| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
امتداداً لما تم طرحه في هذه الصفحة حول التوجيه والإرشاد في التعليم العام ومدى فاعليته في الميدان والدور المأمول منه أقول وبالله التوفيق:
لا يخفى على ذي لب ما للتربية والتعليم من أهمية في بناء جيل الأمة علماً وخلقاً, ولقد سعت وزارة المعارف منذ عام 1402ه إلى إيجاد قطاع يعنى برعاية سلوك الطلاب ودراسة احتياجاتهم النفسية والاجتماعية والتعليمية ممثلاً بالإدارة العامة للتوجيه والإرشاد، ومن ذلك اليوم وحتى هذا اليوم ورغم تقديم العديد من البرامج الإرشادية المتميزة كأسبوع استقبال التلاميذ المستجدين للصف الأول الابتدائي وأسابيع التهيئة الإرشادية ورعاية الطلاب المتفوقين دراسياً والتوعية بأضرار التدخين والمخدرات وبرنامج الإرشاد التعليمي والمهني بالإضافة إلى الإرشادية الفردية والجماعية ورعاية السلوك وحصر ومتابعة الحالات الصحية والاجتماعية والتحصيلية للطلاب وتطوير قنوات الاتصال بأولياء أمور الطلاب من خلال الجمعية العمومية للآباء والمعلمين ومجلس المدرسة والاستدعاءات المنظمة والنشرات والمطويات وبرامج الخدمات التربوية وغيرها من البرامج، إلا أن هوية التوجيه والإرشاد ما زالت تحتاج إلى إعادة صياغة وإلى تقنين، ويمكن إيضاح ذلك من خلال ما يلي:
أولاً: إيجاد آلية واضحة لترشيح مرشدي الطلاب, فهل يعقل أن مجالاً متخصصاً مثل التوجيه والإرشاد الذي يعنى بالرعاية النفسية والاجتماعية السلوكية للطلاب يقوم به من يرغب العمل به وليس من تم تأهيله أكاديمياً في الجامعات من خريجي علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية؟ ثم ان الترشيح مرتبط بشؤون المعلمين وحسب قدرة المنطقة على التفريغ وما يترتب على ذلك من شح وتأخير في التكليف واستمرار العجز ومن خلال الخبرة الميدانية أرى أن أفضل من يقوم بالإرشاد هو المتخصص فقط مع احترامي وتقديري لمجهود بعض المرشدين المحولين والتي تبقى في حدود التوجيه والإرشاد.
ثانياً: تأطير برامج التوجيه والإرشاد وجعلها في مجال التخصص فالتوجيه والإرشاد يقوم بكل دور لا يوجد له إدارة على مستوى الوزارة وإدارة التعليم أما على مستوى المدرسة فالمرشد الطلابي هو المنقذ والمنفذ لكل تعميم يرد لمدير المدرسة أو زيارة أو برنامج داخل المدرسة أو حصص انتظار أو تدريس بعض المواد لسد العجز ولنا في القواعد التنظيمية خير شاهد على شمولية عمل المرشد الطلابي وأنه يستطيع القيام بجميع الأدوار.
ثالثاً: إعادة النظر في موقع التوجيه والإرشاد على خارطة هيكلة الوزارة وإدارات التعليم إذ إن حجم العمل الذي يقوم به التوجيه والإرشاد يوازي نصف دور وزارة المعارف من خلال العناية بتربية الطالب ورعاية سلوكه وإيجاد البيئة المناسبة له (إذا ما طبق كما ينبغي) وعلى مستوى إدارات التعليم فقسم التوجيه والإرشاد هو حلقة الوصل بين إدارات وأقسام الإدارة وهو الواجهة الأولى لأولياء أمور الطلاب والمعني برعاية الطلاب سواء كان سلوكياً أو تحصيلياً أو تربوياً أو نفسيا بالإضافة إلى طلاب الأحداث وذوي المشكلات السلوكية وذوي الإعاقات وكبار السن والمعيدين والمنقطعين والمتسربين.
رابعاً: أن تقوم وزارة المعارف بدورها المفقود في الرعاية النفسية المتخصصة للطلاب وخاصة الحالات المرضية التي تحتاج إلى مراكز متخصصة لتقديم الخدمات العلاجية والاستشارات العلمية لأولياء أمور الطلاب والعاملين في المدرسة للتعامل مع هذه الحالات، ولقد ولدت بعض الوحدات الإرشادية المهتمة بذلك وبجهود من إدارات التعليم وستظل يتيمة فقيرة للمنهجية لعدم وجود دعم وزاري ومادي يوازي الحاجة الماسة لخدماتها في الميدان.
خامساً: ان كثرة ما يثار حول التوجيه والإرشاد ودور المرشد الطلابي في المدرسة ومدى فاعليته في الميدان, يأتي بسبب واحد هو أن فئة من العاملين في الميدان التربوي يرون الحاجة الماسة إلى القيام بدور فاعل ومقنع لبرامج التوجيه والإرشاد، دون أن يقوموا هم بأدوارهم المناطة بهم في مجال التربية وبالتالي يحملون المرشد الطلابي أي مظاهر سلوكية أو تعليمية أو نفسية خاطئة تظهر على الطلاب, مع ملاحظة أن السلوك الإنساني متغير ويتأثر بمن حوله في البيئة المدرسية والمجتمع الخارجي وما يحتويه من مؤثرات يصعب على المرشد الطلابي احتواؤها وتحجيمها، فالكل معني بتربية الطالب وليس المرشد الطلابي وحده.
وأخيرا أهمس في أذن من يسمع وخاصة كل مسؤول في مجال التربية والتعليم بأن التوجيه والإرشاد ليس أشخاصاً أتعامل معهم وفق توجيهاتي الخاصة، وإنما هو عمل تربوي موجه وحق مكتسب لجميع الطلاب لا ينبغي حجبه عن بعضهم.
والله الموفق.
خالد بن محمد اللزام الرياض
|
|
|
|
|