| مقـالات
من جهز غازياً فقد غزى ذلك هو واقعنا الآن ونحن نتبادل الحديث ويحضّ بعضنا بعضاً حول أهميته في ترجمة مشاعرنا تجاه الشعب الفلسطيني.
ولعلّ فتح باب التبرعات من قِبل خادم الحرمين الشريفين بثلاثين مليوناً وسمو ولي العهد بعشرة ملايين وسمو الامير الوليد بن طلال بتسعة، هو دلالة على تفاعل الجميع مع الحدث وإحساسهم بقيمة الدعم المادي في هذه الظروف القاسية التي تمر بها فلسطين,.
وذلك هو المؤشر الايجابي لترجمة الشاعر وهو التعقل في ردود الافعال والتفكير الايجابي الذي يسهم في حل المشكلات وليس تعقيدها,.
نرى ملامح سمو ولي العهد الممتزجة بحزن عروبي وإسلامي كبير وهو يقلد مجاهدي فلسطين وسام الملك عبدالعزيز.
ونذكر حديث صدام حسين الذي أدلى به بعد وفاة محمد الدرة وطريقته العنجهية والحديث عن الذات والتمحور حول النفس ونسيان القضية الاساسية، فصدام كما يرى، لو أن علاقاته لم تقطع بالدول العربية لظل لها الهيبة العالمية ولخافتها اسرائيل، لكن الدول العربية بعد مقاطعة صدام ليس لها كبير يخشى جانبه,.
فاستمرأت اسرائيل إهانة العرب، لأن صدام لم يعد في قائمتها,, وهو يطلب الناس ان يمهلوه اسبوعين واسبوعين فقط لكي يهوي على اسرائيل ويطهر فلسطين,, هذا اذا عاد الى حقل الأمة وفُكَّ عنه حصارها,, ومثل صدام كثيرون يمن يترجمون مشاعرهم بطريقة سلبية وأحيانا بطريقة نرجسية لا تبتعد عن حدود الأنا والحديث عن القضايا من خلال تمجيد الذات ورفع صوتها على أصوات الآخرين!
أما الرئيس اليمني ومن أقصى الجنوب وبطريقة تستفز الفلسطينيين ذاتهم، فهو ينادي بأن السبب الوحيد الذي يردُّه عن خوض الحرب هو البُعد عن الحدود الاسرائيلية, وبنظرة قاصرة ومضللة للمشاعر العربية يوهم البسطاء والعامة بأن الدول التي تربطها حدود مع اسرائيل هي دول موالية ومتواطئة مع العدو وهي نعرة الصعود على المواقف وهي بقرة يمنية للاسف اعتدناها، ففي حرب الخليج هاجت ثم ها هي تعود الآن لتقف وتصعد على الاحداث لتمجد ذاتها وتعلن عن حضورها.
وكان بإمكان الرؤساء العرب أن يسعوا جادّين لقمة عربية وأن ينظروا للاحداث بتعقل وفاعلية أكثر ولكننا في كل أزمة وفي كل محنة نحمد الله سبحانه وتعالى على ما قيّض لنا من تميز في التفكير وترجمة إيجابية فعلية بعيدة عن الطنطنة وتمجيد الذات وهي أساليب تستفز الفلسطينيين ذاتهم وهم يمرّون بهذه المحنة.
فيا أيها السعوديون,, أيها المسلمون الحقيقيون,, أيها العرب الحقيقيون,, اجعلوا من كل دموعكم التي ذرفت في ليلة مقتل محمد الدرة إعانات وتبرعات تجهزون فيها إخوانكم ممن شاء الله لهم وأراد ان يكونوا الخط الأول الذي يدافع عن القدس.
جهزوهم وساهموا بتوفير كل ما يحتاجونه لعلكم - إن شاء الله - تحصلون على ما يماثل أجرهم,.
فادفعوا وساعدوا وعاونوا لتدفعوا عن إخوانكم وعن أنفسكم الضرر.
وكونوا كما أنتم دائماً صادقين تتحدث عنكم أفعالكم وتنبئ عنكم إياديكم الكريمة,.
ودعوا الاحاديث الاستفزازية للآخرين.
فلا يبقى في ذاكرة الناس الا أولئك العاملون الصادقون ولتطلقوا مع تبرعاتكم دعواتكم البيضاء بأن يبارك الله كل ما تدفعونه وأن تكون وجاء لاخوانكم من كيد العدو دحره الله .
عنوان الكاتبة 26659 الرياض 11496
|
|
|
|
|