أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 14th October,2000العدد:10243الطبعةالاولـيالسبت 17 ,رجب 1421

مقـالات

لاوقت للصمت
الغليان,,!
فوزية الجار الله
لم أكن معهم حين ارتبكت كلماتهم,.
لم أكن معهم حين ارتعدوا خوفا تحت القصف,, ولم أكن معهم حين تجمدت حواسهم بانتظار القادم,, كنت أحترق أمام شاشة التلفاز,, وأعتقد أن الكثيرين ممن تابعوا الأنباء مباشرة يوم الخميس الماضي لحظة حدوثها عربا ومسلمين كانت هذه السمة الغالبة لمشاعرهم,.
إذ تجد نفسك رغما عنك لا تستطيع مغادرة تلك المشاهد المتوترة عبر الشاشة للخلود إلى الراحة أو البحث عما ينتظرك من التزامات,, هناك إخوة أشقاء لك يعيشون حربا,, تحلق الطائرات الإسرائيلية فوق رؤوسهم ورغم ذلك لازالوا في منتهى المقاومة والقوة,, يحاربون حتى آخر قطرة من دمائهم,, دافعهم في ذلك ردع الظلم والخوف على الأوطان,, والحق دائما هو الأبقى وهو الأقوى حين ينتفض,, ولا أقوى من عربي مسلم أعزل حين تريد خنق أنفاسه واغتصاب أرضه وحرمانه من حياة طبيعية كريمة يحياها كما يفعل بقية البشر!
هذا ما كنا نريد منذ سنين,.
نعم,, كنا نريد هذا الغضب أن يتحرك في الصدور وأن تصرخ الحجارة رفضاً لذلك الظلم والطغيان,.
فهل انطفأ هذا الغضب يوماً؟!,, أبداً لم ينطفئ بل كان كامناً هادئاً حتى جاء ما يفجره ويشعله ليكون ناراً تحرق ما أمامها ولو كان السلاح ضئيلاً شحيحاً,, ولو كان ما باليد سوى الحجر,,!!
سنوات وهذا المواطن الفلسطيني لا يحيا وإنما يعيش هكذا دونما أمن أو راحة أو استمتاع بحياته مثلما يفعل البشر,, فلماذا الصمت إذن ولماذا الخوف ولماذا التراجع؟!
ليس ثمة ما يتطلب خوفا لأجله فلماذا إذن يردد البعض ما يقوله اليهود وعملاؤهم حول السلام الذي لم يكن في حقيقته سوى أكذوبة كبرى,,؟! ولماذا الحديث عن احتواء الموقف والتعايش السلمي؟! كيف تحتل أرضي وتستبيح وطني ويكون لك السيادة والقوة وأكون أنا مجرد إنسان طفيلي لديك,, يتطلب الأمر من قبلك أن أحمد الله ألف مرة بأنك سمحت لي بالعيش معك!!
كيف يحدث ذلك ثم يطالب هذا الفلسطيني بالتزام الهدوء والسعي إلى السلام؟!
إننا نسعد كثيراً,, بذلك البصيص من الغضب العارم الذي عم الدول العربية والإسلامية وبذلك التحرك الفاعل من الكثير من القنوات العربية,, ولازلنا بانتظار عمل إيجابي يردع الظلم والعدوان ويعيد الحق إلى أصحابه,.
لازلنا بانتظار ما هو أقوى وأشد,.
(لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا).
* بريد الكتروني Fowzj @ hotmail. com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved