| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة,.
ها نحن نستقبل هذه الأيام,, شهراً من أفضل شهور السنة ذلكم هو شهر رمضان,, شهر الخير والبركات,, شهر الرحمة والنفحات وموسم الطاعات والصدقات,, فأهلاً بهذا الضيف العزيز وحق على المضيف ان يكرم ضيفه.
أعزائي ان الاعمال الصالحة تتفاضل وتتفاوت بحسب أفضلية الزمان والمكان,, فشهر رمضان زمن شريف وموسم عظيم لمضاعفة الأجر وزيادة الحسنات لا سيما فيما يخص البر وأعمال الخير فهي من الأعمال المتعدية للغير والعمل الصالح المتعدي خير من القاصر.
وشهر رمضان ليس مجرد الامتناع عن الطعام والشراب فحسب وان كان هذا أمراً حتمياً,, إلا أن الهدف الأسمى والمعنى الأهم هو أن يفيد منه المسلمون افادة تسمو بها ارواحهم وتتقارب بها قلوبهم وتجعلهم كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد.
ولعل من أهم ما يجب أن يبذل فيه الوسع وتضاعف فيه الجهود هو مجال الصدقة والاحسان الى الآخرين خصوصاً في هذا الشهر المبارك الذي حث فيه الإسلام على بذل الخير ودعا فيه إلى أهمية التكافل الاجتماعي من خلال صرف الزكاة وبذل الصدقة لمن يستحقها وبذلك يكون لأصحاب الحاجات أمن وطمأنينة ضد الفقر والعوز.
أعزائي,, ان الكثير من الفقراء والمحتاجين مغمورين في زخم الحياة المادية وقد يظهرون للعيان انهم ممن أنعم الله عليهم,, إلا أنهم في حقيقة الأمر آثروا العزة والألفة عما في أيدي الناس,, بل يتمثلون قول الله تعالى لا يسألون الناس إلحافا مع أنهم بأمس الحاجة إلى العون والمساعدة وهذا لا يعني تجاهلهم أو تغافلهم وغض الطرف عنهم فالمسؤولية تقع على أفراد المجتمع بأكمله بدءاً بمحيط الأسر فيما بينها موصولة بالعمد وأئمة المساجد في المدن والأحياء وانتهاء بتظافر جهود أفراد المجتمع في تقصي هؤلاء المعوزين وحصرهم وسبر أحوالهم وتقديم المساعدات لهم، وبذلك نضع كل شيء في مكانه.
وهذا مطلب اجتماعي ضروري فالمجتمع يتضرر بتضرر افراده فلا بد من التكاتف والتآزر حتى تتحقق الأهداف المنشودة.
وبالله التوفيق.
خالد بن عايض البشري مدارس الرياض للبنين
|
|
|
|
|