| الريـاضيـة
*
* كتب محرر الفروسية
تضيق المساحة امام الكاتب احياناً حين يحاول رصد سجل زاخر بالانجازات والسبب في ذلك يعود الى ان زخم هذه الانجازات يتزاحم مما يجعل الكاتب في حيرة من أمره وهو يسعى للملمة اطراف ماحدث من انجازات رائدة ورائعة في المجال الذي يعمل فيه ومن ذلك ماوجدت نفسي اقف امامه غير قادر على حصر تفاصيل انجازات السنين في الاسطبل الازرق واسطبل ابناء الامير محمد بن سعود الكبير,, ذلك الاسطبل الذي شهد تخطيطاً مدروساً، وعملاً دؤوباً وصبراً مستمراً، وقف خلفه الامير سلطان بن محمد بن سعود الكبير ليحقق نتائج اقرب الى الاحداث الدراماتيكية وخلال فترة قياسية لم تكمل عامها الثالث.
انطلاقة المجد الذهبي بذراع المئوي
كانت انطلاقة العصر الذهبي للاسطبل الازرق قبل ثلاثة مواسم وبالتحديد عام 1419ه عندما قص راعي الذراع الطويلة الحصان الاشقر ولد شارد الطويل شريط البداية للمجد الأزرق بفوزه بكأس خادم الحرمين الشريفين لخيول الانتاج السعودية وقتذاك, لم يكن انجاز الطويل هو كل مافي جعبة هذا الحصان الفذ في ذلك الوقت اذ كان مشواره البطولي على موعد مع انجاز آخر من خلال كأس الموحد في اول موسم يقام فيه فضم بجدارة هذه الكأس التاريخية الى سابقتها معانقاً لقب اولى اغلى البطولات ولقب الحصان المئوي كون المناسبة تزامنت مع الاحتفالات بمرور مائة عام على تأسيس المملكة.
القاطرة الزرقاء!
وعاد الازرق بنجومه مع بداية الموسم الماضي وفي جرابهم المزيد من العطاءات والانجازات الباهرة عادت القاطرة الزرقاء الشبيهة بالقاطرة اليابانية لوناً وقدرة فحصدت هذه المرة جميع بطولات الموسم الماضي لخيول الانتاج السعودية وبأرقام قياسية اذا استثنينا كأس الموحد اذ تخطى الأزرق ال68 نقطة وهو يكسب اقوى دوري فروسي في الوطن العربي وكأس الوفاء وكأس سمو ولي العهد وكأس خادم الحرمين الشريفين فكانت رباعية مذهلة وغير مسبوقة جعلت الاعناق تشرئب متطلعة الى الموج الازرق الهادر حاصد البطولات حيث تحققت تلك الابداعات وتلك الانجازات على ايقاع افراس وجياد سعودية ركضت وملأت الميدان السعودي حيوية وعطاء وعرقاً فدخلت تاريخ الانجاز بكل جدارة.
ماتهاب كسرت غرور
ودلال عمالقة المستورد
ماتهاب السعودية أثبتت لمن تابعوها من الموسم الماضي انها بالفعل لاتهاب الصعاب ولو كانت بحجم الجبال فكسرت عقد الخواجة وازالت الرهبة من عمالقة المستورد بل كسرت غرورها ودلالها وفوق ذلك سجلت افضل الازمنة القياسية في سباقات العالم وفي وجود افضل وابرز افراس المستورد في يوم سيبقى محفوراً في ذاكرة التاريخ الفروسي.
بأمر الإدارة الواثقة ماتهاب تترك المهمة للفولاذية
وفي الوقت الذي كان فيه الازرق ينتظر كأساً لم يحققها منذ اربع سنوات وهو كأس الوفاء كان اصحاب الادارة والحصافة والرؤية الثاقبة يزدادون ثقة بجيادهم اوكلت المهمة للفوز وتذوق طعم كأس غالية تحمل اسماً غالياً على الاسطبل وكل عشاق الفروسية بالمملكة للفرس الفولاذيه شودة وبالفعل كانت شودة عند الثقة في بداية مسيرة الرباعية الزرقاء وهو نفس العام الذي شهد حضور وتألق ماتهاب والتي جمعت المجد من اطرافه الثلاثة كأس خادم الحرمين الشريفين وكأس سمو ولي العهد وكأس مجلس ادارة نادي الفروسية والاخير كان هو شهادة العصر لخيول الوطن وهي تطيح بعمالقة المستورد بانجازها ورقمها القياسي العالمي.
**
وفي ذات الوقت الذي شهد الانجازات المولودة من رحم المتابعة والدعم والصبر كانت القرارات الشجاعة تهطل غيثاً على الميدان السعودي حيث رمى مهندس ومصمم الملاحم الزرقاء سلطان بن محمد بجواد المئوية الطويل مع ابرز جياد الخيول الاجنبية فتخطى ولد شارد 13 جواداً من أعتى تلك الخيول العالمية بعد مواجهة مارثونية احتل فيها وفي ذلك السباق كأس خادم الحرمين الشريفين للجياد المستوردة المركز الثالث والذي كان فيه انجاز الاشقر يتررد صداه وعلى رائعة خالد الفيصل ارفع راسك انت سعوي فعلك جاوز كل حدودي .
نجوم الأزرق خارج الحدود
وهكذا اقفل ملف الموسم الماضي برباعية انجزتها شودة وماتهاب والطويل والامين وبقية نجوم الاسطبل الكبير بعد ان كسر رهبة وشبح المستورد لتنتقل الفروسية السعودية عبر الاسطبل الازرق الى المنافسة خارج الحدود وكانت ماتهاب بانجازاتها وارقامها الخرافية ضمن مقدمة الجياد التي تم اختيارها للركض في شوط كأس العالم بدبي اغلى سباقات العالم, وكان بالامكان ان تحقق ماتهاب انجازاً سعودياً عالمياً لولا الاصابة التي تعرضت لها اثناء تمارينها الاستعدادية للمشاركة مع نخبة نجوم الخيل في العالم ولتحرم جماهير الفروسية من متابعة اسطورة السعودية ولأن الدرس الازرق من فارسه لايترك صغيرة او كبيرة دون دراسة او تمحيص فقد كان مرخان يفاجئ جياد القروبات وبماركة انتج في السعودية مسجلاً الاولية باسم المملكة كأول مهر سعودي يشارك خارجياً فحقق نتيجة مذهلة وهو يحتل الخماسي الذهبي في واحد من اشواط كأس العالم للفروسية بدبي في العام الماضي.
الخماسية الزرقاء تهتز تحت أقدام أركان
ويستمر سجل التألق دون ان يترك لنا فرصة لالتقاط الانفاس فالموسم الحالي والذي مازلنا نعيش احداثه يشهد لنجوم الازرق بالمزيد من التفوق والعطاء حيث بدؤوه بتزعم دوري الانتاج وانذارات متكررة بعدم الاقتراب من اللقب الذي يحملونه للموسم الثالث على التوالي ثم اتبعوا ذلك بكأس الوفاء 2000
ثم كان عصر الجمعة الماضية الخماسية التي توجت الانجازات المدروسة فاصبح ثمر الغرس يقيناً نعيشه على ارض الميدان ولتدخل الخماسية الزرقاء كتاب تاريخ نادي الفروسية الذهبي بعد ان بدأها المهر القادم ضاري واثبت في شوط جمعه بافضل مهور المستقبل انه احد النجوم السعودية والمتوقع لها ان تمثلنا في كأس دبي العالمية ل فئة جياد الثلاث سنوات وقبل ان يبدأ الشوط الثاني بدأت تفوح رائحة الطبخة المدروسة التي يعدها نجوم الازرق وهم يشاركون بجياد في مستوىالكبار كمحبوبة نوفا واليرموك وكان بعض المتابعين الفروسيين نقاداً ومحايدين وقبل صدور برنامج ذلك السباق الكبير يتوقعون مشاركتها في شوط الذهب لكن الطبخة كانت تقرأ ساحة الركض بمنهجية مختلفة وبالفعل كان ولد سلطان الميدان اليرموك قد انهى صك ثنائية البطولة الغالية دربي السعودية وليكملها اخو كنهرا الشره والذي كانت ستكون شرهته كبيرة لو خذل بقية رفقائه تكملة الانجاز الاعجاز وليفجرها فجحان زرقاء ورباعية مع كأس الفارس الذهبية 2000.
مسك الختام
وليتبقى مسك الختام والسؤال الذي ظل حائراً مستبعداً غير متوقع ولكن هيهات لامستحيل مع الطموحات حتى لاح لون ازرق سطع وابرق وبعد غياب طويل عن المشاركات الفعلية في البطولات الكبيرة كأس سمو ولي العهد لجياد المستورد شارك الاسطبل بأركان بعد ان كانت مشاركة هذا الاسطبل في الموسم الماضي في اللحظة الاخيرة من خلال انتاجه خارج الحدود عن طريق مبهج وسيدون ومابين ظهور عيد النصر واركان كانت خماسية الالفية الثالثة الجديدة تخط مسارها تحت اقدام اركان لتهتز اركان الميدان السعودي ولتضفى الالوان الزرقاء على ماسواها ولتتأكد القناعة التي تبناها ابو نايف سلطان بن محمد وهو ان الانجازات العظيمة لا تأتي بالصدفة او بضربة حظ بل بالتخطيط الواعي واستشراق المستقبل الذي لايجيده الا الفرسان المبدعون.
نعم لقد اينع الغراس وحقق سلطان بن محمد ما خطط له تناجاً لجهد السنين .
الأرقام لاتكذب
وكاعلامي فروسي لصيق بميدان الفروسية تركت لجزء من الحقائق وما اكثرها لتعبر عن الملحمة الزرقاء فالارقام والحقائق تمثل اقوى لغة تعبيرية حيث ظل منهجي منذ دخولي عالم صحافة الفروسية ان تكون رؤيتي بعينين محايدتين اما عين العاطفة الثالثة فاني اتركها دوماً خارج الميدان وهذا ما احسبه بعد توفيق الله سبباً فيما لاقته الطروحات والتي نطرحها من خلال الميدان بجريدة الجزيرة من احترام وتقدير اوساط الفروسية وقراء الجزيرة ولعلي وأنا اطرح هذه الحقائق الموثقة بارقام وتواريخ لواحد من الاسطبلات الرائدة في بلادنا الحبيبة اجدها فرصة للتأكيد بان النجاحات لاتكون حكراً لاحد فما دامت الخطط والبرامج المدروسة والصبر عليها تؤتي الثمار فالميدان مفتوح لكل من يحمل هذه المؤهلات لكي يحقق طموحه فالدرس الذي قدمه هذا الاسطبل ورسمه مهندسه وفارسه الاول سلطان بن محمد جدير بالكل ان يستوعبوه وان يسعوا وبخطى واثقه لتكراره,, ولم لا!!
|
|
|
|
|