاعتبار ويدرك أن ما كان في الماضي من فرض لدبلوماسية الاكراه على الشعب الفلسطيني أصبح أمرا غير مقبول حاليا.
هذا وقد أكد وزير الشؤون البرلمانية في السلطة الفلسطينية نبيل عمرو ان اكتمال حلقات العمل الفلسطيني العربي الاسلامي كانت وراء استمرار الانتفاضة الفلسطينية ودخولها الشهر الثالث رغم اجراءات القسوة والقمع العسكرية الاسرائيلية.
واوضح نبيل عمرو في حديث خاص أمس لاذاعة صوت العرب أدلى به عبر الهاتف من رام الله ان يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني والذي صادف يوم أمس الأول جاء هذا العام ليشهد نضالا فلسطينيا على الأرض وتجديدا للمبادىء والأهداف التي ناضل الشعب الفلسطيني من أجلها.
وجدد التأكيد على أن أي حكومة جديدة في اسرائيل لن تعمر طويلا إلا اذا دخلت في عملية سلام جدية مع الشعب الفلسطيني,, مشيرا الى أن عدم الجدية في عملية السلام كانت سببا لسقوط حكومة نتانياهو وستكون كذلك لباراك الذي يسقط الآن بسبب عدم جديته في السلام.
|
|
|
|
|
