| مقـالات
قال أبو علقمة البصري رأيت فيما يرى النائم أن طوفاناً ماحقاً يجرف الأخضر واليابس والناس سادرين لا يعنيهم الأمر، فكان يغرقهم ولا يغرقون ويجرفهم ولا ينجرفون فعجبت من أمرهم وذهبت لأحتمي بالجبل مبتعداً أنظر اليهم من بعد، ثم اني بدأت أخاف ثم أحسست أن سقوطي من مرتفعي صائر لا محالة لتراخي الصخور من تحتي وتخلخلها بفعل الطوفان ثم بدأت أهوي وأهوي حتى أفقت من نومي.
فسألت أبا بدر الكاتب عن الرؤيا المخيفة وأنا هلع فقال لي أنت تكابر وتترفع هارباً من طوفان الحياة الجديدة وحضارتها,, قال قلت نعم قال ليس العبرة أن تترك الطوفان يمر وأنت فوقه مترفعاً متطاولاً بل العبرة ان تستطيع خوض غماره والطوفان هو الحضارة ومعطياتها,, فأنت ترفض الحضارة بأدواتها ووسائلها أصلاً وتدعي نظافتك منها بينما هي تجرفك يا أبا علقمة عليك أن تمارسها لتعرفها ثم تتقيها مثلي فلا يتقي الانسان ما لا يعرف ويتقن مواجهته قال الراوي وقد أخطأ ابو بدر الكاتب اسمه فقد يكون أبا عكرمة لأنه ليس في ربعنا أحد يسمى ابا علقمة.
|
|
|
|
|