|
| تقارير
ما زالت الحدود اللبنانية الاسرائيلية تشهد توتراً منذ الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان واندحار قواتها في 24 مايو الماضي بعد احتلال استمر 22 عاماً.
فقد انتشرت قوات الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان لحفظ السلام في المنطقة.
الجزيرة بدورها استغلت هذه الظروف والتقت بالمستشار السياسي والناطق الرسمي باسم القوات الدولية (UNIFIL) تيمور غوكسيل في مكتبه بمنطقة الناقورة على مقربة من الحدود اللبنانية مع اسرائيل وذلك املاً منها في القاء الضوء وكشف الخروقات الإسرائيلية وعملية كشف الالغام ودور الامم المتحدة في حفظ السلام في هذه المنطقة المتوترة وتسهيلاً لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال الإسرائيلي وإزالة كل معالمه من اراضي لبنان على ذلك كان للجزيرة مع الناطق الرسمي باسم القوات الدولية في جنوب لبنان الدبلوماسي المخضرم والذي جاء به كوفي عنان لجنوب لبنان في مهمة حساسة, كان لها معه الحوار التالي:
*ماهو تقييمكم للنتائج التي تم التوصل إليها بين الطرفين اللبناني والاسرائيلي في اطار نشاط الامم المتحدة المبذول في المنطقة؟
لم يحصل اتصالات مباشرة بين الطرفين اللبناني والإسرائيلي خلال السنوات الماضية ولكن عن طريق مبادرة الامم المتحدة والاتصالات التي اجرتها مع الاطراف المعنية توصلنا الى نتائج جيدة فالجيش الإسرائيلي خرج وتم رسم الخط الازرق (خط الحدود الفاصل) وأعتقد ان ماحقق حتى الآن وبعد 22 عاما من الاحتلال الاسرائيلي للجنوب ماكان ليتحقق لولا مبادرة الامم المتحدة من خلال المحادثات التي كانت تجريها مع كل الاطراف, والان القوى اللبنانية بدأت تدريجياً ببسط سيطرتها على المنطقة وكانت المحادثات عملا مفيدا وقد أدت الى الغاية المنشودة منها.
*مامدى صحة ماورد في وسائل الاعلام عن خروقات اسرائيلية للخط الازرق؟
حدث خرق في مزارع شبعا (سقوط قذيفتين في منطقة مزارع شبعا) لكننا لانملك اي علم حول هذا الامر لقد علمنا بمسألة الجرافة الاسرائيلية التي خرقت الخط الازرق ولكن للاسف قوات الطوارىء لاتملك مركز مراقبة عند مكان الخرق ولذلك يصعب التأكد من هذا الامر.
* ما الذي يمنعكم من إنشاء مركز مراقبة؟
الى هذه اللحظة لم نتمكن من الانتشار فيها ولكن عادة في مثل هكذا حالة نرجع الامر الى الجانب الإسرائيلي ونجد لها حلاً.
*وفي حال عدم وجود حل من الجانب الاسرائيلي؟
لايمكن ان لانجد لها حلاً لان الاطراف جميعها تتعاون معنا والجانب الاسرائيلي يتعاون معنا في مثل هذه الخروقات ويوضحها لنا.
*كيف تقيمون تعاون الطرفين اللبناني والإسرائيلي مع الاسرة الدولية في رسم الخط الازرق؟
تعاون الطرفين اللبناني والاسرائيلي معنا كان جيداً وأتوجه بالشكر الجزيل لكلا الحكومتين لانهما تجاوبتا مع قرارات الاسرة الدولية واحياناً تقع مشاكل وخروقات صغيرة لكن اذا اخذنا بالاعتبار التوتر الذي كان سائدا في المنطقة والتاريخ الذي مر خلال عشرين عاما فأعتقد ان ماتحقق مهم جداً.
*إلى اين وصلت القوى الدولية في ازالة الالغام , وهل وجدتم تعاوناً من الجانب الاسرائيلي لتجنب خطر الالغام؟
مسألة نزع الالغام عملية مستمرة وعلى اساس يومي وهذه العملية تتطلب وقتا طويلا ولكنها تسير بصورة جيدة, الاسرائيليون امدونا بمعلومات جيدة عن حقول الالغام قرب الحدود ولكن للاسف بالنسبة للالغام في الداخل اللبناني فلايوجد اي معلومات عنها وهذه علينا القيام بها بأنفسنا وهي عملية خطيرة, حالياً نقوم بنزع الالغام في المناطق التي زودنا بخرائطها والمرحلة الثانية ستكون لاحقاً.
*ذكرتم ان الحكومة الاسرائيلية افادتكم بمعلومات حول الالغام على الحدود اما عن وجود الغام في الداخل اللبناني فلم تفدكم بما يساعدكم بنزع الالغام فأين التعاون إذاً؟
عندما تزودنا إسرائيل بمعلومات عن وجود الغام فهذا يوفر علينا جهدا كبيرا اما عن عدم تزويدها بمعلومات عن الداخل اللبناني فالمحادثات لم تتوقف ونأمل من الجانب الاسرائيلي ان يزودنا بمعلومات حول كل مايتعلق بوجود الغام في الداخل اللبناني حتى نتمكن من تطهير الاماكن التي تتواجد فيها الالغام بأسرع مايمكن .
*برأيكم متى يتم الانتهاء من تأهيل الجنوب اللبناني؟
معظم الألغام غير متواجدة في مناطق مأهولة وبالتالي فهي لاتؤثر على عملية اعادة الاعمار هي تؤثر على الزراعة وهذا هو موضوع اهتمامنا لانستطيع تحديد الوقت للانتهاء من هذه العملية لاننا لانعرف عدد الالغام الموجودة بالتحديد ولانعرف انواعها وهذا مايزيد الامر صعوبة لكننا مستمرون بالعمل على إزالة الالغام بشكل متواصل.
*ماهي الفترة المتوقعة لاستكمال الانتشار في الجنوب اللبناني؟
لايوجد وقت محدد لاكمال عملية الانتشار فهذا يتوقف على عمل فريق المهندسين التابع (لليونيفيل) حالياً العمل منصب على بناء (18) مركزاً جديداً وبعضها يقع في مناطق صعبة جداً وهذا يتطلب وقتا وعندما ننتهي من بناء هذه المراكز نبدأ بالاخرى مبدئياً هناك اتجاه لاستحداث 30 موقعا وهذا العدد ليس نهائياً وعملياً علينا اغلاق مراكز قديمة وبناء اخرى جديدة.
*الان بعد ان استقرت الاوضاع مؤقتاً ماهو موقف قوات الامم المتحدة لوحدث خرق من الجانب الاسرائيلي؟
لقد سبق لهم وفعلوا هذا لكن قوات الامم المتحدة لاتستطيع ان تقاتلهم هي تحاول بوسائلها ردعهم, في عام 1982 حصل هذا إبان الاجتياح الاسرائيلي للبنان حيث قطع 90 الف جندي اسرائيلي من مختلف الوحدات مع اسلحتهم وكان هناك عشرون جنديا من الامم المتحدة ببنادقهم فماذا نستطيع ان نفعل حيال ذلك.
*إذاً انتم كما يقول (برنارد مييه) الامين العام المساعد للامم المتحدة لعمليات حفظ السلام بأنكم وزارات دفاع مصغرة في كل دولة وأنكم لاتقدمون جواباً للحيرة السياسية؟
بالتأكيد قوات الامم المتحدة هي قوات حفظ السلام وهي ليست قوة قتالية ولاتفرض السلام بالقوة ومهمتها حفظ السلام اذا كان الفريقان المتنازعان يريدان السلام حقاً.
|
|
|
|
|
