لغة الحجارة عندما تتكلم
فالأذن تصغي والمخاطب يفهم
لغة الحجارة لهجة عصرية
ليست بحاجة ترحمانَ يترجم
لغة سرت في الخافقين ولم تزل
تخبو فكيف اذن إذا اكتمل النمو
لغة يحار الفكر في تحليلها
مذ ان تبناها القضاء المبرم
فاللفظ صخر والحروف قذائف
والطفل في وجه الطغاة ملغم
ما ضمها القاموس في صفحاته
والأبجدية ما حواها المعجم
لكنها لغة التخاطب عندما
تشتب نيران الكفاح وتضرم
غنَّى بها الأطفال في خلواتهم
وبها المدائن والقرى تترنم
جمعت لغات العالمين بأسرها
في حرف صَوَّانٍ يخضبه الدم
انشودة العصر الحديث يصوغها
طفل الحجارة عندما يتألم
ويعيدها لحناً شجيّاً إذ رأى
بعد الولادة أنه متيتم
كُتِبَت على خد الزمان حروفها
وعلى الثريّا سطرتها الأنجم
ابن الشهيد إذا رَمَى بحصاته
يهتز بنيان الطغاة ويهدم
يا ايها الأطفال في مهد الصِّبَا
مرحى لكف لم يخنها المعصم
ارموا رؤوس الغاصبين فإنما
إبليس في شرع العدالة يُرجَمُ
وتول تأديب الطغاة جميعهم
يا أيها الحجر الاصم الابكم
فالحلم جبن والسكوت مذلة
والصبر مُرٌّ والحقيقة علقم
والشرق والغرب الحلول لديهما
هي أن يغادر عن حماه الضيغم
والقول معسول فإن جربته
فلذاك عقربة وذلك أرقم
فعلى فلسطين الفؤاد مكلم
والكون في عين المشرد مظلم
ولسان حال الطفل ينطق بالأسى
ويقول والصمت الرهيب مكتم
ماذا نحاور واللغات عقيمة
بل كل حرف في الرسالة مبهم
قولوا لكل الغاصبين تنمروا
وتجبروا ماشئتمو وتوهموا
إن الحقائق لا تموت جذورها
مهما يُزَوِّر في الحقائق مجرم
والقدس مسلمة فكيف تذلها
هيهات أن يرضى المذلة مسلم
الحق حصحص فاسمعوا لغة الحصى
فهي المعَبِّر والخطيب الملهم