أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 14th October,2000العدد:10243الطبعةالاولـيالسبت 17 ,رجب 1421

العالم اليوم

أضواء
هل يستجيب القادة العرب لرغبة الأمة؟
جاسر عبدالعزيز الجاسر
لم يتوان باراك عن ارسال طائرات الهليكوبتر المحملة بالصواريخ لضرب مقرات شريك السلام ومراكز الأمن والشرطة الفلسطينة,, لم يفكر لحظة واحدة بأن عمله هذا سيقضي على عملية السلام، ولم يضع في حسبانه ادانة المجتمع الدولي لعمله العدواني، ربما لأنه يعلم سلفا أن المنافقين من قادة الدول الغربية وأمين عام الأمم المتحدة سيكون تركيزهم على ادانةالقصاص من المخربين الاسرائيليين اللذين اقتصت منهما الجماهير الفلسطينية بعد أن ضبطتهما بالجرم المشهود حيث ألقي القبض عليهما وهما داخل مدينة كبيرة وسيارتهما محملة بالأسلحة والمتفجرات للقيام بأعمال تخريبية واغتيالات للشباب الفلسطيني الذي يقود الانتفاضة.
لم يفكر باراك في أن تؤدي عربدته إلى غضب المطبعين من العرب والمسلمين مع اسرائيل وتحرج الدول التي أبرمت اتفاقيات سلام مع كيان يغتال السلام.
كلنا ومعنا كل العرب والمسلمين شاهدنا الطائرات الاسرائيلية تغير على المدن الفلسطينية وتسرح وتمرح في السماء الفلسطينية المحرومة من الحماية بعد أن جردت اتفاقيات أوسلو الفلسطينيين من أبسط وسائل الحماية والدفاع عن أنفسهم.
الطائرات المروحية من نوع أباشي المزودة بالصواريخ، والدبابات والمجنزرات بمدافعها الضخمة والزوارق البحرية، بالاضافة الى القوات الخاصة والقناصة وفرق المستعربين وقطعان المستوطنين جميعهم شاركوا يوم الخميس في الحرب العدوانية التي شنتها اسرائيل والتي دعمها ودعا إليها كل الاسرائيليين اليساريين,, واليمينيين,, العلمانيين والمتدينين,, المتشددين,, ودعاة السلام، كل الصهاينة انصهروا في موقع واحد للانتقام من الفلسطينيين لمجرد قتل جنديين ذهبا بإرادتهما أو بإرادة أوامر التخريب الى الموت,,!
وهنا حق لنا ان نتساءل ماذا فعلناه نحن المسلمين والعرب لنجدة الفلسطينيين الذين قدموا حتى الآن أكثر من مائة شهيد؟.
ماذا فعلنا ونحن نشاهد كل يوم مقتل الأطفال,, فبالاضافة الى الشهيد محمد جمال الدرة، استشهدت طفلة لا يتجاوز عمرها سنة ونصف رضيعة في حجر والدتها,, وأطفال آخرون أعمارهم بين تسع سنوات وعشر سنوات واثنتي عشرة سنة.
سؤال يتردد في المدن الاسلامية والعربية,, ماذا فعلتم للذين استشهدوا دفاعا عن المقدسات الاسلامية؟!.
قيادات ودول عربية عرفت بمواقفها المبدئية من القضية الفلسطينية عموما، أكدت بالفعل مساندتها سواء بفتح باب التبرعات وارسال المساعدات للشعب الفلسطيني واستقبلت جرحى الانتفاضة لعلاجهم.
وكل هذا فعل ايجابي جيد، إلا أن المطلوب من الدول الاسلامية والعربية الأخرى وبالذات من الدول التي طبعت علاقاتها مع الكيان الاسرائيلي، أن تتخلص من الدمل الصهيوني المتمثل في وجود السفارات وممثليات اسرائيلية في العواصم الاسلامية والعربية.
سلطنة عمان بادرت واغلقت المكتب التجاري العُماني في تل أبيب وأغلقت مكتب الصهاينة، فهل يفعلها باقي العرب والمسلمين؟!.
هذا الشعب المجاهد الذي يقدم الشهداء,, ويتحمل كل هذا الايذاء والعذاب والحصار المعيشي من قبل اليهود والصهاينة ألا يستحق منا كمسلمين وعرب أن نكافئه؟!.
ألم يستحق الشعب الفلسطيني المجاهد أن نبادر عربا ومسلمين ونسارع بالاعتراف بدولته المستقلة عاصمتها القدس,, حتى قبل أن تعلن من قبل قيادته الشرعية؟!!.
بعد ايام ستعقد قمة عربية طارئة وهي فرصة نادرة لرد عربي بمستوى الحدث، ولذا يجب أن يكون أول قرارين يتخذهما القادة العرب تجميد العلاقات مع اسرائيل من قبل كل الدول العربية التي طبعت علاقاتها مع هذا الكيان العدواني وأن يعاد العمل بنظام المقاطعة العربية بحزم ودون أي استثناءات,, من خروج عن المقاطعة السابقة باستعمال مصطلحات مقاطعة درجة ثالثة,, أو درجة ثانية,, أو مقاطعة درجة أولى,, يجب اغلاق الباب أمام أي تسلل اسرائيلي,, هذين القرارين هل يمكن أن يقدمهما القادة العرب استجابة لطلب المواطنين العرب من المحيط حتى الخليج، واسنادا لجهاد الفلسطينيين المدافعين عن حياض الاسلام وكرامة الأمة العربية,؟
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved